قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، طاهر النونو، اليوم الأربعاء، إنّ الحركة مستعدة لإطلاق سراح كل الأسرى المتبقين دفعة واحدة في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأضاف النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، إن الحركة "أبلغت الوسطاء بأنها مستعدة ضمن اتفاق لإطلاق سراح كل الأسرى في المرحلة الثانية دفعة واحدة وليس على دفعات كما كانت الحال في المرحلة الأولى.. في مقابل إطلاق سراح كل الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من سجون الاحتلال".
"عملية تبادل واحدة"
وأوضح النونو أن حماس "أبدت للوسطاء أنها مستعدة لعملية تبادل واحدة لكل الأسرى بإطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين الذين لديها ولدى المقاومة، الأحياء والجثث، بمن فيهم الضباط العسكريون الكبار".
وأشار في تصريحاته إلى أن هذه الخطوة "للتأكيد على جديتنا واستعدادنا التام للمضي قدمًا في إنهاء هذا الموضوع وكذلك المضي في خطوات تثبيت وقف إطلاق النار وصولًا إلى الوقف المستدام".
ووفقًا لوكالة "فرانس برس"، لم يوضح النونو عدد الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس أو فصائل أخرى في قطاع غزة، ولا عدد الأحياء منهم بعد انتهاء المرحلة الأولى للتبادل.
تحذيرات إسرائيلية لنتنياهو
لكن مصدرًا آخر في حماس قال: إن "حماس لم تفصح عن عدد الأسرى المتبقين، الأحياء أو الأموات منهم، والمعلومات بشأنهم خاضعة للتفاوض في إطار المرحلة الثانية"، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وجاء ذلك في وقت حذّرت فيه عائلات الأسرى الإسرائيليين، اليوم الأربعاء، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من تداعيات عدم بدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وطالبته بتقديم "توضيحات عاجلة" بشأن مصير ذويهم.
وقالت العائلات عبر منصة إكس: "نظرًا للجمود وعدم إحراز تقدم كاف لضمان استمرار الصفقة حتى المرحلة الثانية، طالبت عائلات المختطفين رئيس الوزراء بتقديم توضيحات عاجلة بشأن القرارات المتعلقة بمصير أحبائهم".
كما حذرت من أن "الفشل في بدء المرحلة الثانية يعني خطرًا واضحًا وملموسًا على العشرات من المختطفين الأحياء وعلى القدرة على استعادة جثث القتلى للدفن في إسرائيل"، بحسب البيان.
ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد مماطلة على بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، لكن الإشارات الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين متناقضة حيال ذلك.
وتشمل المرحلة الثانية الإفراج عن دفعات مهمة جدًا من الأسرى الفلسطينيين، وهي كلها أسباب دفعت محللين إسرائيليين للتشكيك في احتمال التزام نتنياهو بالتنفيذ.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ سريان الاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل، ويتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، على أن يتم التفاوض خلال الأولى على بدء المرحلة الثانية، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وكان مقررًا أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى، لكن نتنياهو يماطل ويعرقل إطلاق هذه المفاوضات بينما وصل الاتفاق يومه الثاني والثلاثين.
"من الممكن عودة الجميع"
والثلاثاء، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن مفاوضات المرحلة الثانية ستبدأ خلال أيام. وتتعلق هذه المفاوضات بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
وأضافت عائلات الأسرى أن "الأخبار عن العودة المبكرة للمختطفين السبت المقبل تبعث على الأمل والإيمان، ولكنها تشكل أيضا دليلًا واضحًا على أنه من الممكن تسريع الجداول الزمنية وعودة الجميع في فترة زمنية أقصر بكثير".
وأعلنت حماس، الثلاثاء، اعتزامها تسريع إطلاق سراح الإسرائيليين ضمن المرحلة الأولى، عبر تسليم 4 من جثامين أسرى الخميس المقبل، و6 أسرى أحياء السبت القادم، على أن تفرج تل أبيب السبت عمن يقابلهم من أسرى فلسطينيين.
وتقدر تل أبيب وجود 73 أسيرًا إسرائيليا بغزة، وتحتجز آلاف الفلسطينيين في سجونها وترتكب بحقهم تعذيبًا وتجويعًا وإهمالًا طبيًا، ما أودى بحياة العديد منهم، وفق تقارير إعلامية وحقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
وطالبت عائلات المحتجزين نتنياهو بتقديم "توضيحات عاجلة بشأن استمرار الاتفاق" والمسار الواضح لإعادة أحبائهم من الأسر.
ووصفت القرارات التي سيتخذها في اللحظات القادمة بأنها "مصيرية".
"تغيير تركيبة الوفد المفاوض"
وضمن هذا السياق، قالت مراسلة التلفزيون العربي، كريستين ريناوي، إن الجانب الإسرائيلي قام بتغيير تركيبة الوفد المفاوض، حيث أصبح وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، هو الذي سيقود مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة التبادل.
وأضافت المراسلة: "في المرحلة الأولى، كان رئيسا الشاباك والموساد هما من يقودانها، وقد شارفت على الانتهاء".
وأردفت: "ديرمر هو عين نتنياهو، وهو الأقرب إليه، في وقت تزعم فيه إسرائيل أن المرحلة الثانية هي مفاوضات سياسية كبرى، تشمل إنهاء الحرب على قطاع غزة".
وقالت: "إسرائيل تزعم أن من شروطها للتقدم في المرحلة الثانية نزعَ سلاح حركة حماس في قطاع غزة، وخروج المقاومة من القطاع".
ولفتت المراسلة إلى أن "المتحدث باسم حماس قال إن الحديث عن خروج المقاومة من غزة أمرٌ سخيف".