أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، أنه أصدر توجيهاته للبدء فورًا بمفاوضات لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين في قطاع غزة، وذلك ردًا على اقتراح جديد عرضه الوسطاء.
وذكر نتنياهو في مقطع مصور وزعه مكتبه: "أعطيت تعليماتي للبدء فورًا بمفاوضات لإطلاق سراح جميع رهائننا وإنهاء الحرب وفق الشروط المقبولة لإسرائيل"، حسب قوله.
لكن نتنياهو لم يشر إلى الاقتراح الأخير الذي عرضه الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) من أجل هدنة في غزة يرافقها الافراج عن أسرى. ووافقت حركة حماس الإثنين على هذا المقترح الذي يتوافق مع ما قدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
"مرحلة حسم إسرائيلية"
وأضاف نتنياهو: "نحن في مرحلة الحسم. جئت اليوم إلى قيادة فرقة غزة للموافقة على الخطط التي عرضها عليّ وزير الدفاع وجيش الدفاع للسيطرة على مدينة غزة وتحقيق النصر على حماس".
وجاءت تصريحاته غداة إقرار إسرائيل خطة عسكرية لاحتلال مدينة غزة، مع استدعاء 60 ألف جندي احتياط، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعانيها أكثر من مليوني شخص في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وأفادت مراسلة التلفزيون العربي في القدس المحتلة كريستين ريناوي بأن نتنياهو جاء إلى مقر القيادة الجنوبية "للتصديق على خطط السيطرة على مدينة غزة والقضاء على حركة حماس".
ووفقًا للمراسلة، لا يزال نتنياهو يصرّ على وصف ما يجري بأنه "سيطرة" وليس "احتلالًا". وقد أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن تجنّب استخدام مصطلح "الاحتلال" يعود إلى التخوّف من الالتزامات التي قد تترتب على إسرائيل في حال اعترفت به، إذ سيتعيّن عليها حينها توفير الاحتياجات الأساسية للسكان الواقعين تحت الاحتلال.
ومنذ أيام، ينتظر الوسطاء ردًا رسميًا من تل أبيب على أحدث مقترحات وقف إطلاق النار، بعد أن أبدت حركة حماس موافقتها على الخطة.
في مقابل ذلك، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول رفيع قوله: "لن نرسل وفدًا تفاوضيًا إلى الدوحة أو القاهرة حاليًا".
كما ذكرت القناة أن مسؤولين "تحدثوا إلى نتنياهو مؤخرًا حصلوا على انطباع أنه معني بصفقة والحفاظ على عودة الحرب".
صحة غزة ترفض أوامر الإخلاء الإسرائيلية
في سياق متصل، رفضت وزارة الصحة في غزة أمرًا أصدره الجيش الإسرائيلي بإخلاء المستشفيات الواقعة في مدينة غزة نحو جنوب القطاع، تمهيدًا لهجوم إسرائيلي وشيك.
وأعربت الوزارة في بيان "عن رفضها لأي خطوة من شأنها تقويض ما تبقى من النظام الصحي بعد عملية التدمير الممنهج التي قامت بها سلطات الاحتلال"، مناشدة المؤسسات الدولية والأممية بـ"حماية ما تبقى من النظام الصحي وتوفير كل الموارد اللازمة لإنقاذ الأرواح".
وشددت الوزارة على أهمية تقديم الخدمات الصحية لجميع المواطنين في كل أماكن تواجدهم "كحق كفلته كل الشرائع".
وكان الجيش الإسرائيلي بدأ بإبلاغ الطواقم الطبية ومنظمات الإغاثة في شمال غزة بضرورة الشروع في إعداد خطط إجلاء، تمهيدًا لعملية عسكرية للسيطرة على المدينة.