يعدّ التقاعد في مصر، أو ما يعرف محليًا بـ"الخروج ع المعاش"، مأساة حقيقية تلاحق المتقاعدين الذي يتقاضون مبلغًا زهيدًا لا يتناسب مع تكاليف الحياة وغلائها.
فيجد المتقاعدون أنفسهم مجبرين على العمل في مهنٍ قد تكون شاقة ومتعبة، نظرًا لكبر سنّهم، لتوفير متطلبات المعيشة المرتفعة في ظل وضع اقتصادي صعب.
متقاعد وسائق "تكتوك"
ومن بين هؤلاء المتقاعدين عبد العزيز السيد البالغ من العمر 63 عامًا، الذي عمل لسنوات في التعاون الزراعي بمحافظة البحيرة. ورغم تقاعده من مهنته الأساسية، إلا أن الظروف المعيشية في بلاده دفعته للبحث عن مصدر دخل آخر.
فاختار عبد العزيز السيد أن يصبح سائق "تكتوك"، لإعالة أسرته المكونة من 8 أفراد، مشيرًا إلى أنه "يريد العمل في أي حاجة نظرًا للغلاء الكبير والظروف الاقتصادية الصعبة".
فجلّ همّ هذا المسن المصري هو العودة إلى منزله، وفي حوزته بعض النقود لتلبية حاجيات أولاده.
فعلى مدى الشهور الماضية، أضعف التضخم المتسارع القدرة الشرائية للمصريين، الذين تعرضوا بالفعل لصدمات اقتصادية متكررة وعاشوا لسنوات في تقشف.
وقال السيد الذي اضطر أصلًا لسحب قرض خلال سنوات عمله لتحسين دخله: "التكتوك أفضل لي لأنني أعاني من آلام في الرجل ولا أستطيع المشي. فأصبح التكتوك وسيلتي للتنقل والعمل أيضًا مع الناس".
لا استراحة بعد التقاعد
كما رأى المواطن المصري أن مفهوم الاستراحة بعد التقاعد، هو للناس "السعيدين ماديًا" الذين لديهم ما يكفيهم من المال من دون الحاجة إلى عمل، أو من لديه قطعة أرض يمكن أن يستثمر فيها.
وأضاف: "أما أنا فلا أملك شيئًا من هذا. وعائلتي اعتادت على نمط عيش معيّن. فأنا كنت أحصل على مرتب مع حوافز، لكنني فقدتها جميعها بعد التقاعد".
وبينما كان نحو 30 % من المصريين يعانون من الفقر حتى عام 2020 وفقًا للبيانات الرسمية، قدّر الاقتصاديون أن نسبة الفقر في مصر آخذة في الازدياد، وأن هناك كثيرين آخرين يعيشون بالقرب من خط الفقر.
