الجمعة 29 مارس / مارس 2024

صراع دولي في الكواليس للسيطرة على ثروات السودان.. علامَ يحتدم التنافس؟

صراع دولي في الكواليس للسيطرة على ثروات السودان.. علامَ يحتدم التنافس؟

Changed

مادة لـ"أنا العربي" حول سعي بعض الدول لبسط نفوذها على السودان (الصورة: الأناضول)
حصر معهد دراسات الشرق الأوسط في واشنطن الصراع على النفوذ في دول ثلاث؛ هي الولايات المتحدة والصين وروسيا، الثلاثي الذي يسعى كل منه للهيمنة على النظام العالمي.

فيما يتواصل اقتتال العسكر في السودان منذ منتصف أبريل/ نيسان الجاري، تشهد البلاد صراعًا محمومًا بين عدة دول تسعى لبسط نفوذها عليه.

الصراع يدور وراء الكواليس ويتوخى السيطرة على ثروات البلاد، التي تشهد حربًا ضارية بين أكبر قوتين عسكريتين، وباتت اليوم مسرحًا لصراع على موارد لا حصر لها.

موقع استراتيجي بالنسبة لواشنطن

حصر معهد دراسات الشرق الأوسط في واشنطن الصراع على النفوذ في دول ثلاث؛ هي الولايات المتحدة والصين وروسيا، الثلاثي الذي يسعى كل منه للهيمنة على النظام العالمي.

وتقول الدراسة إن أهمية الخرطوم تزايدت لدى واشنطن بعد الإطاحة بنظام البشير عام 2019.

وتورد أن أميركا باتت تنظر إلى السودان بوصفه بلدًا يتمتع بموقع استراتيجي هام على الصعيد الإقليمي، إضافة إلى الموارد الطبيعية مثل الذهب والنفط واليورانيوم.

السودان في عيون روسيا

من جانبها، ترى روسيا في السودان بوابة للتوسّع في القارة السمراء. وبحسب دراسة معهد واشنطن، فإن موسكو ترغب بشكل أساسي في الهيمنة على المسطح المائي على طول البحر الأحمر، الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بآسيا، وهو أحد أكثر الممرات المائية في العالم ازدحامًا بالسفن التجارية.

كما تعتبر الدراسة أن موسكو تعمل على بناء قوة بحرية في المنطقة وربطها بمنشآتها البحرية في سوريا.

ووفق ما جاء فيها أيضًا، فإن روسيا تستهدف تعزيز نفوذها في السعودية المقابل للسودان، عبر الأسطول الروسي الذي يعمل في بورتسودان شرقي البلاد.

وتشير دراسة معهد الشرق الأوسط إلى أن السودان يُعد ثالث أكبر شريك تجاري لروسيا، وأحد أكبر أسواق الأسلحة الروسية في إفريقيا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما نحو 500 مليون دولار.

وتعمل الشركات الروسية، وعلى رأسها مجموعة فاغنر، في استخراج الذهب وتصديره بطرق غير شرعية للخارج عبر التحالف مع حميدتي قائد قوات الدعم السريع، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

الصين والنفط السوداني

ويتكامل النفوذ الروسي في إفريقيا والخليج مع طموحات الصين، التي تستورد نحو 5.5% من احتياجاتها النفطية من السودان. 

وقد كانت البلاد قبل انفصال الجنوب عنها سادس أكبر مُصدر نفطي لبكين.

إلى ذلك، تعمل أكثر من 130 شركة صينية في السودان، يعمل فيها 1500 موظف صيني. 

وعُدت بكين ثاني أكبر شريك تجاري للسودان عام 2021، مع صادرات تجاوزت مليارًا و800 مليون دولار.

دخول إسرائيل على الخط

أما إسرائيل التي لم تقف على الحياد في صراع النفوذ على السودان، فقد دخلت مؤخرًا على الخط باقتراح استضافة محادثات سلام بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي".

جاء المقترح بعد مشوار طويل في مفاوضات التطبيع بين إسرائيل والسودان، حتى اقتنعت عاصمة "اللاءات الثلاث" بتغيير موقفها.

وتتحدث تقارير عن خشية إسرائيل الآن من أن يؤثر الصراع في السودان على مسار التطبيع بين الجانبين.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close