شهداء وجرحى واعتقالات.. الاحتلال يواصل تصعيده في الضفة
استشهد فلسطيني مساء الأربعاء برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم نور شمس شرقي مدينة طولكرم، حيث يشن الاحتلال أكبر عملية عسكرية منذ 2002 في مدن الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، باستشهاد عايد محمود نمر أبو الهيجا (62 عامًا)، برصاص قناصة الاحتلال داخل منزله بالمخيم، ليرتفع بذلك ضحايا العملية العسكرية المستمرة في طولكرم وطوباس وجنين إلى 11 شهيدًا.
انفجار عبوة ناسفة في جنين
وهزّ انفجار عنيف وسط مخيم جنين نتيجة انفجار عبوة ناسفة أثناء مرور قوة من جيش الاحتلال، وفق ما أفاد مراسل "التلفزيون العربي".
وأكد المراسل أن المقاومة استهدفت جرافة للاحتلال بعبوة متفجرة في أحد أحياء جنين، مشيرًا إلى استمرار الاشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال، بالتزامن مع الاقتحام الإسرائيلي لعدة مدن في الضفة الغربية المحتلة ضمن العملية الواسعة التي أطلقها الاحتلال فجر الأربعاء.
وأوضح مراسل التلفزيون العربي في القدس المحتلة، أحمد دراوشة، أن المسؤولين الإسرائيليين صامتون بشأن العملية العسكرية في الضفة، باستثناء وزير الخارجية الإسرائيلي الذي دعا إلى تكرار ما يشهده قطاع غزة في الضفة الغربية.
الاحتلال يزعم استهداف ورش تصنيع الأسلحة
ولم يعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو وزير الأمن يوآف غالانت على عملية الضفة. ولفت المراسل إلى أن الإعلان عن التطورات الميدانية يقتصر على بيانات مقتضبة من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
كما أشار دراوشة إلى أن جيش الاحتلال يروّج بأن هدف العملية العسكرية هو اعتقال الناشطين الفلسطينيين والقضاء على البنية التحتية التي يصفها بـ"الإرهابية" في مناطق مختلفة من شمال الضفة الغربية، والتي تشمل، حسب زعمه، ورشًا لتصنيع القنابل.
وأضاف دراوشة أن جيش الاحتلال يصوّر وكأن هناك صناعات عسكرية متقدمة في شمال الضفة الغربية، موضحًا أن العملية العسكرية في الضفة تترافق مع سيل من الشائعات من أجل إخافة الفلسطينيين في المناطق التي يجتاحها الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة.
الأمم المتحدة تحذر من تفاقم "الوضع الكارثي"
إلى ذلك، حذّرت الأمم المتحدة من أن العملية العسكرية الواسعة النطاق التي بدأتها إسرائيل الأربعاء في الضفة الغربية المحتلة "تهدّد بشكل خطير بمفاقمة الوضع الكارثي أصلًا" في الأراضي الفلسطينية.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني في بيان إن العمليات الإسرائيلية في المدن "ومقتل تسعة فلسطينيين على الأقل، اثنان منهم من الأطفال، يرفع إجمالي عدد القتلى في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول إلى 637"، مشيرة إلى هذا أكبر عدد من الشهداء خلال ثمانية أشهر منذ بدأت الأمم المتحدة بتسجيل أعداد الضحايا في الضفة الغربية قبل عقدين.
وتابعت شامداساني "قُتل العديد من الأطفال أثناء إلقائهم الحجارة على قوات الأمن الإسرائيلية التي تحظى بحماية عالية، كما قُتل فلسطينيون آخرون لم يشكلوا أي تهديد وشيك للحياة أو للتسبب بجروح خطيرة".
وشدّدت على أن "هذا الاستخدام غير الضروري أو غير المتناسب للقوة وازدياد عمليات القتل المحددة الهدف وغيرها من عمليات القتل بإجراءات موجزة أمر مثير للقلق".
وقالت: "إن آلاف الفلسطينيين تعرضوا للاعتقال التعسفي والتعذيب، ويتعرضون لعنف متواصل من المستوطنين، ويعانون قيودا شديدة على الحركة والتعبير، ودُمرت منازلهم وممتلكاتهم أو تم الاستيلاء عليها، وتم تهجيرهم قسرًا".
وأكدت المتحدثة أن "على إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة، أن تفي بالتزاماتها بموجب القانون الدولي"، معتبرة أن "استخدام قوات الأمن الإسرائيلية للغارات الجوية وغيرها من الأسلحة والتكتيكات العسكرية يشكل انتهاكًا لقواعد ومعايير حقوق الإنسان المنطبقة على عمليات إنفاذ القانون".
كما شدّدت على ضرورة فتح تحقيق شامل ومستقل في عمليات القتل غير القانونية المحتملة، ومحاسبة المسؤولين عنها.