ضحكة كامالا هاريس تتحول إلى "جبهة قتال" بين خصومها.. ما القصة؟
في عالم السياسة الأميركية، يمكن لأي تفصيل بسيط أن يصبح سلاحًا في المعركة، لكن من كان يتخيل أن ضحكة مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس ستتحول إلى جبهة قتال وإلى سلاح يستغله خصومها، من بينهم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الذي أطلق عليها لقب "كامالا الضاحكة".
فمن موسكو إلى واشنطن، أصبحت ضحكة كامالا هاريس مادة دسمة للسخرية، إذ لم تضيع ماريا زاخاروفا، الصوت الصاخب للكرملين الفرصة لتصف ضحكة هاريس بأنها "تقبض النفس وتثير الكآبة".
وما كان لفلاديمير بوتين ليترك الفرصة تمر دون أن يسجل هدفًا ساخرًا سبقها، وصرح ساخرًا بأنه يدعم هاريس بسبب "ضحكتها المعدية"، في تهكم واضح لم يمر بهدوء على ساحة السياسة الأميركية، ولا على دونالد ترمب، الذي عبر عن استيائه وشعوره بالانزعاج.
"كامالا الضاحكة"
فالرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب، يصفه خصومه بأنه يجد متعة خاصة في تسمية خصومه بألقاب ساخرة، فقد أطلق على هاريس لقب "كامالا الضاحكة". ولم يكتف بالنقد؛ بل راح ينسج قصة كاملة حول ضحكة هاريس، مشيرًا إلى أنها "ضحكة شخص مجنون" وأنها قد تكون "مدمرة".
ويدعم الإعلام المحسوب على اليمين رواية ترمب، لكن مؤيدي هاريس يجدون ضحكتها التي رافقتها منذ بداياتها في كاليفورنيا، تعبيرًا عن طاقتها وحبها للحياة، وإشارة على عفويتها وقدرتها على التواصل الحقيقي مع الناس.
لكن ترمب لا يكتفي بالضحك أو التهكم، فبينما يتهكم من ضحكة هاريس، يلعب على وتر القوة الاقتصادية، أو بالأحرى يضغط عليها حد التهديد.
وفي تجمع حاشد بولاية ويسكونسن، أعلن ترمب عن خطته لفرض تعريفات جمركية بنسبة مئة بالمئة، على أي دولة تبتعد عن استخدام الدولار الأميركي في تعاملاتها التجارية.
فقد تحول المشهد الانتخابي الأميركي إلى حرب كلامية وأيديولوجية تستغل كل شيء، من الضحكات إلى القرارات الاقتصادية، سلاحًا لإعادة تشكيل صورة الولايات المتحدة أمام العالم الذي تشد أنظاره لأول مناظرة بين المرشحين ترمب وهاريس، في معركتهما الشرسة على منصب الرئيس.
وتكمن أهمية المناظرة في أنها فرصة لربع الناخبين المحتملين، الذين يشعرون بحسب استطلاعات الرأي، بأنهم لا يعرفون هاريس بشكل كاف، كما يعرفون ترمب، كما ستكون فرصة لهاريس للرد على سخرية ترمب منها واستهانته بقدراتها السياسية.
مناظرة ترمب-هاريس
وشغلت السخرية من ضحكة هاريس، وتعليق المسؤولين الروس عليها إضافة للمناظرة المنتظرة، مواضيع رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كتبت الناشطة السياسية فيونا لالي: "توقعي لمناظرة ترمب-هاريس: سيقوم ترمب بمقاطعة المناظرة لاتهام هاريس بالغباء وبأنها ماركسية، ستضحك هاريس وتتهم ترمب بالتمييز الجنسي، كونه مجرمًا، وسيستمر قتل الفلسطينيين بمباركة الغرب".
من جهته، علق الكاتب جاي ريبيل على المناظرة، ورأى أن "هاريس ستحرج نفسها كالمعتاد، لن يكون لديها أي شيء ذكي لتقوله، وستستخدم ضحكتها عندما يطرح سؤال عليها، ثم لن تجيب على السؤال".
وكتب المدير التنفيذي السابق لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" كينيث روث: "بصفتها مدعية عامة سابقة، تحب كامالا هاريس الحديث عن 'النظام القائم على القواعد'. في مناظرتها الليلة مع ترمب، ينبغي لها التطرق إلى الاستثناء الواضح من هذه القواعد – جرائم الحرب المنهجية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، والدعم غير المشروط إلى حد كبير من واشنطن".