تقول مصادر لبنانية رسمية للتلفزيون العربي إن لجنة صياغة الرد اللبناني على الورقة الأميركية أعدت صيغة شبه نهائية ستعرضها على الرئاسيات الثلاث لإبداء ملاحظاتهم عليها.
وأكدت المصادر، استمرار المحادثات مع حزب الله حتى صياغة رد موحد خلال 24 ساعة وتسليمه إلى الجانب الأميركي، موضحة أيضًا أن لبنان سيطالب في رده بضمانات بشأن تنفيذ إسرائيل بنود اتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي المحتلة.
ورغم عدم وضوح ماهية رد حزب الله، فإن تقارير لبنانية أشارت إلى رفضه إبرام أي اتفاق جديد، لافتًا إلى أن الحل يبدأ بتنفيذ إسرائيل التزامها بالاتفاق القائم.
وشدّد حزب الله على أن معالجة موضوع السلاح يكون ضمن إستراتيجية دفاعية وطنية بعيدًا عن الإملاءات الخارجية. في حين، قال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم إن المقاومة باقية ما بقي احتلال أراض لبنانية.
المؤشرات في بيروت تشير إلى أن لبنان ليس في وضع يرفض الورقة الأميركية، وتؤكد على عزمها تنفيذ القرار الأممي رقم 1701، لجهة حصر السلاح بيد الدولة، لكنها تشدّد أيضًا على أن موضوع السلاح يتم حله بالحوار، كما قال الرئيس اللبناني جوزيف عون في عدة مناسبات.
وكان رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام قد أشار في تصريحات سابقة إلى أن الدولة فككت أكثر من خمسمئة مخزن لحزب الله جنوب نهر الليطاني.
وتترقب بيروت مجيء المبعوث الأميركي توم باراك لتسيلمه ردًا رسميًا، ولسماع ما في جعبته بشأن الخيارات والحلول.
بالتزامن مع ذلك، صعّدت إسرائيل استهدافاتها وخروقها، حيث كثفت قصفها على جنوب لبنان خلال الأيام والساعات الماضية.
وأحصى لبنان أكثر من ثلاثة آلاف خرق إسرائيلي خلال نحو سبعة أشهر لاتفاق وقف إطلاق النار، ما أسفر عن نحو مئتي شهيد.
وتقول تقارير دولية إن الولايات المتحدة وإسرائيل ترفضان المناورة وشراء الوقت من حزب الله، وتصران على حسم أمر السلاح.
"جوهر الرد اكتمل"
تعليقًا على التطورات، يقول الكاتب السياسي جوني منيّر إن جوهر الرد اللبناني "قد اكتمل".
ويلفت منيّر في حديث للتلفزيون العربي من المتن الشمالي، إلى أن الرد استند على مشاورات مع حزب الله حصلت عبر خطين رئيسيين، الأول بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادة الحزب، والثاني بين رئيس الجمهورية وتلك القيادة.
ويضيف الكاتب السياسي أن الرد جاء بصيغة "القبول بنعم ولكن"، حيث يشير إلى وجود مسائل تتعلق بالانسحاب الإسرائيلي وبشأن إعادة الإعمار والأسرى الموجودين لدى إسرائيل.
وفيما يردف أن موقف حزب الله لم يكن سلبيًا، يلفت إلى أن الحزب لم يقل نعم لكنه في الوقت نفسه لم يقل لا.
"دبلوماسية هادئة"
من جانبه، يشير الباحث السياسي رضوان عقيل إلى وجود إجماع لدى الرؤساء الثلاثة في لبنان (الجمهورية والحكومة ومجلس النواب) للتوصل إلى رد موحد.
ويلفت في حديثه إلى التلفزيون العربي من بيروت، إلى أن بري سيناقش تفاصيل أكثر مع المبعوث الأميركي.
ويشرح أن حزب الله لا يقول إنه يعترض على الورقة، علمًا بأنها تضم مجموعة من النقاط التي يرفضها في الأساس ويعتبرها أشبه بصك استسلام، الأمر الذي لا يناسبه ولا يناسب أيديولوجيته.
ويردف أن الحزب يقول إنه لم يخسر قوته 100% رغم كل التحديات والضغوط، ما يعني أنه يتعاطى بدبلوماسية هادئة ويعوّل على حكمة الرؤساء الثلاثة في هذا الأمر.
ويعتبر أن "الورقة وصلت إلى المشارف النهائية وتحتاج إلى لمسات الأحد للتوصل إلى الطبعة النهائية وتسليم الجواب النهائي".
"إسرائيل تصر على نزع سلاح حزب الله بشكل كامل"
بدوره، يلفت الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، إلى أن الموقف الإسرائيلي يتطلع إلى أن يعيد ترتيب كل المشهد السياسي اللبناني.
كما يقول في حديثه للتلفزيون العربي من عكا: بالتأكيد هناك محاولات إسرائيلية لإثارة الفتنة في الداخل اللبناني.
ويشير إلى أنه في لبنان يجري التشديد على ضرورة الحصول على ضمانات أميركية لمستقبل الموقف الإسرائيلي.
ويردف أن "إسرائيل تصر أولًا على نزع سلاح حزب الله بشكل كامل، وثانيًا الاستمرار في نهج المراقبة والمعاقبة للحزب".
ويعتبر أن الموقف الإسرائيلي سيستمر لأنه يحظى بضوء أخضر أميركي.
