السبت 24 مايو / مايو 2025
Close

صور بدون رأس وفكّ المومياوات.. أغرب نشاطات الترفيه في التاريخ

صور بدون رأس وفكّ المومياوات.. أغرب نشاطات الترفيه في التاريخ محدث 03 مايو 2025

شارك القصة

من بين الأنشطة الترفيهية الغربية في العصر الفيكتوري، تصوير البورتريهات "بدون رأس"
من بين الأنشطة الترفيهية الغربية في العصر الفيكتوري، تصوير البورتريهات "بدون رأس" - historyfacts
الخط
في العصور القديمة، اتّجه الناس نحو أنشطة غير مسبوقة لتسلية أنفسهم، بعضها يبدو غريبًا جدًا بمعايير العصر الحديث.

قبل ظهور "نتفليكس" وألعاب الفيديو والبودكاست بوقت طويل، اتّجه الناس نحو هوايات أخرى لتسلية أنفسهم، بعضها يبدو غريبًا جدًا بمعايير العصر الحديث.

ففي الماضي، كان محبّو الترفيه يجتمعون لمشاهدة فتح أغطية المومياوات القديمة، أو يملؤون الساحات لمشاهدة الناس يسيرون في دوائر لساعات متواصلة.

وتُقدم هذه الهوايات التاريخية الغريبة لمحةً آسرة عن كيفية استمتاع الناس في الماضي بأوقات فراغهم.

أغرب نشاطات الترفيه في التاريخ

في هذا المقال، تفاصيل قد تكون صادمة للبعض، عن ستّة من أغرب الطرق التي استخدمها البشر للترفيه عن أنفسهم، استنادًا لتقرير نشره موقع "هيستوري فاكتس".

1- الكشف عن المومياوات

اجتاح "الهوس بالمصريات" (Egyptomania) أي الافتتان بالثقافة المصرية القديمة، أنحاء القارة الأوروبية في القرن التاسع عشر، وخصوصًا في إنكلترا خلال العهد الفيكتوري، حيث نما هوس الناس بالمومياوات، حتّى إنّ حضور فعاليات تُعرف بـ"فكّ المومياوات" كان شائعًا، حيث كانت تُفكّك جثث حقيقية جُلبت من مصر باسم العلم والتسلية المرضية.

وفي منتصف القرن الثامن عشر، كان الأخوان وعالما التشريح جون وويليام هانتر من أوائل من فكّوا لفائف المومياوات، تحت اسم العلم. لكنّ هذه الممارسة تحوّلت إلى استعراضٍ باهر بوجود هواة مثل "بلزوني العظيم" وهو مستكشف ومُقدّم استعراضي مُتخصص في الآثار المصرية، و"المومياء" توماس بيتيغرو وهو جراح إنكليزي انجذب إلى الحضارة المصرية.

وأقام بيتيغرو حفلاتٍ خاصة حيث فكّ لفائف المومياوات وأجرى تشريحًا لها، كاشفًا عن تمائم مُختلفة أو قطع من الشعر والجلد المحفوظ، ما أسعد الحضور.

وانتشر هذا التوجه بشكلٍ كبير بعد أن أقرّت المملكة المتحدة قانون التشريح لعام 1832، الذي سمح للأطباء قانونيًا بتشريح الجثث للدراسة.

خلال العهد الفيكتوري، نما هوس الناس بالمومياوات
خلال العهد الفيكتوري، نما هوس الناس بالمومياوات- historyfacts

واستقطبت فعاليات فكّ المومياوات حشودًا غفيرة، وأُقيمت في المستشفيات ومراكز البحث العلمي والمنازل الخاصة. وظلّت هذه الهواية شائعة لعقود، إلا أنّها فقدت بريقها مع وفاة بيتيغرو عام 1865.

وسجّل عام 1908، آخر فعالية لفكّ المومياوات.

2- المشي التنافسي

بينما تغصّ الملاعب اليوم بالجمهور لمشاهدة مباريات فرقهم المحترفة المفضلة في الهوكي أو كرة السلة، كان الناس في الماضي يتوافدون إلى الملاعب لممارسة رياضة مختلفة تمامًا، وهي المشي التنافسي.

وشكّل هذا النوع غير المألوف من الترفيه قاعدة جماهيرية واسعة، حيث كان الناس يأتون لمشاهدة منافسات المشي للمتسابقين المحترفين المفضّلين. وكان من أشهر المتسابقين على مر العصور روبرت باركلي ألارديس، الذي لُقّب بـ"المشّاء العظيم" لقطعه مسافة 1600 كيلومتر في ألف ساعة متتالية.

كما اشتهر إدوارد بايسون ويستون وهو مشّاء مشهور آخر بتمايله المميّز، بينما اشتهر المتسابق دانيال أوليري بتحريك ذراعيه وهو يُمسك بأكواز الذرة لامتصاص العرق خلال المشي.

