Skip to main content

طفلك يستخدم الذكاء الاصطناعي في الدراسة.. كيف توجهه بشكل صحيح؟

السبت 23 أغسطس 2025
ينصح الخبراء باستخدام الذكاء الاصطناعي للتدريس والعصف الذهني - غيتي

مع عودة الأطفال إلى المدارس، من المرجّح أنهم يخططون لاستخدام الذكاء الاصطناعي لإنجاز واجباتهم المدرسية.

ووفقًا لاستطلاع أجراه مركز "بيو" للأبحاث عام 2024، فقد تبين أن 26% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا استخدموا "تشات جي بي تي" في أداء واجباتهم المدرسية.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت روبوتات المحادثة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي أكثر انتشارًا، مما يعني أن النسبة قد تكون أعلى اليوم.

الاعتماد على الذكاء الاصطناعي

ويرى أحد الأساتذة الجامعيين أن اعتماد الطلاب على روبوتات المحادثة لكتابة أبحاثهم يُعد شكلاً من أشكال الغش، لأنه يعيق عملية التعلم ويمنعهم من تطوير مهاراتهم الفكرية.

ويؤكد أن ضعف أدوات كشف المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي يجعل من الصعب على المعلمين التحقق من مدى استخدام هذه التقنية في الأعمال الأكاديمية.

ولهذا السبب، من الضروري أن يتحدث الآباء مع أطفالهم حول متى يجب، ومتى لا يجب، استخدام الذكاء الاصطناعي خلال هذا العام الدراسي.

ويقول روبي تورني، المدير الأول لبرامج الذكاء الاصطناعي في منظمة "كومون سينس ميديا"، وهي مؤسسة غير ربحية تُعنى بتوفير خيارات إعلامية صحية للأطفال: "تأكدوا من أن أطفالكم يستخدمون الذكاء الاصطناعي كأداة تعليمية، وليس كطريق مختصر".

كيف تفعل ذلك؟

استخدم الذكاء الاصطناعي للتدريس لا للتفكير أو الكتابة

ابدأ بالحديث مع أطفالك عن الهدف الحقيقي من التعليم، والذي يجب أن يكون "التعلم والنمو"، كما يقول تورني. فإذا قام الذكاء الاصطناعي بإنجاز العمل نيابة عنهم، فإنه "يسلبهم تلك الفرصة".

ومع ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعدهم على التعلم. ويقترح تورني استخدامه كمدرّس خاص: "يمكن أن يكون رائعًا في شرح المفاهيم الصعبة أو مساعدتهم عندما يشعرون بالتعثر، لكن التفكير والعمل الأصلي يجب أن يكون من إنتاجهم الشخصي".

غالبًا ما تقدّم روبوتات المحادثة معلومات غير صحيحة - غيتي

كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في توليد الأفكار، لكن يجب على الطلاب أن يتولوا مهمة التفكير والكتابة بأنفسهم بعد ذلك.

ومن المهم شرح سبب أهمية هذه القواعد. ويقول تورني: "عقولنا تشبه العضلات، والأطفال لن يكتسبوا المهارات ما لم يمارسوها بأنفسهم".

ويضيف أن من الأفضل الاتفاق على هذه الحدود قبل أن يبدأ الأطفال باستخدام الذكاء الاصطناعي، ثم "المتابعة بشكل منتظم" للتأكد من أن هذه الأدوات لا تحل محل عملية التعلم الحقيقية.

لا تصدّق كل ما يقوله الذكاء الاصطناعي

غالبًا ما تقدّم روبوتات المحادثة معلومات غير صحيحة. يُطلق على ذلك اسم "الهلوسة"، وهو أمر شائع الحدوث.

وفي أحيان أخرى، تغفل هذه الروبوتات عن بعض الحقائق، لذلك، من المهم ألّا نأخذ إجابات الذكاء الاصطناعي على محمل الثقة، بل نعلّم الأطفال كيف يتحققون من صحة المعلومات التي يتلقونها.

ومن المفيد أن يقوم الآباء بهذه التجارب مع أطفالهم. ولا ينبغي أن يشعروا بالخوف أو التردد لمجرد أنهم لا يفهمون تمامًا كيفية عمل الذكاء الاصطناعي، فمعظم الناس لا يفعلون.

ويقول تورني: "لا تحتاج لأن تكون خبيرًا في الذكاء الاصطناعي لتساعد أطفالك على استخدامه بحكمة. المشاركة في طرح الأسئلة والاستكشاف معهم يمكن أن يعلّمهم المهارات التي سيحتاجونها في المستقبل".

وهذا أمر مهم، لأن روبوتات المحادثة، شئنا أم أبينا، ستبقى جزءًا من حياتنا. ويضيف تورني: "الوصول إلى المعلومات عبر واجهات الذكاء الاصطناعي سيصبح أمرًا شائعًا لدى الأطفال، تمامًا كما أصبح الإنترنت مصدرًا أساسيًا للمعلومات لديهم".

الذكاء الاصطناعي مفيد في الدراسة لا النصائح الشخصية

من الضروري أيضًا تعليم الأطفال ألّا يلجؤوا إلى روبوتات المحادثة للحصول على نصائح شخصية أو مشاركة معلوماتهم الخاصة معها.

ويقول تورني إن الأطفال قد ينسون بسهولة أن روبوتات المحادثة هي مجرد تقنية. "نعلم أن الأطفال الأصغر سنًا غالبًا لا يستطيعون التمييز بين الخيال والواقع، مما يجعلهم أكثر عرضة للاعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي شخص حقيقي أو صديق".

ومن بين المخاوف أن بعض روبوتات المحادثة، التي تم تدريبها على إجراء محادثات رومانسية، قد تنخرط في حديث جنسي مع الأطفال، أو تقدم لهم نصائح ضارة، أو تشجعهم على أفكار سلبية، أو حتى تحل محل علاقاتهم الاجتماعية الحقيقية.

ينصح الخبراء بوضع قواعد واضحة لاستخدام روبوتات المحادثة داخل الأسرة - غيتي

لذا، من الجيد تذكير الأطفال بأن الذكاء الاصطناعي ليس بشريًا. وإذا قدّم الروبوت إجابة توحي بعكس ذلك، يمكن للوالدين أن يقولوا شيئًا مثل: "هل لاحظت كيف قال الذكاء الاصطناعي: 'أعجبتني فكرتك؟' هذه مجرد برمجة. الذكاء الاصطناعي لا يفكر في فكرتك على الإطلاق".

كما أن الأطفال قد يشاركون معلومات خاصة عن غير قصد عبر روبوتات المحادثة، كما يحذّر تورني. فإذا قام الطفل برفع صورة لمنزلك، واستخدمها النظام ضمن مجموعة التدريب، فقد تظهر لاحقًا لمستخدمين آخرين. لذلك من المهم التحدث معهم حول سبب عدم مشاركة أي معلومات شخصية مع أدوات الذكاء الاصطناعي.

ضعوا قواعد واضحة لاستخدام روبوتات المحادثة

ينصح تورني بالسماح للأطفال باستخدام روبوتات المحادثة في أماكن مثل غرفة المعيشة، وليس في غرف النوم حيث لا يمكن مراقبتهم.

كما يقترح تحديد أوقات خالية من التكنولوجيا، مثل وقت تناول الطعام وقبل النوم، لا يُسمح فيها باستخدام أي أجهزة.

المصادر:
ترجمات
شارك القصة