الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

صحة بوتين إلى الواجهة مجددًا.. حديث عن عملية جراحية وتسليم مؤقت للسلطة

صحة بوتين إلى الواجهة مجددًا.. حديث عن عملية جراحية وتسليم مؤقت للسلطة

Changed

تقرير يعود لعام 2018 يظهر إقدام الرئيس الروسي على الغطس في مياه بحيرة متجمدة احتفالًا بعيد الغطاس (الصورة: غيتي)
أشار بعض المراقبين الروس إلى أن الشائعات عن صحة بوتين قد تكون "حيلة متعمّدة" من الكرملين، بالنظر إلى مدى إحكام موسكو سيطرتها على أي خبر إعلامي يتعلق بالرئيس.

يراقب خبراء عن كثب الظهور العلني للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بخاصة بعد أن نقلت قناة "جنرال اس في آر" (General SVR) الروسية ذات الشعبية الكبيرة في تيليغرام، عن مصدر في الكرملين قوله إن الرئيس الروسي سيخضع لعملية جراحية بسبب السرطان، وأنه سيسلّم مهامه "مؤقتًا" إلى أحد مساعديه.

وأضافت القناة أن أطباء بوتين حذّروه من أن الجراحة قد تعطّله عن العمل لفترة قصيرة، وأنه سوف يسلم السلطة إلى نيكولاي باتروشيف.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن القناة التي يُديرها ضابط سابق في جهاز المخابرات الخارجية الروسية يعرف باسم مستعار "فيكتور ميخائيلوفيتش"، زعمت أن الأطباء أخبروا بوتين أنه يجب أن يخضع لعملية جراحية، مضيفة أن "بوتين سيوافق على تسليم السلطة إلى باتروشيف لمدة لا تزيد عن يومين إلى ثلاثة أيام".

"محادثة من القلب للقلب"

ووفقًا للفيديو الذي نشرته القناة الروسية على تلغرام، "أجرى بوتين مؤخرًا محادثة من القلب إلى القلب، استمرت ساعتين مع مساعده المقرّب وأمين مجلس الأمن الروسي الذي يتمتع بنفوذ قوي نيكولاي باتروشيف؛ وخلال الفيديو تمّ إبلاغ باتروشيف أنه قد يتسلم السلطة لبضعة أيام، بعد أن أوضح له بوتين أنه يعتبره تقريبًا المقرب والصديق الوحيد له في منظومة السلطة الروسية".

واعتبرت القناة أن "باتروشيف هو الخيار الأسوأ. فهو شرير صريح، وليس أفضل من فلاديمير بوتين. كما أنه أكثر دهاءً ومكرًا من بوتين. وإذا وصل إلى السلطة، فسوف تتضاعف مشاكل الروس".

وقالت مديرة مركز الدراسات الروسية الأوروبية الآسيوية (CREAS) في بروكسل تيريزا فالون، لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية: "هناك تكهنات كثيرة حول صحة بوتين الذي حاول دائمًا التأكيد على لياقته البدنية وحيويته، باعتبارها جزءًا من دعايته؛ فالمرض لا يتناسب مع رواية الرجل القوي لبوتين التي صقلها الكرملين بعناية على مر السنين. وهذا يجعلني أتساءل عما إذا كان هناك شيء آخر يحدث بالفعل وراء الكواليس".

حيلة متعمّدة؟

وذكرت صحيفة "الإندبندنت" أن مراقبين للشأن الروسي ينقسمون حول مدى الاهتمام بـ"الشائعات الصحية"، حتى أن البعض يشير إلى أنها قد تكون "حيلة متعمّدة" من الكرملين، بالنظر إلى مدى إحكام سيطرة روسيا على أي خبر إعلامي يتعلق بالرئيس.

ولم يصدر الكرملين أي إعلان رسمي حول اعتلال صحة بوتين المزعومة، سواء بالتأكيد أو النفي، غير أن هناك "مقاطع فيديو وصورًا حديثة تظهره مهتزًا ومتململًا ومنتفخ الوجه، وهي حالات ترتبط بالخرف، أو مرض باركنسون، أو السرطان.

والأسبوع الماضي، بُث فيديو لاجتماع عقد في منتصف فبراير/ شباط الماضي، يظهر بوتين وكأنه يهتز بشكل لا يمكن السيطرة عليه، بينما كان يرحّب بالزعيم البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.

وأظهر مقطع فيديو آخر، بوتين وهو يمسك زاوية طاولة بيده اليمنى بمجرد أن يجلس في اجتماع مع وزير الدفاع سيرغي شويغو في أبريل/نيسان الماضي. ويبقى كذلك طوال مقطع الفيديو البالغ مدته 12 دقيقة. كما أمسك حافة الطاولة بيده اليسرى بشكل متقطع أثناء محادثة مع شويغو.

كما لفتت تقارير إعلامية الانتباه إلى وجه بوتين المنتفخ واستخدامه لطاولة طولها 13 قدمًا لإبعاد نفسه عن الآخرين في الاجتماعات، بما في ذلك مع قادة العالم، مما أثار شائعات بأن إدارة هذه المرحلة كانت أكثر من مجرد اجراءات احتياطية في ظل جائحة كوفيد-19.

وقالت فالون: "في حالة الحرب مع قيادة غير شفافة للغاية، يراقب المحللون بعناية أي أدلة على صحة بوتين بخاصة مع اقتراب يوم النصر في 9 مايو/ أيار"، في إشارة إلى الاحتفال الذي تقيمه روسيا سونيًا في ذكرى هزيمة النازيين عام 1945.

وأضافت أن اختيار باتروشيف لتولي الرئاسة مؤقتًا "يحمل ثلاثة احتمالات؛ الأول أنه في سن الشيخوخة، ولن يمثل تهديدًا لبوتين مقارنة بغيره من المسؤولين الأكثر شبابًا؛ وثانيًا أن يكون ضحية شيء ما في ظل غياب بوتين عن السلطة؛ وثالثًا أن يكون هناك بالفعل إجراء جراحي، وقد لا ينجو بوتين منه".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة