Skip to main content

صديقة للبيئة ومذاقها يشبه اللحوم.. هل ستصبح الحشرات جزءًا من أطباقنا؟

الأربعاء 24 أغسطس 2022

وجد العلماء أن الحشرات يمكن أن تتحول إلى نكهات شبيهة باللحوم، مما يساعد على توفير بديل صديق للبيئة، ليحل مكان اللحوم التقليدية، بحسب صحيفة "الغارديان". 

وقام باحثون بطهي الديدان الطحينية، وهي الشكل اليرقي لخنفساء دودة الوجبة الصفراء مع السكر، ووجدوا أن النتيجة هي نكهة تشبه اللحوم يمكن استخدامها يومًا ما في الأطعمة الجاهزة كمصدر للبروتين.

مصدر للبروتين

وفي حين أن الديدان كانت تستخدم حتى الآن في الغالب كوجبات خفيفة للحيوانات الأليفة أو طعم أثناء الصيد، إلا أنها تملك المقومات التي قد تجعلها مصدرًا غذائيًا للإنسان تعطي طعامه نكهات مميزة من اللحوم، دون تأثيرات ضارة على المناخ، وكذلك الهواء والماء.

وقال إن هي تشو، الباحث في جامعة وونكوانغ في كوريا الجنوبية الذي قاد الدراسة: "الحشرات مصدر غذاء صحي يحتوي على كميات عالية من الأحماض الدهنية والفيتامينات والمعادن والألياف والبروتينات عالية الجودة، مثل تلك الموجودة في اللحوم".

ويميل المستهلكون لتناول البروتين الحيواني الذين يحتاجونه في نظامهم الغذائي. ومع ذلك، فإن تربية الماشية التقليدية تنتج انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أكثر من السيارات. من ناحية أخرى، تتطلب تربية الحشرات جزءًا بسيطًا فقط من الأرض والمياه والأعلاف مقارنة بتربية الماشية التقليدية.

استخدام الديدان كنكهات

وقال تشو إن الحشرات الصالحة للأكل، مثل الديدان والصراصير، كانت "أطعمة فائقة الجودة" تمتعت بها المجتمعات في آسيا وإفريقيا وأميركا الجنوبية منذ فترة طويلة.

ومع ذلك، فإن الناس في أوروبا وأميركا الشمالية أكثر حساسية بشكل عام بشأن أكل الحشرات، على الرغم من توجه العديد من المطاعم والمتاجر لتوفير خيارات الحشرات للمستهلكين.

ويأمل الباحثون أن استخدام الديدان كنكهة تشبه اللحوم قد يساعد في سد هذه الفجوة. ووجدت الدراسة الجديدة، التي ستعرض على الجمعية الكيميائية الأميركية هذا الأسبوع، أن النكهات ظهرت عندما تم تسخين ديدان الوجبة بالسكريات، حيث تتفاعل البروتينات والسكريات وتتحول إلى مزيج يضم مجموعة من النكهات الشبيهة باللحوم.

منتج صديق للبيئة

ويتسبب الإنتاج العالمي للغذاء بحوالي ثلث الغازات المسببة للاحتباس الحراري المنبعثة في الغلاف الجوي، وتنتج تربية الحيوانات من أجل اللحوم غالبية هذه الانبعاثات. ويستهلك رعي الماشية وإطعامها حوالي 80% من الأراضي الزراعية على الأرض.

أصبحت الحشرات شكلًا جديدًا من البروتين المستدام المتاح في متاجر البقالة الأميركية- غيتي

ويرى العلماء أن تجنب اللحوم ومنتجات الألبان هو الطريقة الوحيدة الأكبر لتقليل التأثير البيئي على كوكب الأرض، على الرغم من أن تناول اللحوم لا يزال شائعًا في الغرب، ويكتسب الآن زخمًا بين الطبقة الثرية الناشئة في الصين والهند.

حاجة لتحقيق الأمن الغذائي 

وبحسب صحيفة "الغارديان"، فقد استشهدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة بالحشرات، التي يمكن تربيتها بأعداد كبيرة في مساحات صغيرة، مع جزء بسيط من تلوث اللحوم التقليدية، كمصدر بروتين قيم محتمل لإطعام عدد متزايد من سكان العالم من المتوقع أن يتجاوز 9 مليارات شخص بحلول عام 2050.

ووفقًا للمنصة الدولية للحشرات والأغذية والأعلاف في بروكسل، تستعد السوق العالمية للحشرات الصالحة للأكل للازدهار، ويتوقع نموها إلى 8 مليارات دولار بحلول عام 2030 وازدياد الإنتاج الأوروبي لمنتجات الحشرات الغذائية إلى 260 ألف طن متري.

لكن الباحث في مجال البيئة والتنمية المستدامة، عامر الجريدي اعتبر في حديث سابق إلى "العربي" أن الحشرات قد لا تكون حلّاً لانعدام الأمن الغذائي. 

وقال من تونس: "إن ما تتعود عليه المجتمعات في بيئتها المحلية هو ما يجب البناء عليه، فبعض الخبراء يجدون أن الحشرات ممكن أن تكون غذاء المستقبل وهو ما قد تقبل به شعوب أو يتماشى مع بعضها فقط". 

وأشار الجريدي إلى أن عوامل عدة قد تحول دون إدخال الحشرات كثقافة غذائية ومنها المخاوف الصحية، حيث يمكن للحشرات أن تكون مصدرًا لفيروسات مثل فيروس كورونا. 

المصادر:
العربي، ترجمات
شارك القصة