حين يشهد العالم أحداثًا كبيرة، يسعى المشاهير من كافة المجالات لإبداء آرائهم بشأن ما يحدث، وقد نجحت الدعاية الإسرائيلية في تجنيد عدد من مشاهير العالم لصالح تبني روايتها والدفاع عنها خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة.
فمع الساعات الأولي للقصف، اختار البعض من النجوم التضامن مع قطاع غزة الذي يتعرض لقصف وغارات مكثفة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، في حين أبدى بعض آخر دعمًا واضحًا لإسرائيل.
وبين هذا وذاك، هناك من امتنع عن التعبير أصلًا، والتزم الصمت، على غرار النجم المصري محمد صلاح، الذي أثار غياب أيّ تعليق له على حرب غزة الجدل الواسع عبر منصّات التواصل.
"محاسبة" من يدعمون الاحتلال
وعلى سبيل المثال، نشرت كايلي جينر عارضة الأزياء الأميركية الشهيرة عبر خاصية "الستوري" على حسابها في "إنستغرام" صورة علم الاحتلال الإسرائيلي، وأرفقتها بتعليق: "الآن ودائمًا، نحن نقف إلى جانب الإسرائيليين".
ولم تمض ساعة على نشر كايلي الصورة، قبل أن تحذفها بعد تعرض عارضة الأزياء لحملة انتقاد من قبل رواد المنصات.
إلا أن حذفها للمنشور، لم يمنع نشطاء عرب من المتضامنين مع الشعب الفلسطيني لإطلاق حملة لمقاطعة علامتها التجارية في مجال المنتجات التجميلية.
وعلى خطى كايلي، عبرت أشلي تيسدال المغنية والممثلة الأميركية عن دعمها لإسرائيل في "ستوري" على إنستغرام، لكنها عادت بعد ذلك في رسالة توضيحية لتشير إلى أن إظهار الدعم لإسرائيل لا يجعل الشخص معاديًا لفلسطين، ولكن ذلك أيضًا لم يوقف دعوات مقاطعة أفلامها.
حملات مقاطعة
كما أن دعوات المقاطعة لم تطل الممثلين والمشاهير وصناع المحتوى الداعمين لإسرائيل، بل حتى المشروعات التي يظهر أصحابها تعاطفًا مع الاحتلال حتى وإن لم يكونوا من المشاهير.
ففي الكويت مثلًا، تصدر وسم "مقاطعة توبيز" قائمة الأكثر تداولًا على منصة "إكس"، وهو مقهى معروف في الكويت كتبت مديرته وإحدى ملاكه على مواقع التواصل: "قتل الأبرياء من الفلسطينيين والإسرائيليين، على حد سواء، أمر مروّع".
واعتبر كثيرون في الكويت منشورها هذا انحيازًا لإسرائيل ودعوا لمقاطعة المقهى، ونتيجة لتصاعد زخم الحملة حذفت مديرة مقهى "توبيز" تغريدتها.
وعادت ونشرت أخرى جديدة توضح بها دعمها القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة.
أين محمد صلاح؟
وعند الحديث عن المشاهير وموقفهم تجاه ما يحدث في فلسطين اليوم، يكاد اسم اللاعب النجم المصري محمد صلاح لاعب فريق ليفربول الإنكليزي لا يغيب عن أحاديث الناس فهو اللاعب العربي الأشهر عالميًا، لكن موقفه من الأحداث حتى الآن هو الصمت.
وموقف صلاح هذا، اعتبره البعض سلبيًا بالنظر إلى مواقف لاعبين آخرين في دوريات أوروبية قوية مثل محمد النني لاعب أرسنال الإنكليزي، والمصري مصطفى محمد لاعب "نانت" الفرنسي، ولاعبون عرب مشاهير أبرزهم الجزائري رياض محرز قائد المنتخب الجزائري.
كذلك، وجه البعض رسائل عتاب لمحمد صلاح عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث قال الناشط بلال في مقطع فيديو على يوتيوب: "لم تدعم أهل فلسطين، ولم تقدم تعازيك حتى أهل الشهداء الذين سقطوا، لكنك قدمت تعازيك في السابق عندما ماتت ملكة بريطانيا".
وتابع: "القضية الفلسطينية ليست بالعقل إنما في القلب. لا يجب أن يقال عنك فخر العرب".
نشاط المؤثرين العرب
في المقابل، سخّر عدد كبير من المؤثرين العرب صفحاتهم لتوضيح حقيقة ما يحدث في غزة فيما فضل بعضهم توجيه رسائل باللغة الإنكليزية لغير العرب من متابعيهم، وذلك لمجابهة الرواية الإسرائيلية للأحداث.
ومن بين هؤلاء صانع المحتوى الأردني وسام قطب الذي نشر مقطع فيديو باللغة الإنكليزية لخص فيه القضية الفلسطينية قائلًا: "تناولت المعكرونة بالجبنة لأنه طبق ابنتك المفضل، ثم تسمع طرقة على الباب وتفتح لترى شخص في ملامحه الهزيمة ويحمل شنطة على أكتافه وجسمه مرهقًا".
ويردف قطب وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية: "ويقول لك أرجوك هل يمكنك إطعامي؟ وتقول له بالطبع. تدخله المنزل وأثناء تناوله الطعام يطلب منك أن يقضى الليلة لأنه ليس لديه مكانًا آخرًا وتقول له بالطبع".
ويتابع صانع المحتوى: "وقبل أن تستعيد وعيك تلاحظ أن هناك مسدسًا موجهًا صوبك ويمسكه الشخص الذي أطعمته. ماذا تتوقع أن تكون ردة فعلك وقتها؟ تدخل عليك وسائل الإعلام وتوجه عدساتها صوبك وتقول إنك الشخص السيئ ويقولون إن هذا ليس منزلك ويأخذ العالم كله جانب الشخص الذي قتل واغتصب عائلتك".
ويختم قطب أنهم يقومون بالدفع لمشاهير ومؤثرين ليأخذوا طرفًا مع الجانب الظالم، "ويجعلوك أنت الظالم في أعين العالم".