أفاد موقع "واللا" الإخباري العبري، اليوم الأحد، بانتحار جندي احتياط إسرائيلي جراء تداعيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ 21 شهرًا.
وقال الموقع إن "الجندي دانيئيل أدري (24 عامًا)، الذي خدم في صفوف قوات الاحتياط في غزة ولبنان، أنهى حياته بعد معاناة طويلة مع الصدمات النفسية، وفقدان اثنين من أصدقائه في هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023".
وذكر أن "أدري" جرى العثور عليه ميتًا في غابة قرب مدينة صفد الشمالية، بعد محاولات متكررة للحصول على علاج نفسي، دون جدوى.
ولم يحدّد الموقع متى عثر على جثة الجندي القتيل، لكنه نقل عن والدته قولها: "لم يعد يحتمل، وكان يشكو من رؤى متكررة لجثث القتلى وروائح الموت".
وبحسب المصدر ذاته، تطالب عائلة الجندي بأن يُدفن في جنازة عسكرية "تقديرًا لخدمته"، إلا أن السلطات لم توافق على ذلك على الفور.
إحصائيات وتوثيقات
وأشار الموقع إلى تزايد الجنود الذين يُقدِمون على الانتحار بسبب تداعيات حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، بينما قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، إن 21 عسكريًا إسرائيليًا أنهوا حياتهم خلال عام 2024.
وفي مايو/ أيار الماضي، قالت صحيفة "هآرتس" الخاصة إنّ 42 عسكريًا أقدموا على الانتحار منذ بداية حرب الإبادة على غزة في أكتوبر 2023.
وبحسب آخر إحصائية كشف عنها الجيش الإسرائيلي في يناير/ كانون الثاني الماضي، فإن 28 عسكريًا قتلوا منذ اندلاع حرب الإبادة على قطاع غزة في حوادث وصفت بأنها "انتحار مشتبه به".
واللافت أنه لتعويض النقص الكبير في عدد الجنود، أقدم الجيش الإسرائيلي على تجنيد مصابين بأمراض نفسية واضطرابات ما بعد الصدمة في قوات الاحتياط، على ما كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية في مايو/ أيار الفائت.
ووفقًا لمعطيات وزارة الأمن الإسرائيلية، يتلقى العلاج في قسم إعادة التأهيل 78 ألفًا من جميع حروب إسرائيل، بعضهم تجاوز سن الثمانين.
ومن بين هؤلاء، هناك 26 ألف مصاب نفسيًا، منهم نحو 11 ألفًا مُعترف بهم كمصابين باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
وفيما يتعلق بالحرب الحالية، يُعالج القسم أكثر من 17 ألف مصاب، من بينهم نحو 9 آلاف مصاب نفسي "ما يعكس الأبعاد النفسية العميقة والمتزايدة للصراع الجاري"، وفق "هآرتس".