الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

صراع نفوذ في إفريقيا.. هل ستنجح واشنطن في إيجاد دور لها؟

صراع نفوذ في إفريقيا.. هل ستنجح واشنطن في إيجاد دور لها؟

Changed

برنامج "للخبر بقية" يناقش احتدام المنافسة بين الدول الكبرى على بسط النفوذ في إفريقيا (الصورة: غيتي)
ينظر الرئيس الأميركي إلى القارة السمراء باعتبارها أرضًا خصبة لاستثمارات ومبادرات، ويحاول أن يستفيد من انشغال منافسيه بملفات داخلية معقدة.

دخلت المنافسة بين القوى الكبرى على إفريقيا في مرحلة جديدة بعهد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. 

وينظر بايدن إلى القارة السمراء باعتبارها أرضًا خصبة لاستثمارات ومبادرات، ويحاول أن يستفيد من انشغال الصين وروسيا بملفات داخلية معقدة؛ فالأولى، التي تعد أكبر شريك تجاري للقارة، منشغلة بتداعيات جائحة كورونا، بينما تنشغل موسكو، التي تثبت وجودها عسكريًا من خلال مجموعة فاغنر في القارة، في حربها على أوكرانيا. 

وقد شهدت العلاقات الإفريقية الأميركية حالة من النفور على مدار السنوات الأخيرة، خاصة خلال فترة تسلّم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لسدة الرئاسة، إضافة إلى نعته للقارة حينها بـ"القذرة". 

تحرك بايدن تجاه إفريقيا

وأمام مشهد يطبعه الصراع وتنامي النفوذ هنا وهناك، وتغيّر في المواقف وسياسات الدول، كان لا بد لبايدن أن يتحرك.

ويمكن رصد تلك التحركات من خلال الزيارة التي تقوم بها وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إلى كل من السنغال وزامبيا وجنوب إفريقيا.

كما يُرتقب زيارة أخرى لمندوبة الولايات المتحدة الدائمة في الأمم المتحدة ليندا توماس إلى كل من غانا والموزنبيق وكينيا، قبل أن يزور بايدن شخصيًا ونائبته القارة العام الحالي.

وتواجه الإدارة الأميركية عقبات عدة من بينها شعور الأفارقة بعدم الثقة بالوعود الأميركية، خاصة مع تغيّر الإدارات وتعاقبها بين الجمهوريين والديمقراطيين، وكل منهم لديه أجندة وأولويات خاصة.

لكن ذلك يأتي وسط إصرار الرئيس بايدن على تلميع صورة إدارته، حيث تحدّث في اجتماع واشنطن نهاية العام الماضي أمام 49 قائدًا إفريقيًا عن دعمه انضمام الاتحاد الإفريقي ليكون عضوًا في مجموعة العشرين، ودعمه أيضًا في أن يكون لإفريقيا مقعدًا دائمًا في مجلس الأمن الدولي.

الولايات المتحدة تعلمت الدرس

في هذا السياق، يعتبر الدبلوماسي الأميركي السابق بيتر همفري أن الولايات المتحدة تعلمت الدرس، أنه حين تتجاهل منطقة ما في العالم، تأتي دول أخرى لملء هذا الفراغ.

ويشير في حديثه إلى "العربي" من واشنطن إلى وجود منافسين للولايات المتحدة الأميركية التي ستستمر بالتفاعل مع إفريقيا حتى بعد مغادرة إدارة بايدن.

وحول النفوذ الصيني في إفريقيا، يتحدث همفري عن دور لبكين في إدارة مشاريع في القارة السمراء.

ويقول: "الصين تريد البحث عن الموارد وهذه أولويتها الأولى وهي تسعى لإنشاء قاعدة بحرية في مكان ما غرب إفريقيا".

تعاون فرنسي أميركي

من جهته، يشير الخبير الإستراتيجي دومينيك ترانكون إلى أن فرنسا كانت في إفريقيا منذ 8 سنوات للمساعدة في "منع الجهاديين"، مؤكدًا على الدور الروسي من الناحية العسكرية، فيما ينحصر الدور الصيني على الصعيد التجاري.

ويقول ترانكون في حديث إلى "العربي" من باريس: "أعتقد أن الولايات المتحدة وفرنسا تعملان يدًا بيد في إفريقيا"، مؤكدًا على علاقات فرنسا الوطيدة بمستعمراتها السابقة.

ويرى ترانكون أن المشكلة الآن هي في دور روسيا التي تسعى لزعزعة العلاقة بين فرنسا والدول الإفريقية، وقد حدث ذلك في مالي، لافتًا إلى أن هدف روسيا ليس مساعدة الدول على مكافحة الإرهاب، بل خدمة مصالح عناصر فاغنر.

كما يوضح أن أميركا وفرنسا كانتا تعملان معًا لمكافحة "الإرهاب" في بادئ الأمر، ولكنهما تعملان معًا الآن بشأن النفوذ في إفريقيا. 

تنافس دولي

بدوره، يتحدث الباحث في مركز البحوث الإفريقية عبد الوهاب الطيب حول تنافس دولي أميركي فرنسي روسي صيني حول إفريقيا، مشيرًا إلى دور تركي في ليبيا وبعض الدول.

ويعتبر في حديثه من الخرطوم، أن العمل الفرنسي الأميركي في إفريقيا هو سباق أكثر منه تكامل مصالح أميركي - فرنسي.

ويرى الطيب أن دور روسيا في بوركينا فاسو سبقه تأثيرها على المسألة الليبية وفي إفريقيا الوسطى وفي الصراع حول موانئ السودان. ويقول: "إن التمدد الروسي في إفريقيا مسألة مقلقة"، لكنها أمر واقع بالنسبة لفرنسا والولايات المتحدة. 

كما يؤكد الطيب أن الصين منافس قوي وهي الدائرة الأكبر لكل الدول الإفريقية، حيث تمتلك مشاريع البنية التحتية ومشاريع النفط والزراعة الحيوية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close