يشهد اليمن اهتمامًا متزايدًا بترميم المصاحف والكتب خلال شهر رمضان المبارك، حيث يقصد القراء دكاكين تجليدها لتمديد أمد الرحلة بين الصاحبين؛ القارئ والمصحف.
فالعلاقة التي تجمع القارئ اليمني ومصحفه توصف بالخاصة؛ تاريخ شخصي لا يسمح لأحدهما بالاستغناء عن الآخر أو استبداله.
يقول محمد الجندبي، من فقهاء الجامع الكبير بصنعاء: "الحمد لله أنهم يهتمون بالمصحف ويحافظون عليه".
ويلفت إلى أن "هذا الاهتمام هو من ناحية تغليف المصحف وعزّه وتدبره والاستقامة في حدوده من حيث الحلال والحرام، وتطبيق ما قاله الله سبحانه وتعالى".
أثر له تاريخ
ويتعامل محترفو ترميم الكتب معها على أنها أثر له تاريخ. يرونها قيمة في ذاتها تتجاوز الأحرف والسطور والأوراق والأغلفة.
من حوله أعمدة من الكتب، ينهمك فؤاد عبد الله، صاحب دكان لحياكة المصاحف والكتب، بعمله.
يحمل أحد المصاحف بيده، ويشير إلى أنه بمثابة نموذج للكتب ما بعد الحياكة، لافتًا إلى أثر هذه الأخيرة في حماية الكتاب وتغليفه.
بدوره، يحضر المواطن اليمني إبراهيم الزيدي لإصلاح ما يحمله من كتب، ويقول إن عددها 47 مصحفًا تحتاج إلى الحياكة، مشيرًا إلى الاستعداد لإحضار المصاحف التي تحتاج للترميم وإصلاحها في الدكان على حسابه الشخصي.