طهران تفرج عن أميركي لمدة أسبوع.. هل يمهد ذلك لصفقة تبادل أسرى؟
سُمح لرجل الأعمال الأميركي من أصل إيراني سيامك نمازي المسجون في طهران منذ ما يقرب من سبع سنوات بتهم مرتبطة بالتجسس، بالخروج من سجن إيفين لمدة أسبوع واحد قابلة للتجديد، حسب ما أفاد محاميه وكالة "رويترز" أمس السبت.
وقال المحامي جاريد جنسر الذي يمثل الأسرة: "أشعر بسعادة غامرة لعائلة نمازي لأن سيامك نمازي سينام للمرة الأولى منذ سبع سنوات في منزله مع أسرته"، مضيفًا أن سيامك سيقيم مع والديه في شقتهما بطهران.
وأضاف جنسر "هذه خطوة أولى بالغة الأهمية لكن لن يهدأ لنا بال بالطبع حتى تتمكن الأسرة بأكملها من العودة إلى الولايات المتحدة وينتهي الكابوس الطويل الذي عاشوه".
من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان: إن والد سيامك، باقر نمازي، وهو مسؤول سابق بالمنظمة الدولية وأدين أيضًا بتهمة "التعاون مع حكومة معادية"، سيسمح له بمغادرة إيران لتلقي العلاج.
ولم يتضح ما إذا كان خروج سيامك سيمهد الطريق أمام إطلاق سراحه بالكامل، أو إذا كان يؤذن بإجراءات خروج مماثلة أو إطلاق سراح مواطنين أميركيين آخرين محتجزين في إيران.
وبعد وقت قصير من الكشف عن نبأ خروج سيامك، أفادت وكالة "نور نيوز" الإيرانية للأنباء بأن دولة في المنطقة لم تحددها توسطت بين طهران وواشنطن من أجل "الإفراج المتزامن عن سجناء".
كما ذكرت وكالة الأنباء شبه الرسمية أن "مليارات الدولارات من الأصول الإيرانية المجمدة بسبب العقوبات الأميركية سيُفرج عنها قريبًا".
"إجازة إنسانية"
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس: "شعرنا بسرور بالغ بعد علمنا من الأمين العام للأمم المتحدة اليوم أن إيران رفعت حظر السفر المفروض على باقر نمازي".
وأضاف برايس في بيان أن الوزارة ممتنة لأن سياماك نمازي "مُنح إجازة إنسانية من أجل أن يكون مع والده".
وشكر برايس حلفاء وشركاء الولايات المتحدة الذين عملوا على مساعدة عائلة نمازي بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة وسويسرا وقطر والإمارات وسلطنة عمان وبريطانيا.
وتشهد إيران أكبر تعبير عن معارضة حكامها من رجال الدين منذ عام 2019، إذ قُتل العشرات في اضطرابات في جميع أنحاء البلاد أشعلتها وفاة مهسا أميني، وهي شابة تبلغ من العمر 22 عامًا من كردستان الإيرانية، بعدما احتجزتها شرطة الأخلاق.
"التعاون مع حكومة معادية"
وكان باقر نمازي (85 عامًا) قد أدين في إيران بتهمة "التعاون مع حكومة معادية" عام 2016، وحُكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات. وأطلقت السلطات الإيرانية سراحه لأسباب طبية عام 2018، وأغلقت قضيته عام 2020 لتخفف بذلك عقوبته إلى المدة التي قضاها في السجن لكن مع منعه فعليًا من مغادرة البلاد.
وكان ابنه سيامك (51 عامًا) محتجزًا في سجن إيفين منذ عام 2015، وأدين بتهمة والده نفسها في 2016. ووصفت الحكومة الأميركية التهم الموجهة لكليهما بأنها لا أساس لها من الصحة.
والأمريكيون من أصل إيراني، الذين لا تعترف طهران بجنسيتهم الأميركية، غالبًا ما يكونون مثل الرهائن في الخلافات بين البلدين.
وقال كريم سجادبور، المحلل في مؤسسة "كارنيجي للسلام الدولي" في واشنطن: إنه ما كان ينبغي سجن نمازي على الإطلاق.
وأضاف "الجمهورية الإسلامية لا تستحق الثناء على الإفراج المؤقت عن الرهائن الذين لم يستحقوا قط قضاء يوم واحد في السجن".