طالبوا بلجنة تحقيق.. سكان حي التضامن يقفون على أطلال أحبة قتلهم النظام
بعد سقوط نظام بشار الأسد، عادت عائلات سورية مهجّرة إلى حي التضامن جنوبي دمشق، الذي شهد إحدى أبشع المجازر التي ارتكبها النظام في قمعه للثورة السورية.
وأشار مراسل التلفزيون العربي عدنان جان، إلى أن من فقدوا أفرادًا من عائلاتهم يتوجّهون إلى موقع مجزرة الحفرة في حي التضامن، والتي هزّت صورها العالم.
وفقد أثر الآلاف من أبناء حي التضامن، وتحوّلت أنظار الأهالي إلى معتقلات النظام بعد سقوطه.
مجزرة حي التضامنولفت مراسلنا إلى أن مجزرة التضامن لم تنفذ في موقع الحفرة فقط، بل في أكثر من موقع داخل الحي، وراح ضحيتها الآلاف من أبنائه.
ويطالب السكان بتشكيل لجنة تحقيق لكي تستخرج الجثث التي دُفنت في الحي بعد حرقها، فيما وُجد نفق في مسجد عثمان بن عفان وفي داخله عدد من الجثث.
ويقول الأهالي إن النقيب أمجد يوسف، الذي ينتمي إلى شعبة المخابرات العسكرية في جيش النظام السوري، ارتكب مجزرة راح ضحيتها أكثر من 280 شخصًا.
دمار وآلاف المفقودينووثّقت كاميرا التلفزيون العربي موقع المجزرة، وظهرت آثار الدمار في شوارع هذا الحي ومبانيه.
وروى أحد السكان أن جيش النظام ارتكب سلسلة مجازر في حي التضامن، وكشفت سيدة أن 11 شخصًا من عائلتها فُقدوا ولا تعرف مصيرهم.
كما أشار مراسل التلفزيون العربي عدنان جان، إلى أنه بدوره نشأ وترعرع في حي التضامن، وأن جيرانه عن عداد المفقودين.
ويقع حي التضامن عند المدخل الجنوبي لدمشق، حيث يفصل بين وسط العاصمة ومخيم اليرموك، الذي قطنه فلسطينيون وسوريون.
وكان تحقيق نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية قد كشف جزءًا من تفاصيل مجزرة حي التضامن، التي ارتكبت في وضح النهار خلال 25 دقيقة في 16 أبريل/ نيسان 2013، وشهدت إعدام 41 مدنيًا سوريًا وفلسطينيًا بدم بارد.
وأظهرت اللقطات المسرّبة بعدسة عناصر الأمن أنفسهم، الحفرة التي قُذف فيها الضحايا واحدًا تلو الآخر تمهيدًا لدفنهم في مقبرة جماعية، ثم سكب القتلة الوقود على الجثث الهامدة وأشعلوا النار فيها، وربما كان بعضهم لا يزال حيًا.
"حفرة الموت"وفي وثائقي "حفرة الموت"، الذي أعدّه التلفزيون العربي وعُرض في يونيو/ حزيران 2022، أشار حاتم الدمشقي، رئيس المجلس السابق لحي التضامن، إلى الخصوصية التي ميزت الحي وجنوب دمشق لدى النظام.
وأفاد بأن هذا الأخير لم يتوقع خروج أهالي حي التضامن ضده، وهو الأقرب إلى دمشق، مشيرًا إلى أن المجازر والإعدامات الميدانية التي ارتكبت في هذا الحي كانت تنفذ بطريقة ممنهجة.
وأوضح أن أمجد يوسف كان المشرف الأساسي على تدمير أبنية حي السليخة في حي التضامن، والجزار الحقيقي الذي كان يقود معظم المعتقلين عبر الحواجز باتجاه الأبنية المحيطة بصالة الحسناء، ويقوم إما بتصفيتهم أو بإرسالهم إلى أفرع معينة.
وأمجد يوسف الذي أوكلت إليه مسؤولية تأمين حي التضامن بين العامين 2011 و2018، هو الفاعل الرئيسي في المجزرة، ومعه زميله نجيب الحلبي.
وعرض التلفزيون العربي تسجيل محادثات عبر الإنترنت تبيّن اعترافات كثيرة تم تسجيلها في فترات مختلفة، اعترف خلالها يوسف بدوره في سنوات الثورة. كما وثقت شهادات تورط آخرين في المجزرة.
كما حصل التلفزيون العربي على تسجيل صوتي للعقيد جمال الخطيب، المسؤول المباشر عن أمجد يوسف، يعترف فيه عن مسؤوليته عن مجزرة التضامن.