أعلن ثلاثة من قادة طالبان أن الحركة المسلحة غيرت استراتيجيتها من استهداف مناطق ريفية ونائية في أفغانستان إلى الهجوم على مدن في الأقاليم ردًا على تزايد الضربات الجوية الأميركية بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها ستضع حدًا لأطول حرب خاضتها.
تزامنًا، أشارت موسكو إلى أن هجوم الحركة في أفغانستان "يفقد زخمه تدريجيًا" مع حاجتها للموارد اللازمة للاستيلاء على مدن كبرى.
طالبان تغيّر استراتيجيتها
وكثّفت طالبان من حملتها التي تهدف لإلحاق الهزيمة بالحكومة المدعومة من الولايات المتحدة مع استكمال القوات الأجنبية انسحابها بعد صراع استمر 20 عامًا.
وقال قائد عسكري أميركي في المنطقة في الشهر الماضي إن الولايات المتحدة زادت من وتيرة الضربات الجوية لمواجهة الهجمات المتزايدة من طالبان وهي خطوة نددت بها الحركة.
وازدادت حدة المعارك بشكل واضح داخل مدينة هرات قرب الحدود الغربية مع إيران وفي لشكركاه عاصمة إقليم هلمند في الجنوب الغربي وقندهار في الجنوب.
وقال القادة الثلاثة من طالبان، بعد أن طلبوا عدم ذكر أسمائهم، لـ"رويترز" إنهم يركزون حاليًا على السيطرة على هرات وقندهار وأعينهم على لشكركاه.
وأضاف أحدهم وهو موجود في قندهار "الملا يعقوب قال إن الولايات المتحدة أخلت بالتزاماتها فلماذا على طالبان أن تضطر للالتزام بالاتفاق؟".
وأشار إلى أن حجة القادة العسكريين تغلّبت على حجة المكتب السياسي للحركة في هذا الشأن.
في المقابل، قال مفاوض طالبان سهيل شاهين إن الحركة مستمرة في سياستها المتعلقة بالسيطرة على المناطق الريفية وتطبيق الشريعة الإسلامية هناك أكثر من التركيز على المدن.
روسيا: هجوم طالبان يفقد قوته تدريجيًا
في غضون ذلك، نقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الروسية قوله، اليوم الخميس، إن هجوم حركة طالبان في أفغانستان "يفقد زخمه تدريجيًا" مع حاجة الحركة للموارد اللازمة للاستيلاء على مدن كبرى.
واستشهد ألكسندر فيكانتوف، نائب مدير إدارة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية، بوقائع تمكنت فيها قوات الحكومة الأفغانية من استعادة بعض المناطق التي استولت عليها طالبان الشهر الماضي، رغم أنه أضاف أن نشاط مسلحي الحركة كان ملحوظًا الشهر الحالي قرب مراكز إقليمية كبيرة.
وقال "تحتاج طالبان إلى موارد من أجل السيطرة على المدن الكبرى بما في ذلك العاصمة كابول. هجومها يفقد زخمه تدريجيًا".
وأضاف أن روسيا ستستمر في الضغط من أجل إجراء محادثات سلام.
العنف في أفغانستان
ومنذ مايو/ أيار الماضي، تصاعدت أعمال العنف في أفغانستان، بالتزامن مع بدء انسحاب الجيش الأميركي من البلاد، المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/ آب الجاري.
وسيطرت طالبان بعد ذلك، على مناطق ريفية شاسعة ومعابر حدودية رئيسية، وتخوض في الأيام الأخيرة معارك شرسة ضد القوات الأفغانية في محاولة للسيطرة على مدن رئيسية.