شهداء وعشرات الجرحى.. إسرائيل تطلق عملية واسعة في جنين

استشهد 7 فلسطينيين اليوم الثلاثاء وأصيب 35 على الأقل، في قصف إسرائيلي مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلّة، حيث أطلقت قوات الاحتلال عملية كبيرة اليوم.

وجاء ذلك بعدما تسلّلت قوات خاصّة إسرائيلية إلى حي الجابريات، وجرى اكتشافها ما دفع جيش الاحتلال إلى الدفع بتعزيزات كبيرة إلى المكان، وسط اشتباكات مع "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

من جهته، أعلن جيش الاحتلال إطلاق عملية عسكرية في مخيم جنين، تحت اسم "الجدار الحديدي" لإحباط ما أسماها "الأنشطة الإرهابية في جنين".

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنّ العملية جاءت بعد قرار من المستوى السياسي في اجتماع الكابينت الجمعة، وبعد أن أدخل الضفة الغربية ضمن أهداف الحرب.

عملية عسكرية واسعة في جنين

وبعد بدء العملية، لفت وزير الأمن الإسرائيلي بسرائيل كاتس إلى أنه أصدر تعليمات للجيش "بالتحرك بقوة لحماية المستوطنات" في الضفة الغربية.

بدوره، أشار مراسل التلفزيون العربي إلى أن قوات الاحتلال تطلق النار على كل من يتحرك في محيط مخيم جنين، فيما قال متطوع إسعاف من مخيم جنين إن "الإصابات كثيرة ولا نستطيع الوصول للجميع في المخيم".

وشدّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، إجراءاتها العسكرية عند معظم مداخل المحافظات، ومخارجها في الضفة الغربية، بينما اعتقل 20 فلسطينيًا بينهم سيدتان وأشقاء وأسرى سابقون، منذ مساء الإثنين وحتى صباح الثلاثاء.

يأتي ذلك، بينما حذّرت وزارة الخارجية الفلسطينية من محاولات الاحتلال تفجير الأوضاع في الضفة.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك اليوم الثلاثاء، إنّ جيش الاحتلال اعتقل أمس الإثنين واليوم، 20 مواطنًا على الأقل من الضفة، بينهم سيدتان وأشقاء وأسرى سابقون.

وأوضح البيان أنّ "عمليات الاعتقال توزّعت على محافظات الخليل وقلقيلية ونابلس ورام الله"، مشيرًا إلى أنّ جيش الاحتلال حقّق ميدانيًا مع عشرات الفلسطينيين في عدة بلدات وأفرج عنهم لاحقًا.

وذكر البيان أنّ حملات الاعتقال تأتي في ظل العدوان الشامل الذي يشنّه الاحتلال الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني، كـ"عملية انتقامية تندرج في إطار جريمة العقاب الجماعي، ولتقويض أي حالة مقاومة متصاعدة ضده".

الاحتلال يشدّد إجراءاته في الضفة

وأفاد مراسل "التلفزيون العربي" في البيرة فادي العصا، بأنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي شدّدت اليوم الثلاثاء، إجراءاتها في محيط رام الله والبيرة، إذ أغلق طريق بيرزيت - عطارة بالمكعبات الاسمنتية، وطريق كفر مالك، أمام المركبات المتّجهة إلى مدن أريحا ونابلس، وأعاق حركة الدخول للمدينة والخروج منها.

كما نصب جيش الاحتلال عدة حواجز عسكرية شمال وشمال غرب وشرق رام الله، حيث يقوم بتفتيش المركبات، والتدقيق في البطاقات الشخصية للمواطنين عند حاجز بوابة النبي صالح شمال غرب المدينة، وحاجزًا آخر على بوابة قرية عابود شمال غرب، وعلى مدخل قرية عين سينيا شمالًا، حيث يُعيق الحركة على حاجز عطارة البلد شمال المدينة.

ويُواصل جيش الاحتلال إغلاق مداخل ومخارج أريحا، ويعرقل الخروج منها.

الخارجية تحذّر

من جهتها، حذّرت وزارة الخارجية الفلسطينية من محاولات الاحتلال تفجير الأوضاع في الضفة، بحثًا عن مبرّرات لنسخ جرائم الإبادة والتهجير التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة ونقلها إلى الضفة الغربية، تمهيدًا لإيجاد حالة من الفوضى العنيفة لتسهيل ضمّها، وهو ما تجلّى في الهجمات الوحشية التي ترتكبها عصابات المستوطنين في كافة المحافظات.

ووصفت الخارجية قرار رفع العقوبات عن المستوطنين وقرار وزير جيش الاحتلال بالإفراج عن المعتقلين منهم "أمر بالغ الخطورة".

وحمّلت الوزارة المجتمع الدولي المسؤولية عن فشله في "الإيفاء بالتزاماته تجاه الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية له، مطالبة بفرض عقوبات دولية رادعة على إسرائيل، وعناصر الإرهاب اليهودي على طريق تفكيك منظمات المستوطنين، وتجفيف مصادر تمويلها، ورفع الحماية السياسية والقانونية عنها".

وأكدت أنّها تُتابع حراكها السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي مع الدول والمنظمات الحقوقية والإنسانية المختصّة، ومع مكونات المجتمع الدولي والأمم المتحدة لفضح جرائم الاحتلال ومستوطنيه، وحشد أوسع جبهة دولية ضاغطة لإجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف اعتداءاتها وإنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين.