الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

طرح قديم جديد.. هل يمكن تعليق عضوية تركيا في حلف الناتو؟

طرح قديم جديد.. هل يمكن تعليق عضوية تركيا في حلف الناتو؟

Changed

تقرير حول الرفض التركي لانضمام السويد وفنلندا إلى الناتو (الصورة: غيتي)
يمثل اعتراض أنقرة تحديًا حقيقيًا لاحتمال انضمام فنلندا والسويد للحلف، إذ لا بد من موافقة جميع أعضاء الناتو لقبول أعضاء جدد في الحلف.

حال الرفض التركي لانضمام فنلندا والسويد لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، دون بدء المحادثات بين أعضاء الحلف، حتى الآن، للبتّ في طلبي البلدين الإسكندنافيين، اللذين اتخذا خطوتهما المشتركة بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وتتهم أنقرة ستوكهولم وهلسنكي بإنتهاجهما موقفًا متساهلًا مع "حزب العمال الكردستاني" وحركة الداعية فتح الله غولن، واستضافة عشرات ممن ينتمون إلى جماعات إرهابية، وأنهما رفضا تسليم أي مشتبه بهم للسلطات التركية.

ورغم أن النقاشات ما زالت مستمرة في هذا الشأن، تتزايد التساؤلات عما إذا كان إخراج تركيا من الحلف خيارًا ممكنًا إذا أصرّت أنقرة على موقفها.

واعتبرت مجلة "نيوزويك" الأميركية أن الوضع يتجه إلى طريق مسدود، مشيرة إلى أن اعتراض أنقرة يمثّل تحديًا حقيقيًا لاحتمال انضمام فنلندا والسويد للحلف، إذ لا بد من موافقة جميع أعضاء الناتو لقبول أعضاء جدد في الحلف.

هل يمكن للناتو تعليق عضوية تركيا؟

وأوضحت "نيوزويك" أن هذه ليست المرة الأولى التي يتمّ الحديث فيها عن إخراج تركيا من الناتو.

فقد طُرحت الفكرة لأول مرة، عام 2016، حين قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ "قمع المعارضة" بعد محاولة انقلاب فاشلة.

وعام 2019، بعدما دخلت القوات التركية شمال شرق سوريا، طرح السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، تعليق عضوية أنقرة في "الناتو"، إذا هاجمت القوات التركية القوات الكردية التي ساعدت الولايات المتحدة في تدمير خلافة "تنظيم الدولة".

وحينها، فرضت السويد وفنلندا عقوبات على أنقرة لا تزال سارية المفعول حتى الآن.

وأوضحت المجلة أن "الناتو" ليس لديه خيار تعليق العضوية أو طرد الأعضاء، ولكن، في الوقت نفسه، يمكنه تبنّي خيارات لها تأثير مشابه في حال انتهاك دولة عضو المبادئ الواردة في اتفاقية الحلف، وبالأخص مبدأ الفشل في حماية حرية شعبها، وديمقراطية البلاد، وسيادة القانون. وأشارت إلى أنه في هذه الحالة يمكن لأعضاء الناتو أن يقرروا بالإجماع التوقف عن مساعدة هذا الحليف.

شريك استراتيجي مهم

أستاذ العلوم السياسية في جامعة ميشيغان رونالد غريغور سوني، رجّح في حديث للمجلة، أن "لا يتخذ الناتو مثل هذه الخطوة الجذرية التي من شأنها أن تبعد تمامًا مثل هذا الحليف الاستراتيجي".

وأشار سوني إلى أن تركيا "لعبت دورًا هامًا طوال الحرب الباردة، وحتى خلال الفترة الماضية، بسبب موقعها الجغرافي.. وأن موقعها على طول المضيق في الأناضول، جنوبي روسيا وشمالي الشرق الأوسط، يجعلها شريكًا استراتيجيًا أكثر أهمية بكثير من دول عديدة".

واعتبر أن أردوغان يدرك تمامًا القيمة الهامة لتركيا في التحالف، ولهذا "يسعى للحصول على مكاسب من عضوية فنلندا والسويد"، مؤكدًا أن أنقرة "ليست جادة في رفضها، وبالنهاية ستوافق على عضوية فنلندا والسويد في الناتو، ولكن أردوغان سيحصل على شيء ما، أكانت أسلحة معينة من الولايات المتحدة أو بعض التنازلات الأخرى".

من جهته، قال مراد يشلتاش، مدير الدراسات الأمنية في مؤسسة سيتا لـ"العربي"، إن أنقرة "لن ترفض بشكل قاطع انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف"، مضيفًا أنه في حال قام البلدان بطمأنة المخاوف التركية، فلن تكون هناك مشكلة في الموافقة على انضمامهما إلى الناتو.

والخميس، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، في مؤتمر في كوبنهاغن: "بالتأكيد نتعامل مع المخاوف التي أعربت عنها تركيا من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن طريقة المضي قدمًا".

والجمعة، أعلن الرئيس التركي أنه سيتحدث هاتفيًا، اليوم السبت، مع ستولتنبرغ، مضيفًا أنه "يواصل دبلوماسية الهاتف"، مكررًا رفضه لانضمام دول تأوي "إرهابيين"، إلى حلف شمال الأطلسي.

ورأت المجلة أن اعتراض تركيا على انضمام فنلندا والسويد إلى حلف "الناتو" يلعب دورًا في ما يريده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نظرًا لأن الكرملين هدّد كلا البلدين بعدم الانضمام إلى الحلف.

لكن سوني قال إن تحالف أردوغان "غير المستقر تاريخيًا" مع بوتين لا علاقة له برفض الرئيس التركي.

وأضاف سوني: "أردوغان وبوتين كلاهما واقعي، وسيفعلان ما هو ضروري لتعزيز موقفهما داخل دولتيهما".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close