أظهر استطلاع للرأي أن الناخبين الأميركيين العرب والمسلمين الغاضبين من الدعم الأميركي لإسرائيل في عدوانها على غزة، يتحوّلون من تأييد الديمقراطية كامالا هاريس إلى دعم مرشحة حزب الخضر جيل ستاين.
وقد تحرم أعداد هؤلاء المرشحة الديمقراطية من الفوز في ولايات حاسمة ستحدد مصير انتخابات الرئاسة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.
تأييد ستاين المنتمية لحزب الخضر
وأظهر الاستطلاع الذي أجراه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) في أواخر أغسطس/ آب الفائت ونُشر هذا الشهر، أن 40% من الناخبين المسلمين في ولاية ميشيغان، وهي موطن جالية كبيرة من الأميركيين العرب، أيدوا ستاين المنتمية لحزب الخضر.
كما حصل المرشح الجمهوري دونالد ترمب على 18%، بينما جاءت هاريس، نائبة الرئيس جو بايدن، في المؤخرة بنسبة 12%.
وكان استطلاع أُجري عبر الرسائل النصية قبل أسبوعين من مناظرة هاريس وترمب في العاشر من سبتمبر/ أيلول، قد أظهر أن هاريس متقدمة على ترمب بحصدها 29.4% مقابل 11.2% للمرشح الجمهوري، ويفضل 34% مرشحي طرف ثالث منهم ستاين التي حصدت 29.1%.
وتحاول الطبيبة جيل ستاين (74 عامًا) تكرار مسعى الترشح عن حزب الخضر كما فعلت في العام 2016.
واتهمت الديمقراطيين بالحنث بوعودهم "تجاه العمال والشباب والمناخ مرات كثيرة، بينما لم يقدم الجمهوريون حتى مثل هذه الوعود أصلًا".
وكان دعم ستاين لوقف دائم لإطلاق النار في غزة وفرض حظر فوري على الأسلحة الأميركية لإسرائيل، وكذلك دعمها لحركات الطلاب الهادفة لإجبار الجامعات على سحب استثماراتها في الأسلحة، جعلها محط الأنظار في الدوائر المؤيدة للفلسطينيين.
أما زميلها على بطاقة الترشح بوتش وير، وهو أستاذ في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، فهو مسلم.
وتحدثت ستاين هذا الشهر في مؤتمر "عرب كون" في ديربورن بولاية ميشيغان، وهو تجمع سنوي للأميركيين العرب، وظهرت على غلاف صحيفة "ذا أراب أمريكان نيوز" تحت عنوان "الاختيار 2024".
وقالت في مقابلة الأسبوع الماضي مع برنامج ذا بريكفاست كلوب الإذاعي في نيويورك: "كل صوت تحصل عليه حملتنا هو تصويت ضد الإبادة الجماعية".
ولايات متأرجحة لم تُحسم
وبيّن استطلاع (كير) الذي شمل 1155 ناخبًا مسلمًا في أنحاء الولايات المتحدة، أن هاريس تمثل الاختيار الأول للناخبين المسلمين في جورجيا وبنسلفانيا، بينما تقدم ترمب في نيفادا بحصوله على 27%، متفوقًا بـ1% فقط على هاريس. وجميعها ولايات متأرجحة لم تُحسم إلا بهامش ضئيل في الانتخابات الأخيرة.
وحزب الخضر موجود على قوائم التصويت في أغلب الولايات، بما في ذلك جميع الولايات التنافسية التي قد تحسم نتيجة الانتخابات، ما عدا ولايتَي جورجيا ونيفادا حيث يخوض الحزب معركة قضائية من أجل إدراجه على قوائم التصويت.
كما تتقدم ستاين على هاريس بين المسلمين في أريزونا وويسكونسن، وهما ولايتان متأرجحتان تضمان عددًا كبيرًا من السكان المسلمين، حيث هزم بايدن ترمب في 2020 بهامش ضئيل.
فاز بايدن بأصوات المسلمين في 2020، إذ حصل بحسب استطلاعات للرأي عقب التصويت على تأييد ما يتراوح بين 64 و84% منهم، لكن دعم المسلمين للديمقراطيين انخفض بشكل حاد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، والذي خلّف أكثر من 40 ألف شهيد وتهجير أكثر من مليونَي فلسطيني من منازلهم في القطاع المحاصر.
وقالت حركة "غير ملتزم" أمس الخميس، إنها لن تدعم هاريس على الرغم من معارضة الحركة لترمب، وإنها لن توصي بالتصويت لطرف ثالث.
وذكرت الحركة أن ترمب سيسرع أعمال القتل في غزة إذا أعيد انتخابه، لكن هاريس لم تستجب لطلب الحركة بالاجتماع مع الأميركيين من أصل فلسطيني ممن فقدوا ذويهم في غزة، بالإضافة إلى عدم موافقتها على مناقشة وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل.
في سياق متصل، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أمس الخميس أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون حاليًا أنه من المستبعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قبل أن يغادر الرئيس جو بايدن منصبه مطلع العام 2025.
ونقلت الصحيفة ذلك عن مسؤولين رفيعي المستوى في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع دون تسميتهم.