بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الثلاثاء، زيارة تمتدّ لأربعة أيام تشمل السعودية وقطر والإمارات، في خضم نشاط دبلوماسي مكثّف، في مسعى إلى إبرام صفقات تجارية، مع إدراكه صعوبة التوصل إلى اتفاقيات بشأن أبرز النزاعات في الشرق الأوسط.
ورصد مراسل التلفزيون العربي وصول طائرة ترمب إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض، حيث كان في استقباله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وجولة ترمب هي الأولى له خارج الولايات المتحدة في ولايته الرئاسية الثانية، علمًا أنّه قام بزيارة مقتضبة لروما لحضور جنازة البابا فرنسيس.
زيادة الاستثمارات وتوسيع التعاون
وقبل ثماني سنوات، اختار ترمب أيضًا السعودية كوجهة لرحلته الخارجية الأولى كرئيس، حيث التقط صورة تذكارية مع بلورة مضيئة وشارك في رقصة بالسيف. ومن المرجّح أن ينصبّ تركيز ترمب خلال جولته الخليجية على إبرام اتفاقيات تجارية.
وكتب دانيال شابيرو، الزميل في مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط التابعة للمجلس الأطلسي: "أشارت مصادر في البيت الأبيض إلى أن الرئيس سيُركّز على الصفقات".
وأضاف: "يقصدون بذلك فرصًا لزيادة استثمارات هذه الدول الثرية في الولايات المتحدة، وتعميق التنسيق في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوسيع التعاون في مجال الطاقة".
من المتوقّع أن تستقبل الرياض والدوحة وأبو ظبي الرئيس الجمهوري استقبالًا ملكيًا حافلًا باتفاقيات، قد تشمل قطاعات الدفاع والطيران والطاقة والذكاء الاصطناعي.
وقبل الزيارة، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، إنّ "الرئيس يتطلّع إلى الشروع في عودته التاريخية إلى الشرق الأوسط" لتعزيز رؤية "يُهزم فيها التطرّف بدلًا من التبادلات التجارية والثقافية".
ورسّخت دول الخليج مكانتها كشركاء دبلوماسيين رئيسيين خلال ولاية ترمب الثانية.
ولا تزال الدوحة وسيطًا رئيسيًا في المفاوضات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بينما توسّطت السعودية في المحادثات بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا.
صفقات عسكرية
وفي الرياض، سيلتقي ترمب بقادة دول مجلس التعاون الخليجي الست: السعودية، والإمارات، والبحرين، وقطر، والكويت، وسلطنة عمان.
ومنذ أشهر، تردّد الحديث عن زيارة ترمب إلى المملكة، حيث تعهّد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في يناير/ كانون الثاني الماضي، بضخّ 600 مليار دولار في التجارة والاستثمارات الأميركية.
وردًا على العرض، قال ترمب: "سأطلب من ولي العهد، وهو رجلٌ رائع، أن يزيد المبلغ إلى حوالي تريليون دولار. أعتقد أنهم سيفعلون ذلك لأننا كنّا رائعين معهم".
وذكر مسؤول سعودي مقرّب من وزارة الدفاع، أنّ الرياض ستسعى جاهدة لتأمين أحدث طائرات "أف-35" المقاتلة الأميركية، إلى جانب أنظمة دفاع جوي متطوّرة بقيمة مليارات الدولارات.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس: "سنشترط أن تتم عمليات التسليم خلال فترة ولاية ترمب، وخاصة صواريخ الدفاع الجوي".
ومن غير المرجح أن تكون جهود دفع السعودية للاعتراف بإسرائيل، على رأس جدول أعمال هذه الرحلة، إذ تُصرّ الرياض على ضرورة إقامة دولة فلسطينية قبل مناقشة العلاقات مع تل أبيب.
ومن المرجح أن تكون إيران محورًا رئيسيًا خلال هذه الزيارة، عقب جولة رابعة من المحادثات النووية في عُمان السبت شهدت إحراز الجانبين تقدمًا نسبيًا.
والأسبوع الماضي، أعلن ترمب أنّه "سيتخذ قرارًا" بشأن التسمية الرسمية التي ستعتمدها الولايات المتّحدة للخليج، بعدما أفادت تقارير إعلامية بأنّه يعتزم إطلاق اسم "الخليج العربي" أو "خليج العرب" على المسطح المائي الذي تُصرّ إيران على تسميته "الخليج الفارسي".