كشفت صور الأقمار الصناعية مدى الضرر الذي سببته حرائق الغابات مع اجتياح موجة حر أوروبا الغربية هذا الأسبوع.
والتقط قمر "كوبرنيكوس سينتينل 3 " التابع لوكالة الفضاء الأوروبية بعض هذه الصور. وهو قمر صناعي يدور على ارتفاع 814.5 كلم فوق سطح الأرض لقياس محيطات كوكبنا وأرضه وجليده وغلافه الجوي.
حرائق جيروند الفرنسية
وتظهر الصور التي التقطت في منطقة جيروند الجنوبية في فرنسا في 12 يوليو/ تموز الجاري و17 يوليو/ تموز دخانًا وبقعًا من الأرض المحروقة، مما يبرز مدى الضرر الذي تسببه حرائق الغابات جراء موجة الحر.
كما أصدرت وكالة الفضاء الأوروبية خريطة حرارية توضح درجات حرارة سطح الأرض في جنوب فرنسا وإسبانيا وشمال إفريقيا صباح يوم 17 يوليو/ تموز. وتوضح وكالة الفضاء الأوروبية أنه "في بعض الأماكن، وصلت حرارة سطح الأرض إلى 55 درجة مئوية".
وبالنظر إلى حصول "كوبرنيكوس سنتينل -3" على هذه البيانات في الصباح، كانت درجة الحرارة سترتفع خلال فترة ما بعد الظهر.
وتعد درجة حرارة الهواء هي القياس المستخدم في التنبؤات الجوية اليومية، وهي مقياس لمدى سخونة الهواء فوق الأرض. ومع ذلك، فإن درجة حرارة سطح الأرض هي مقياس لمدى سخونة سطح الأرض الفعلي عند اللمس.
وفي مجموعة واحدة من صور الأقمار الصناعية التي التقطت في يومي 12 و17 يوليو/ تموز الجاري، يمكن رؤية الندوب التي خلفتها حرائق الغابات في جنوب غرب فرنسا. وأوضحت وكالة الفضاء الأوروبية أنه في 12 يوليو/ تموز 2022، اندلع حريقان كبيران في تلك المنطقة.
كما أثرت حرائق الغابات بشكل كبير على المجتمعات المحلية حيث تم إجلاء أكثر من 16000 شخص وأغلقت الطرقات.
ويحمل القمر الصناعي "كوبرنيكوس سنتينل –2" مصورًا مبتكرًا متعدد الأطياف عالي الدقة بمساحة عريضة مع 13 نطاقًا طيفيًا. ويوفر منظورًا جديدًا للأرض والنباتات، وفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية، مع قناة الأشعة تحت الحمراء ذات الموجات القصيرة المستخدمة لتسليط الضوء على الحرارة من حرائق الغابات.
حرائق إسبانيا وبريطانيا
وأوضحت وكالة الفضاء الأوروبية أنه تم تفعيل خدمة إدارة الطوارئ في كوبرنيكوس للاستجابة للعديد من الحرائق التي تعصف بأوروبا في الوقت الحالي، بما في ذلك تلك التي تؤثر على جيروند".
وقالت الوكالة: "تستفيد الخدمة من الملاحظات من عدة أقمار صناعية لتوفير الخرائط عند الطلب لمساعدة سلطات الحماية المدنية والمجتمع الإنساني الدولي في مواجهة حالات الطوارئ الكبرى".
وبالإضافة إلى فرنسا، اندلعت حرائق غابات شديدة في إسبانيا والمملكة المتحدة.
وتُظهر صورة التقطها "كوبرنيكوس سنتينل-2" في 18 يوليو/ تموز الجاري سحابة الدخان واللهب النشط من حرائق غابات لوساسيو في مقاطعة زامورا في منطقة الحكم الذاتي الإسبانية كاستيا إي ليون بالإضافة إلى ندبة حرق سييرا دي لا كوليبرا.
وخلصت وكالة الفضاء الأوروبية إلى أنه "مع زيادة آثار تغير المناخ، فإن الخوف هو من ازدياد الظواهر المناخية المتطرفة".
وتلعب الأقمار الصناعية التي تدور حول الكوكب دورًا مهمًا في تقديم البيانات لفهم ومراقبة كيفية تغير عالمنا، وهي بيانات أساسية لوضع استراتيجيات المعالجة وصنع السياسات.