نقلت صحيفة نيويورك تايمز، الأربعاء، عن مسؤولين في الإدارة الأميركية وآخرين أن الرئيس دونالد ترمب يعارض خطة تتضمن ضربة إسرائيلية لمواقع نووية إيرانية، وذلك لصالح التفاوض على اتفاق مع طهران لوضع قيود على برنامجها النووي.
ووفقًا للصحفية فقد وضعت إسرائيل خططًا لمهاجمة المواقع في مايو/ أيار المقبل، وذكرت أن الهدف هو إلحاق انتكاسة بقدرة إيران على تطوير سلاح نووي لمدة عام أو أكثر.
وأوضحت الصحيفة أن دعم الولايات المتحدة ضروري ليس فقط للدفاع عن إسرائيل من أي رد إيراني، وإنما أيضًا لضمان نجاح الهجوم.
لكن بعد أشهر من الجدل الداخلي في الإدارة الأميركية، ارتأى ترمب الذهاب إلى التفاوض مع إيران بدلًا من الخيار العسكري، والذي لا يزال يلوح به، حتى بعد جلسة مباحثات أولى.
انقسام داخلي
وكان موقع "أكسيوس" الأميركي، قد كشف أنّ فريق الأمن القومي في الإدارة الأميركية منقسم بشأن كيفية منع إيران من الحصول على سلاح نووي، وإن كانوا يتّفقون على أنّه من دون الوصول إلى اتفاق من المرجّح أن تندلع حرب.
ووفقًا للموقع، عقد ترمب اجتماعًا مع كبار مساعديه في الأمن القومي الإثنين الماضي، لمناقشة البرنامج النووي الإيراني.
وقال مسؤول أميركي مطلع على المناقشات الداخلية لموقع "أكسيوس": "كانت هناك اختلافات في الآراء ضمن فريق ترمب بين مؤيد للحل الدبلوماسي مع إيران ومؤيد للعمل العسكري"، مشيرًا إلى أنّ سياسة واشنطن تجاه إيران "غير واضحة لأنّها ما زالت قيد الدراسة كونها قضية سياسية مشحونة".
وعقدت الولايات المتحدة وإيران محادثات في سلطنة عمان السبت الماضي، وذلك للمرة الأولى خلال تولي ترمب للرئاسة بما في ذلك خلال ولايته الأولى بين عامي 2017 و2021. ووصف البلدان المحادثات بأنها "إيجابية" و"بناءة"، فيما من المقرر عقد جولة ثانية يوم السبت المقبل في روما، على ما أفاد التلفزيون العام الإيراني.
الضغوط القصوى
ويمثل إيران في المباحثات وزير خارجيتها عباس عراقجي، فيما يمثل إدارة ترمب المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي دعا طهران لوقف تخصيب اليورانيوم، لكن عراقجي رد أمس بأن هذه المسألة غير قابلة للتفاوض.
وفرض الرئيس الأميركي مجددًا عقوبات على طهران في إطار سياسة "الضغوط القصوى" التي أعاد العمل بها منذ عودته إلى منصبه في يناير/ كانون الثاني، علمًا بأنه كان صاحب القرار بالانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وأعاد العقوبات على طهران عام 2018 في ولايته الأولى بعد الانسحاب.
وفي مارس/ آذار، وجه رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يدعو فيها إلى إجراء محادثات، محذّرًا في الوقت نفسه من القيام بعمل عسكري محتمل في حال عدم التوصل إلى اتفاق.