كان أثرهم الخاطف علامة حضورهم، وطالما سرقوا الأضواء رغم غيابهم. أولئك هم مقاتلو وحدة الظل التابعة لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الذين ظهروا خلال عملية تبادل الأسرى الأخيرة.
وقد يكون هذا الظهور هو الأخير لهذه الوحدة القتالية بعد تسليم كل المحتجزين الإسرائيليين الأحياء البالغ عددهم عشرين إسرائيليًا. لكن هل انتهت مهمتهم؟
تسلّط فقرة تواصل على التلفزيون العربي الضوء على هذا السؤال الذي لا تُعلم له إجابة لحد الآن، فقد تتغير المهمة وقد يعاد تشكيلها بمهام أخرى أو بشكل آخر.
من هم مقاتلو وحدة الظل؟
تم تأسيس وحدة الظل عام 2006 بعدما تمكنت كتائب القسام من خطف الجندي جلعاد شاليط وأسندوا إليها مهمة تأمين الجندي الأسير، وظلت هذه الوحدة توصف بأنها وحدة مهام خاصة سرية حتى مطلع 2016 حين جرى الكشف عنها.
اللافت أن مقاومين من وحدة الظل ظهروا وهم يتحدثون بلغات متعددة، كما أظهرت مقاطع على التلفزيون العربي، حيث ظهر في أحدها مقاوم من وحدة الظل يتحدث باللغة العبرية بطلاقة مع عائلات المحتجزين الإسرائيليين أثناء مكالمتهم مع أبنائهم في أسر المقاومة وتناقلتها قنوات عبرية إسرائيلية.
وأطلق الإعلام العبري اسم "أشباح القسام" على مقاتلي وحدة الظل، لعدم القدرة على تتبعهم على مدار عامين من الإبادة والقصف بحجة البحث عن المحتجزين واستعادتهم بالقصف والعمليات العسكرية. واستطاع مقاتلو وحدة الظل الحفاظ على حياة المحتجزين في ظروف وصفت بالمستحيلة وتمت بعد وقف إطلاق النار عملية التبادل.
تأمين 200 أسير إسرائيلي
أثناء حرب الإبادة وإسقاط أطنان من المتفجرات على غزة واجهت الوحدة تحديًا استثنائيًا في تأمين أكثر من 200 محتجز إسرائيلي، ونقلهم من موقع إلى آخر، سواء في الأنفاق أو في مواقع أخرى وسط قصف مكثف، ولكن السرية والكتمان هما ديدن هذه الوحدة، فاستطاعت التمويه والتخفي والمناورة والحفاظ على حياة المحتجزين.
تظهر الصور التي انتشرت لوحدة الظل أن مقاتليها يتمتعون بلياقة بدنية عالية وتدريب نفسي عال، إذ يخضع أفرادها لاختبارات عدة وتدريبات معقدة، وتربية اجتماعية بمعايير إنسانية. ويرى كثيرون أن صورة الأسير الإسرائيلي وهو يقبل رأس أحد عناصر وحدة الظل ليس سوى دليل على ذلك.
كما هو معلوم، لهذه الوحدة دور مركزي في إدارة ملف الأسرى، الملف الذي يعد أهم الملفات الاستراتيجية للمقاومة، وهنا وجهت كتائب القسام لأول مرة تحية لوحدة الظل، وقالت: تحية واجبة للجنود المجهولين في وحدة الظل الذين حافظوا على أسرى العدو على مدار عامين في ظروف بالغة التعقيد.
شيفرة لم يفكّها أحد
انتهت الحرب وبقيت وحدة الظل شيفرة لم يستطع أن يفكها أحد، وبقيت هذه الوحدة في واجهة التعليقات والاهتمامات والإشاعات التي تخلط الحقيقة بالأسطورة والخيال.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي اهتم كثيرون بعناصر هذه الوحدة الغامضون، حيث غرّدت فاطمة تقول: "مقاومو وحدة الظل.. جزاهم الله عن كل قطرة عرق نزلت من أجسادهم الطاهرة وعن تعبهم وجوعهم وألمهم وحزنهم وتشريدهم وصبرهم وسهر الليالي خير الجزاء بكرمه".
أما منال الدليمي فقالت: "حقًا إنجازها يفوق الخيال! وحدة الظل أثبتت أن الذكاء والصبر أقوى من أي تكنولوجيا. تخيل مخابرات العالم كلها تتعثر أمام وحدة من أبناء الشعب الفلسطيني. هذه قصة هزيمة الاستعمار بالعقل لا بالسلاح".
وغرّد عمر قائلًا: "وحدة الظل تصنع الفارق بين قوة الإرادة وعجز التكنولوجيا". بينما نوّه الدكتور أرشد أفضل إلى أن "وحدة الظل القسامية..لا همس... لا ثرثرة.. لا خيانة... فقط هدوء الشجعان.. صبر القدر، هذه ليست مجرد مقاومة إنها الحقيقة والأسطورة التي ولدت في غزة".