طلبت تجنب تشريد المدنيين.. هل تغير موقف واشنطن من حرب غزة؟
نقلت وكالة "رويترز" عمّن وصفتهم بمسؤولين أميركيين كبار أن واشنطن تطلب من إسرائيل أن تولي اهتمامًا أكبر لحماية المدنيين والحدّ من الإضرار بالبنية التحتية، إذا شنّت هجومًا في جنوب قطاع غزة لتجنب المزيد من عمليات النزوح، التي سيصعب على الجهود الإنسانية مواجهتها.
وطيلة 48 يومًا شنّ الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على القطاع الفلسطيني المحاصر أسفر عن استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني، وفق آخر حصيلة معلنة.
وأدى العدوان إلى تشريد أعداد هائلة من الفلسطينيين، الذين أجبرهم القصف الإسرائيلي على النزوح، وسط أزمة إنسانية متفاقمة.
وبحسب تقرير صدر في وقت سابق من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فإن 1.7 مليون فلسطيني نزحوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
ويوم الجمعة الماضي بدأت هدنة إنسانية مؤقتة استمرت لأربعة أيام قبل أن يتم تمديدها ليومين إضافيين.
"سيفوق قدرة أي شبكة دعم إنساني"
إلى ذلك، قال مسؤولون أميركيون إنهم يتحدثون مع الإسرائيليين بشأن إيلاء اهتمام أكبر بجنوب قطاع غزة حيث يوجد الآن حوالي مليوني شخص.
وأفاد المسؤولون للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف، بأن الرسالة نقلها الجانب الأميركي على مستويات عدة بداية من الرئيس جو بايدن.
وأضاف أحد المسؤولين "شددنا على ذلك بلغة واضحة جدًا مع حكومة إسرائيل.. من المهم جدًا أن يراعي تنفيذ الحملة الإسرائيلية عندما تنتقل إلى الجنوب بكل السبل ألا تؤدي إلى عمليات نزوح كبيرة أخرى للسكان".
وأردف: "لا يمكن أن يتكرر في الجنوب حجم النزوح الذي حدث في الشمال. سيكون الأمر أكثر من فوضوي، وسيفوق قدرة أي شبكة دعم إنساني.. لا يمكن أن يحدث ذلك".
وذكر أنه يتعيّن على الحملة تجنب الهجوم على مواقع البنية التحتية مثل محطات الكهرباء والمياه والمواقع الإنسانية والمستشفيات في جنوب ووسط غزة.
وأشار مسؤول أميركي ثان إلى أن واشنطن ترغب في تمديد الهدنة الإنسانية لأطول فترة ممكنة.
وأضاف أن أول طائرة من ثلاث طائرات عسكرية أميركية تحمل مواد إغاثة هبطت في شمال سيناء بمصر اليوم الثلاثاء، محملة بإمدادات تشتد الحاجة إليها في غزة، ومن المقرر هبوط الطائرتين الأخريين في الأيام المقبلة.
وستنقل الطائرات مواد طبية ومساعدات غذائية ومستلزمات للشتاء ستقوم الأمم المتحدة بتوصيلها.
ويزور غدًا الأربعاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل والسلطة الفلسطينية لإجراء مباحثات.
تحوّل في الموقف الأميركي من العدوان
وخلال الأسبوعين الماضيين، بدأ رصد تحول في الموقف الأميركي من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأوضح مراسل "العربي" من تل أبيب أحمد دراوشة، أنه حتى الآن لا يتم الحديث عن مطالب بوقف إطلاق النار، إلا أنه أشار إلى انتقادات علنية لطريقة سير المعركة شمالي قطاع غزة.
وتوقف عند الانتقادات لحجم القنابل التي تستخدمها إسرائيل في قطاع غزة، لافتًا أيضًا إلى تحميل الولايات المتحدة إسرائيل مسؤولية عدم شمول خططها الحربية أخذ وجود المدنيين بعين الاعتبار.
وقال: إن "نائب مستشار الأمن القومي الأميركي انتقد علنًا أيضًا ما سماه "الطرق الآمنة" التي أعلنت عنها إسرائيل، حيث رأى أنها لم تكن واضحة بشكل كبير للغزيين، مشيرًا إلى تعرضها للاستهداف من قبل إسرائيل.