الجمعة 4 أكتوبر / October 2024

"ضرب الزوجات أمر مباح".. تصريح مجتزأ لشيخ الأزهر يثير الجدل في مصر

"ضرب الزوجات أمر مباح".. تصريح مجتزأ لشيخ الأزهر يثير الجدل في مصر

شارك القصة

مادة من إنتاج "أنا العربي" تستعرض القصة الكاملة لجدل إباحة ضرب الزوجات في مصر (الصورة: أرشيف غيتي)
أثارت تصريحات سابقة لشيخ الأزهر جدلًا واسعًا، حيث تحدث نشطاء عن صراع فكري بين التيارات الدينية في مصر، فيما قالت وسائل الإعلام التابعة للأزهر إنها "مجتزأة".

عادت إلى الواجهة في مصر تصريحات سابقة لشيخ الأزهر عن "ضرب الزوجات"، إثر الإعلان عن تفاصيل مشروع قانون مقدّم لمجلس النواب من قبل النائب أمل سلامة حول تشديد عقوبة ضرب الزوجة.

ففي حديث له عبر التلفزيون الرسمي المصري، صرح شيخ الأزهر أحمد الطيب وفق التصريحات التي تمّ تداولها، أن "ضرب الزوجات ليس فرضًا ولا سنة لكنه أمرٌ مباح لمواجهة الزوجة الناشز وحماية الأسرة من الضياع والتشرد".

وقد أثارت هذه التصريحات التي قالت وسائل الإعلام التابعة للأزهر إنّها "مجتزأة من سياقها"، جدلًا واسعًا، حيث تحدث نشطاء عن صراع فكري بين التيارات الدينية في مصر على وقع انتقادات حقوقية ونسوية.

"الرجال لا يضربون النساء"

وبعد الأخذ والردّ عقب تصاعد الجدل والانتقادات، علّقت دار الإفتاء المصرية أمس الخميس بتغريدة أكّدت فيها أن "الرجال لا يضربون النساء"، مشدّدة بتعليق لها عبر حسابها الرسمي على فيسبوك، أن "الرسول لم يضرب امرأة قط".

وأكّدت وسائل الإعلام التابعة للأزهر أن "التصريحات مجتزأة من سياقها"، بحيث نشرت صحيفة "صوت الأزهر" على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا من المقابلة التلفزيونية التي وردت فيها تصريحات الطيب، حيث قال إنه يؤيد "التشريعات التي تجرم الضرب وتعامل الضارب معاملة المجرم".

وفي هذا السياق، يرى الكاتب المصري سامح عسكر أن ردّ دار الإفتاء المذكور "يمثل دليلًا على الصراع الفكري والإيديولوجي بين تيار مشيخة الأزهر ودار الإفتاء المصرية" التي يرى أنها أكثر انفتاحًا وتأييدًا للتجديد.

من جهتها، غرّدت الناشطة عليا عواضة قائلةً: إن في تصريحات شيخ الأزهر ما تصفه بالمعادلة التي تتضمن ضرب النساء وتعنيفهنّ تحت أعين أطفالهن "من أجل المحافظة على الأسرة".

تغليظ عقوبة الضرب في مصر

واشتعل الجدل الأساسي إثر الإعلان عن تفاصيل مشروع قانون مقدم لمجلس النواب من قبل النائبة أمل سلامة التي أعلنت "الانتهاء من تعديلات جديدة على قانون العقوبات يقضي بتشديد عقوبة ضرب الزوجة بالسجن لمدة لا تقل عن 5 سنوات".

ففي بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية يوم 30 يناير/ كانون الثاني الفائت كتبت سلامة: "أطالب بتعديل المواد 242 و243 من القانون بحيث يتم تغليظ عقوبة الضرب الذي يفضي إلى إقعاد الزوجة عن العمل أقل من 20 يومًا بالسجن لمدة 3 سنوات".

أما في حالة الاعتداء على الزوجة الذي يفضي لإحداث عاهة مستديمة أو الإقعاد عن العمل لمدة 42 يومًا، فطالبت سلامة أن تكون العقوبة بالسجن لمدة من 3 إلى 5 سنوات.

كيف نفهم كلمة "ضرب"؟

وبالتزامن مع ذلك، أعاد الإعلامي عمرو أديب إلى الواجهة من جديد، تصريح شيخ الأزهر السابق في يونيو/ حزيران 2019، وقد جاء فيه أن "كلمة ضرب يجب أن نفهمها على الضرب الذي أبيح في حالة معينة باعتباره دواءً لعلّة طارئة".

وحينها تابع الطيب قائلًا: "يمكن أن نطرح قضية أو مناقشة لمنع الضرب لا للمرأة فقط أو للزوجة الناشز بل بشكل مطلق لأن الضرب أصبح الآن إهانة للإنسان.. لا مانع من أن نتناقش في هذا الأمر.. ويمكن أن يناقش في مجلس الشعب والقضاء والأزهر".

واستكمل حديثه بالتأكيد أنه يتمنى أن يعيش إلى أن يرى أن "ضرب الإنسان العربي المسلم جريمة ويعاقب الضارب معاقبة المجرم".

وتتعرض 86% من السيدات المصريات للإيذاء الزوجي، بحيث تكون واحدة من كل 3 سيدات مصريات تتعرض للعنف الجسدي أو الجنسي في حياتها.

وأكد أيضًا ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 أن نحو 8 ملايين سيدة مصرية معرضة لخطر العنف المنزلي بينما تعاني أكثر من 5 ملايين امرأة من العنف على يد الزوج أو الخطيب.

ويشير المجلس القومي للمرأة إلى أن أكثر من مليوني امرأة أصبن نتيجة العنف.

تابع القراءة
المصادر:
العربي