وشاركت النساء أيضًا في هذه الرياضة الترفيهية، حيث أصبحت آن فيتزجيبونز أول امرأة في التاريخ تمشي مسافة 161 كيلومتر في أقل من 24 ساعة.

ويعود الفضل لها في نشر هذه الرياضة بين النساء في الولايات المتحدة.

انطلقت رياضة المشي لمسافات طويلة في الولايات المتحدة في سبعينيات القرن التاسع عشر، ويرجع ذلك جزئيًا إلى هجرة الناس إلى المدن الكبرى والبحث عن أنشطة جديدة للاستمتاع بها في أوقات فراغهم.

وتوافد المتفرجون لمشاهدة المحترفين وهم يمشون لمدة ستة أيام متواصلة، ويقطعون مئات الأميال إجمالًا. وكان الشخص الذي يقطع أكبر مساحة على مدار ستة أيام هو الفائز.

وأقيمت المسابقات في ساحات كبيرة تضمّ بائعي الطعام والفرق الموسيقية الحية وحتى المراهنات لإضافة المزيد من المتعة.

وفي 21 سبتمبر/ أيلول 1879، شهدت حديقة ماديسون سكوير في مدينة نيويورك، أكبر حدث في تاريخ هذه الرياضة، حيث تجمّع 13 من أفضل وألمع المتسابقين أمام 10 آلاف متفرّج صاخب.

ومع ذلك، بدأ الاهتمام بالمشي بالتضاؤل ​​​​مع نهاية القرن التاسع عشر، ما أفسح المجال لظهور رياضات أكثر شعبية مثل البيسبول.

3- صور بدون رأس

شهدت إنكلترا في العصر الفيكتوري اهتمامًا متزايدًا بكل ما هو مرعب، لدرجة أنّ تصوير البورتريهات "بدون رأس" أصبح شائعًا في أواخر القرن التاسع عشر. وغالبًا ما كانت هذه الصور تُظهر جذعًا بدون رأس يٌمسك رأسه، وهو إنجاز مثير للإعجاب نظرًا لقلة برامج تعديل الصور المستخدمة حديثًا.

كان المصوّر صموئيل كاي بالبيرني من بين أفضل المصوّرين في هذا المجال، حيث أعلن عن خدماته في الصحف على النحو التالي: "صور بدون رأس - سيدات وسادة تظهر رؤوسهم وهي تطفو في الهواء أو على أحضانهم".

ولتحقيق هذا الوهم، كان الشخص المعني يتّخذ وضعيات مختلفة أثناء التقاط صور متعددة تُظهر الجسم والرأس وهما يقومان بإيماءات وتعبيرات مختلفة.

بعد ذلك، يقوم المصور بالتقاط تلك الصور، وقطع الرأس من واحدة ولصقه على أخرى، ما يؤدي إلى صورة واحدة أو أكثر بدون رأس، والتي تبدو وكأنّها التقطت مجتمعة.

4- سجل قصاصات الأعشاب البحرية

في حين أنّ كبس الزهور وتجميعها في ألبومات الصور كانا هواية شائعة منذ زمن طويل، إلا أنّ استخدام الأعشاب البحرية كبديلٍ لها انتشر لفترة وجيزة في القرن التاسع عشر. ولاقت هذه الظاهرة رواجًا خاصًا بين النساء، اللواتي لم تُتح لهنّ في كثير من الأحيان فرصة السفر حول العالم لجمع عينات من النباتات والحيوانات. فقمن بجمع الأعشاب البحرية من الشاطئ المحلي.

كما كانت هذه الهواية نشاطًا اجتماعيًا، حيث كان الناس يتّجهون إلى الشاطئ لجمع الأعشاب البحرية، ويعودون إلى منازلهم ليجمعوا قصاصاتهم. وكانت هذه هواية شائعة لدرجة أنّه يُعتقد أنّ الملكة فيكتوريا نفسها كانت شغوفة بجمع قصاصات الأعشاب البحرية في صغرها، مع أن مجموعتها المزعومة قد فُقدت في سجلات التاريخ.

وتميّزت كل صفحة من هذه السجلات بأعشاب بحرية ملونة ذات أشكال غير مألوفة، محاطة بحواف مزخرفة، ما أنتج أعمالًا فنية رائعة.

لكنّ تحقيق هذه النتائج لم يكن سهلًا، إذ تطلب تركيب كل قطعة من الأعشاب البحرية وتجفيفها وكيّها صبرًا ومهارة كبيرين. ووفّرت هذه الهواية ملاذًا فنيًا، وسمحت لهواة السجلّات بالتعبير عن أنفسهم بحريّة.

ويتجلّى ذلك في أعمال مارغريت غاتي، وهي خبيرة مشهورة في سجلات الأعشاب البحرية، نشرت دليلًا من مجلّدين بعنوان "الأعشاب البحرية البريطانية" عامي 1863 و1872.

