الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

طفل لم يكبر واحتلال لم يُحاسَب بعد.. 21 عامًا على استشهاد محمد الدرة

طفل لم يكبر واحتلال لم يُحاسَب بعد.. 21 عامًا على استشهاد محمد الدرة

Changed

محمد الدرة ووالده جمال
لقطات العدوان على جمال الدرة ونجله محمد بثّتها إحدى القنوات الفرنسية في الثلاثين من سبتمبر عام 2000 (غيتي)
يشدّد والد محمد الدرة على وجوب محاسبة إسرائيل على جريمة إعدامها لطفله، وعلى جميع الجرائم، والمجازر التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني.

كما في صورته الأيقونية التي عُدّت تجسيدًا للعدوان الإسرائيلي، ظلّ الطفل محمد الدرّة في الحادية عشرة من عمره ولم يكبر. 

بمرور 21 عامًا على استشهاده، ما زال محمد طفلًا، وفي الأذهان صورته محتميًا في خاصرة والده بقطاع غزة خلف برميل إسمنتي لم يتمكن من صدّ رصاصات الاحتلال.

بدا محمد في اللقطات، التي بثّتها إحدى القنوات الفرنسية في الثلاثين من سبتمبر/ أيلول عام 2000 مع احتدام المواجهات إبان انطلاقة "الانتفاضة الثانية"، ثم تناقلتها من بعدها الشاشات من حول العالم، مذعورًا.

"ليش بيطخوا علينا"، سأل والده مستفسرًا عن سبب استهدافهم مباشرة، فكان الردّ صامتًا بمزيد من محاولات الحماية التي لم تنجح؛ فأصابته رصاصة في رجله وأردته أخرى، وصرخ والده: "مات الولد مات الولد".

هكذا التحق محمد، الذي وُلد في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني لعام 1989، وعلى المستوى الوطني بلائحة الشهداء الفلسطينيين الأطفال؛ التي انضم إليها من بعده فارس عودة ومحمد أبو خضير وعلي دوابشة وحمزة نصار وآخرون...

"ماذا ليفعل في الكبر؟"

لو قُدّر لمحمد الدرة أن يعيش طويلًا "ماذا كان ليفعل في الكبر؟"، إن راود هذا السؤال من عرفوا محمد أو آلمتهم إنسانيتهم أمام وحشية مقتله، فإنه جاء أيضًا على لسان أحد جنود الاحتلال ذات يوم قبل استشهاده.

يروي الوالد جمال أن جنديًا إسرائيليًا دخل إلى منزل العائلة في أحد أيام حظر التجول، فباغته محمد بأن أخذ السلاح من كتفه.

وإذ يشير إلى أن الجندي استنفر بعد أن هاله إقدام الطفل على ذلك، ينقل عنه سؤاله: "هذا لما يكبر إيش بدو يصير؟".

وبعد اليوم الذي خرج فيه برفقة والده بحثًا عن سيارة للعائلة فلم يجدها واستشهد بطريق العودة، لم يُضف إلى سنوات عمر محمد عمرًا، ولم يعد إلى مقعده في مدرسة مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة.

والده نجا، لكن ذاكرته التي ما زالت تحفظ تفاصيل العدوان وصوت طفله مرددًا: "أُصبت أُصبت"، ظلّت مثقلة بأهوال الجريمة. وهو يستعيد تفاصيلها ليخبر العالم عن وحشية الاحتلال، الذي حاول التغطية على استهداف محمد بأن رمى قنبلة باتجاههما فعاكسها القدر.

والوالد جمال يشير إلى أن عدوان الاحتلال ظل يلاحق عائلته، كاشفًا أنها كانت في مرمى اعتداءاته في حرب العام 2008-2009 عندما دُمر منزلها بالكامل.

وفي حرب العام 2014 التي شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة، قُصف المنزل بعدة قذائف.

جمال الدرة يخوض وحيدًا معركة قانونية

في حديثه إلى وكالة "الأناضول"، يشدّد جمال الدرة على وجوب محاسبة إسرائيل على جريمة إعدامها لطفله، وعلى جميع الجرائم، والمجازر التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني.

وإذ يعبّر عن أسفه لما وصفه "بفشل المؤسسات الفلسطينية الرسمية، في الانطلاق من قضية ابنه لإدانة إسرائيل على جرائمها في المحكمة الجنائية الدولية"، يوضح أنه بدأ "خوض معركة قانونية وحيدًا في المحاكم الفرنسية، وبدون مساندة أي مسؤول عربي أو فلسطيني".

بالنسبة لجمال الدرة القضية ليست "شخصية مرتبطة بعائلة الدرة فقط، إنما هي قضية الكل الفلسطيني، وقضية الشهداء والمجازر التي ما زال يرتكبها الكيان الصهيوني".

المصادر:
العربي، الأناضول

شارك القصة

تابع القراءة