أكدت مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، معارضة بلادها مشاركة "حزب الله" في الحكومة اللبنانية، التي يعتزم رئيسها المكلّف نواف سلام تشكيلها.
وقالت إنّ عهد "حزب الله" في "ترهيب اللبنانيين انتهى" بعد "هزيمته" في الحرب الأخيرة على لبنان، على حد تعبيرها.
على الأثر، أعلنت الرئاسة اللبنانية أنّها "غير معنية ببعض" تصريحات أورتاغوس، إثر لقائها الرئيس جوزيف عون.
يأتي ذلك في وقت تتواصل الخروق الإسرائيلية لوقف إطلاق النار في لبنان، حيث شنّ الاحتلال غارة على بلدة البيسارية - محلة تبنا، كما نفّذ أعمال تفجير على مرحلتين في بلدة كفركلا.
واليوم أيضًا، سقط شهداء وجرحى جراء انفجار صاروخ من مخلّفات الحرب في منزل ببلدة طيرحرفا جنوب لبنان.
وفي أول زيارة خارجية منذ توليها مهامها في إدارة الرئيس دونالد ترمب، وصلت أورتاغوس إلى بيروت للقاء عون في القصر الرئاسي، حيث قالت إنّ "إسرائيل تمكّنت من هزيمة حزب الله، ونهنئها على ذلك".
وعن دور "حزب الله" في الحكومة، قالت: "وضعنا في الولايات المتحدة خطوطًا حمراء واضحة، تمنعهم من ترهيب الشعب اللبناني، بما في ذلك عبر مشاركتهم في الحكومة" المقبلة.
وأضافت: "لقد بدأت نهاية عهد حزب الله في الترهيب في لبنان وحول العالم. لقد انتهى"، على حد تعبيرها.
كما أكدت أورتاغوس التزام بلادها "الصداقة والشراكة التي تربطها بالحكومة الجديدة"، وأبدت تفاؤلها بقدرة أعضائها على "ضمان بدء القضاء على الفساد، وإنهاء نفوذ حزب الله، والشروع في الإصلاحات" الملحّة من أجل تحقيق تعافي الاقتصاد المنهك بفعل أزمة اقتصادية مستمرة منذ خريف 2019، وتداعيات الحرب الأخيرة التي دمّرت أجزاء من البلاد.
وعن الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، قالت أورتاغوس: "نحن ملتزمون للغاية بالموعد المحدّد للانسحاب في 18 من الشهر الحالي".
وأفاد مراسل "التلفزيون العربي" في بيروت محمد شبارو، بأنّ تصريحات أورتاغوس أثارت "صدمة" داخل الأروقة السياسية اللبنانية، حيث كانت تصريحاتها عالية السقف ومختلفة عمّا كان يصدر عن سلفها آموس هوكستين.
الرئاسة اللبنانية تعلّق على تصريحات أورتاغوس
وردًا على تصريحات أورتاغوس، أصدرت رئاسة الجمهورية اللبنانية بيانًا أكدت فيه أنّ "بعض ما صدر عن نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس من بعبدا يعبّر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنيّة به".
وأوضحت الرئاسة أنّ عون أبلغ اورتاغوس أنّ" الاستقرار الدائم في الجنوب رهن بإنجاز الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة وتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، بما في ذلك بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي".
وشدّد عون على أنّ "الاعتداءات الإسرائيلية يجب أن تتوقّف وكذلك قتل الأبرياء والعسكريين وتدمير المنازل وجرف وإحراق الأراضي الزراعية، وأنّ إطلاق الأسرى اللبنانيين جزء لا يتجزأ" من اتفاق وقف إطلاق النار.
وعن الحكومة، أكد عون أنّ المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة "تكاد تصل إلى خواتيمها على أن يتوافر فيها ما يمكِّنها من أن تكون حكومة منسجمة وقادرة على تحقيق ما يصبو إليه اللبنانيون من آمال وتطلّعات وردت في خطاب القسم".