5- معارك بحرية وهمية

استمتع الرومان القدماء بمشاهدة أنشطة غير مألوفة وخطيرة. فإلى جانب معارك المصارعة، استمتعوا بعروض بحرية تُسمّى " نوماشيا"، أو معارك بحرية وهمية.

واستقطبت هذه الفعاليات آلاف المتفرجين إلى المدرّجات والبحيرات الاصطناعية في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية، التي كانت تُغمر بالمياه لإثارة الصراعات البحرية. وشارك آلاف المتنافسين من كلا الجانبين كمجدّفين ومهاجمين، لانتاج عرض مسلّ ومدمّر، بل ومميت في كثير من الأحيان.

أُقيمت أقدم مسابقة "نوماشيا" مسجّلة عام 46 ميلاديًا في عهد يوليوس قيصر، وشارك فيها 6 آلاف شخص تنافسوا على قمة حوض اصطناعي في كامبوس مارتيوس في روما، وهي منطقة مفتوحة واسعة في روما القديمة كانت تُستخدم للمعارض العسكرية والتجمعات العامة.

استمتع الرومان القدماء بمشاهدة معارك بحرية وهمية
استمتع الرومان القدماء بمشاهدة معارك بحرية وهمية- historyfacts

وبعد 44 عامًا، أقام الإمبراطور أغسطس قيصر عرضًا أكبر بمشاركة 7 آلاف شخص.

وبينما توقّف الرومان القدماء عن إقامة "نوماشيا" حوالي عام 250 ميلادي، شهدت إنكلترا في القرن التاسع عشر انتعاشًا قصيرًا في مسرح سادلرز ويلز بلندن، الذي غُمر بالمياه لإعادة إحياء هذه الفعاليات القديمة للجمهور المعاصر.

6- معارض الحضانات

كانت معارض حضّانات الأطفال عبارة عن معارض ذات غرض مزدوج؛ فهي لم تقتصر على ترفيه الجماهير فحسب، بل لعبت أيضًا دورًا محوريًا في توفير الرعاية للأطفال الخُدّج.

نشأ هذا المفهوم في المعرض الصناعي الكبير ببرلين عام 1896، حيث استعرض مارتن أ. كوني الذي كان يعمل آنذاك متدربًا لدى طبيب التوليد بيير بيدين، هذه الأجهزة المبتكرة التي تُمكّن الأطفال الخُدّج من البقاء على قيد الحياة خلال فترة الرضاعة.

وفي ذلك الوقت، كان الكثيرون في المجتمع الطبي يعتبرون الأطفال الخُدّج ضعفاء وغير مؤهلين لبلوغ مرحلة البلوغ. لكنّ كوني كان من أوائل المدافعين عن سلامتهم.

توافد الناس لمشاهدة الأطفال الخدّج في معارض الحضّانات
توافد الناس لمشاهدة الأطفال الخدّج في معارض الحضّانات- historyfacts

وأحضر كوني المعرض إلى الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين، لكنّه احتاج إلى وسيلة لتمويله، فاختار فرض رسوم دخول.

أقام كوني معرضًا لحاضنات الأطفال على طول ممشى جزيرة كوني في بروكلين بنيويورك، وآخر في أتلانتيك سيتي بنيوجيرسي. عُرضت حاضنات زجاجية وفولاذية بارتفاع متر ونصف، احتوت على الأطفال الذين رعاهم فريق من الأطباء والممرضات. وأحضر العديد من الآباء أطفالهم طوعًا لعرضهم في هذه الحاضنات، نظرًا لعدم وجود وحدات مخصّصة للأطفال الخدج في المستشفيات آنذاك.

لاقى المعرض استحسانًا كبيرًا في الولايات المتحدة، حيث توافد الناس لمشاهدة هؤلاء الأطفال الصغار بأعينهم. ودفع المتفرّجون 25 سنتًا (ما يُعادل حوالي 10 دولارات اليوم) لدخول المعرض، ما ساهم في تغطية تكلفة التشغيل اليومية البالغة حوالي 15 دولارًا.

وكان الأمر في جوهره بمثابة صفقة تبادلية، حيث تلقّى الأطفال الرعاية الأساسية بينما حصل الحضور على شكل من أشكال الترفيه، وإن كان غريبًا بمعايير اليوم.

ومع ذلك، كانت بعض عناصر المعرض للعرض فقط، مثل ارتداء الأطفال ملابس واسعة مشدودة عند الخصر لإبراز صغر حجمهم.

وواصل كوني الإشراف على هذه الفعاليات، التي ظلّت من المعالم السياحية الشهيرة على الممشى الخشبي في كوني حتى أوقفها عام 1943، عندما بدأت المستشفيات في افتتاح أجنحة حاضنة خاصة بها.

تابع القراءة

المصادر

موقع التلفزيون العربي / ترجمات