الخميس 28 مارس / مارس 2024

طرد الصحافيين بتهمة معاداة السامية.. قرار مهني أم انحياز لإسرائيل؟

طرد الصحافيين بتهمة معاداة السامية.. قرار مهني أم انحياز لإسرائيل؟

Changed

فقرة من برنامج "شبابيك" تتساءل عن مدى احترام المؤسسات الإعلامية الأجنبية لمبدأ حرية التعبير (الصورة: وسائل التواصل)
اعتبرت قناة "فرانس 24" أن قرارها يأتي ضمن سياسة مكافحة التمييز، علمًا بأن بعض الصحافيين الذين شملهم القرار تعود التغريدات المنسوبة إليهم إلى أكثر من 10 أعوام.

من جديد، تعود معاداة السامية إلى الواجهة، وهذه المرة مع مؤسسة إعلامية فرنسية، بحيث فجأة ودون سابق إنذار، أوقفت مؤسسة "فرانس 24" أربعة من الصحافيين العاملين معها عن العمل بحجة تغريدات وتصريحات معادية للسامية.

فبعد ضغط مجموعات إسرائيلية على القناة تلتحق المؤسسة الفرنسية بزميلتها دويتشه فيله DW الألمانية، والتي فصلت خمسة صحافيين عاملين لديها في العام 2022.

واعتبرت قناة "فرانس 24"، أن قرارها يأتي ضمن سياسة مكافحة التمييز، علمًا بأن بعض الصحافيين الذين شملهم القرار تعود التغريدات المنسوبة إليهم إلى أكثر من 10 أعوام، وتم نشرها من قبل مركز "سيمون فيزنتال"، وأوقفت عملهم حتى الانتهاء من التحقيق دون أي تعليق من الصحافيين بعد.

لكن وفور شيوع الخبر بدأ الجمهور والمتابعون بحملة ضغط على هذه القناة، وذلك بهدف العدول عن قرارها وعدم الرضوخ لأي ضغوط إسرائيلية.

وأتت حملات الضغط هذه تزامنًا مع حملات على الضفة الأخرى إنصافًا للمذيع البريطاني والرياضي المشهور غاري لينيكر الذي أبعد عن عمله بسبب دعمه اللاجئين، قبل أن يعلن عودته دون تراجع عن موقفه.

فانتصار لينيكر للحرية الإعلامية لم يكن الأول، حيث نجح الصحافيان مرام سالم وزاهي علاوي في الحصول على قرار قضائي بعودتها إلى العمل.

في غضون ذلك، نجحت حملة التضامن بالوصول لمئات الآلاف، إذ وصلت إلى أكثر من 1,5 مليونًا، في حين بلغت التعليقات 495 ألفًا، أما المشاركات فبلغت 192 ألفًا، في حين سُجلت أمس ذروة التفاعل.

"إملاءات إسرائيلية"

وفي هذا الإطار، توضح الصحافية ميساء عبد الخالق أن كل من يعترض على "سياسات القمع بحق الشعب الفلسطيني يعتبر معاديًا للسامية"، مشيرة إلى أن قضية الصحافيين الأربعة في قناة "فرانس 24" تندرج في هذا السياق.

وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة اللبنانية بيروت، تشير إلى أن مركز "سيمون فيزنتال" يعبر عن نفسه بأنه يتصدى لمعاداة السامية، ولكنه في الوقت نفسه يقول إنه يقف إلى جانب إسرائيل ويدافع عن اليهود كما يعطي دروسًا في الهولوكوست للأجيال المقبلة.

وترى عبد الخالق أن الادعاء وتوقيف عمل هؤلاء الصحافيين جاء وسط إملاءات للصهيونية من خلال مواقع تابعة لها، و"سيمون فيزنتال" أحد هذه المراكز.

وبشأن قانونية هذه الخطوة ، وحول ما إذا كانت متعلقة بسياسات هذه المؤسسات كفرانس 24 ودوتشيه فيليه، أم أنها متعلقة في الأساس بسياسات دول، تؤكد عبد الخالق أن الصحافيين لم يخرجوا عن أصول المهنية والموضوعية، مشيرة إلى أن على القناة أن تعاقبهم وتوقفهم عن العمل في حال خروجهم عن الموضوعية في إطار التغطيات التي يقومون بها.

وفيما تعتبر أن هذه الإجراءات تأتي في إطار مصادرة الفكر والحرية وما يصب في خدمة الصهيونية، تبين أن تغريدات الصحافيين الأربعة كانت قبل التحاقهم بالعمل بسنوات.

وتشير عبد الخالق إلى هناك بعض المؤسسات تقوم بالدفاع عن الصحافيين، متسائلة إلى أي مدى يتم الاستجابة لها، في ظل وضع إملاءات على هذه المؤسسات من أجل الكيل بمعيارين.

من جهته، يوضح أستاذ دراسات بيت المقدس بجامعة الـ29 مايو باسطنبول عبد الله معروف، أن إسرائيل تحاول أن تجعل مفهوم معاداة السامية مرتبطًا بفكرة معاداة الصهيونية، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي نادى في مختلف دول العالم بضرورة أن تكون معاداة الصهيونية مساوية لمعاداة السامية.

ويرى أن الصحافيين يتعاملون مع المواضيع الشائكة من خلال مؤسسات تخضع أساسًا لحكومات، تحاول أن توازن بين صورتها كديمقراطيات ودعمها اللامحدود لإسرائيل.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close