أُصيب 4 إسرائيليين على الأقل أمس الجمعة، جرّاء هجومين منفصلين متزامنين بمستوطنة "غوش عتصيون" في الضفة الغربية المحتلة، فيما ادّعى الجيش الإسرائيلي "تحييد" منفّذي الهجومين.
ووقعت العمليتان في وقت متزامن وفي منطقتين متقاربتين، لكن الجيش الإسرائيلي قال إنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانتا مرتبطتين.
روايات الاحتلال
وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن رجلين أُصيبا بطلقات نارية في الحادثين، لكنها لم تحدد هويتهما، فيما تحدث جيش الاحتلال عن "محاولة دهس حارس أمن عند مدخل مستوطنة كرمي تسور، وتسللٍ إلى المستوطنة".
وأضاف أن الجنود الذين وصلوا إلى مكان الحادث قتلوا أحد المهاجمين الذي أطلق النار عليهم، ويبحثون عن آخرين.
وفي حادث آخر، ذكر جيش الاحتلال أن النيران اشتعلت في سيارة وانفجرت في محطة وقود. وقال إن القوات التي أُرسلت إلى مكان الحادث أطلقت النار على الرجل الذي "خرج من السيارة وحاول مهاجمتهم وقتلته".
وفيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة قائد لواء غوش عتصيون في إحدى العمليتين، أطلق جيش الاحتلال حملة تمشيط وبحث عن متسللين آخرين، وصلت إلى مدن ومناطق الضفة الغربية وسط إطلاق قنابل الإنارة فوق القرى والبلدات المحيطة.
ماذا حدث في مستوطنة "غوش عتصيون"؟
أفاد مراسل التلفزيون العربي من القدس المحتلة، أحمد درواشة، بأن العمليتين تركتا صدمة كبيرة في إسرائيل، مع الحديث عن سيارتين مفخختين، انفجرتا في الوقت نفسه تقريبًا، حيث لم يتجاوز الوقت الفاصل بينهما الخمس دقائق.
ونقل دراوشة عن صحيفة "يديعوت أحرونوت" اعتقادها بأن سائقَي السيارتين سارا بشارع واحد، قبل أن ينفصلا عند مفترق مستوطنة "غوش عتصيون".
وأضاف دراوشة أن الصحيفة تقول إنه بعد انفصال السائقين، قصد أحدهما محطة الوقود، أما الآخر فاتجه إلى مدخل مستوطنة "كرمي تسور". وقد لوحظ في محطة الوقود أن السيارة بدأت بالاشتعال قبل أن يخرج منها السائق لتنفجر بعدها.
وتتضارب المعلومات في إسرائيل بشأن ما حدث، وسط اعتقاد بأن السائق قام بمهاجمة إسرائيليين كانوا موجودين في المنطقة، ما دفعهم لإطلاق النار عليه، ليستشهد لاحقًا.
وفي رواية أمنية أخرى، قال دراوشة إن اعتقادًا يسود لدى السلطات الأمنية بأن خللًا وقع في السيارة، ما أدى إلى انفجار القنبلة حينها، في حين تقول الإذاعة الإسرائيلية إن هدف الانفجار كان استدراج الجنود الإسرائيليين إلى المنطقة.
أما في مستوطنة "كرمي تسور" وبعد دقائق من العملية الأولى، انفجرت سيارة أخرى هناك، حيث ادّعى جيش الاحتلال تسلل عدد من الفلسطينيين، مؤكدًا إطلاق النار على أحدهم. وبدأت العملية بدهس رجل الأمن قبل أن تتسلل السيارة، وتنفجر.
وقالت "يديعوت أحرونوت" إن هدف عملية "كرمي تسور" هو استدراج تعزيزات أمنية، لتنفجر السيارة الثانية وسطها.
بيان حماس
من جانبها، أشادت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان اليوم السبت، بما وصفته بـ"عملية بطولية مزدوجة" في الضفة الغربية.
وقالت: "هي رسالة واضحة بأن المقاومة ستبقى ضاربة وممتدة ومتواصلة طالما استمر عدوان الاحتلال الغاشم واستهدافه لشعبنا وأرضنا". لكن الحركة لم تعلن مسؤوليتها المباشرة عن الهجومين.
وتصاعدت أعمال عنف الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية في الآونة الأخيرة، بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
فقد وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته في الضفة، كما وسع المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم، ما خلّف 674 شهيدًا وأكثر من 5 آلاف و400 مصاب، إضافة إلى اعتقال ما يزيد على 10 آلاف آخرين.