تبادلت إسرائيل وإيران السبت الهجمات بالمسيّرات والصواريخ، وذلك في اليوم التاسع من العدوان الإسرائيلي المستمر على طهران، حيث استهدفت تل أبيب مواقع عدة على امتداد الجغرافية الإيرانية.
وأفاد مراسل التلفزيون العربي في طهران، حازم كلاس، بأن أبرز التطورات الميدانية تمثّلت في الاستهدافات الإسرائيلية جنوب غربي إيران، وتحديدًا في محافظة خوزستان.
إطلاق عشرات المسيّرات
وأشار المراسل إلى ما نقلته وسائل إعلام إيرانية عن سماع دوي انفجارات ضخمة في مدينة الأهواز، ومدينة دزفول، وكذلك في ميناء ماهشهر. غير أن التطور الأبرز تمثّل، بحسب المصادر ذاتها، في الانفجارات التي سُمعت داخل القاعدة الرابعة للقوة الجوية الإيرانية في دزفول، حيث شوهدت أعمدة دخان كثيفة تتصاعد من الموقع.
ونقلت وسائل إعلام عن مصادر مطلعة على الأوضاع في القاعدة تأكيدها أن الأمور لا تزال تحت السيطرة.
ولفت المراسل إلى أن الجيش الإيراني أعلن، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أنه وفي إطار العمل المشترك بين الجيش والحرس الثوري، ضمن عملية "الوعد الصادق 3"، تم إطلاق عشرات الطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل. وبحسب المعلومات الواردة في بيان الجيش، فإن هذه الطائرات بلغت أهدافها وتمكنت من إصابتها بدقة.
هجمات على تبريز وأصفهان
ومن بين التطورات الموازية للتصعيد الميداني، تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في كل من تبريز وأصفهان، وفي طهران، وتحديدًا شرق العاصمة، حيث سُمعت أصوات انفجارات. كما تم تفعيل الدفاعات الجوية في مدينة كاشان بمحافظة أصفهان.
وبالتزامن مع ذلك، أفادت أجهزة الاستخبارات الإيرانية بوجود تحرك استخباراتي واسع داخل البلاد، أسفر عن إلقاء القبض على عشرات المتعاملين مع جهاز "الموساد" الإسرائيلي، وفق تعبيرها.
وفي السياق ذاته، أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عن تحديد يوم غدٍ الأحد كموعد نهائي لما وصفهم بـ"المخدوعين بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية"، داعيًا إياهم إلى تسليم أنفسهم، مع معدّاتهم، إلى وزارة الاستخبارات، أو إلى استخبارات الحرس الثوري، أو إلى قوات الشرطة واستخباراتها، أو إلى قوات التعبئة (الباسيج).
وتشير السلطات إلى أن وسائل الإعلام الإيرانية بدأت في بث صور هؤلاء الأفراد والمجموعات واعترافاتهم.
ووفق ما أفاد به المراسل، فقد بثّ التلفزيون الإيراني اليوم اعترافات لبعض هؤلاء، بحضور رئيس السلطة القضائية وقائد الشرطة، تحدثوا فيها عن دورهم في تقديم الإحداثيات وتفعيل طائرات مسيّرة صغيرة داخل إيران.
غارات على بندر عباس
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي مساء السبت أنه يشن ضربات في منطقة بندر عباس الساحلية في جنوب إيران عند مضيق هرمز.
وحتى الآن، تركزت الحملة العسكرية الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية على وسط البلاد وغربها. وأورد بيان عسكري مقتضب أن الجيش الإسرائيلي "يضرب حاليًا منشآت لتخزين المسيرات ومنشأة أسلحة في منطقة بندر عباس".
من جهتها، أفادت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء بتفعيل الدفاعات الجوية في جنوب البلاد بعد رصد تحليق طائرات إسرائيلية في بندر لنجة وبندر عباس.
كما أصابت غارة إسرائيلية السبت قاعدة عسكرية في محافظة قم جنوب طهران وأسفرت عن إصابة شخص واحد، وذلك في اليوم التاسع من الحرب الإسرائيلية على إيران.
ونقلت وكالة ايسنا للأنباء بيانًا رسميًا من محافظة قم جاء فيه "قبل بضع دقائق، أصيبت إحدى القواعد العسكرية التي تم إخلاؤها بمقذوفات أطلقها النظام الصهيوني"، فيما أشارت وكالة تسنيم إلى إصابة شخص واحد.
وكانت القوات المسلحة الإيرانية قد هددت السبت بضرب شحنات المساعدة العسكرية لإسرائيل مع استمرار الحرب بين البلدين. وقال متحدث في خطاب مصور بثه التلفزيون الرسمي: "نحذر من أن إرسال أي معدات عسكرية أو للرادارات في سفن أو طائرات من أي دولة لمساعدة النظام الصهيوني، سيعتبر مشاركة في العدوان على إيران الإسلامية وسيكون هدفًا مشروعًا للقوات المسلحة".
ومنذ أكثر من أسبوع، تنفذ إسرائيل موجات من الهجمات على أهداف إيرانية في أكبر مواجهة مباشرة بين الخصمين اللدودين حتى الآن. وردت إيران بإطلاق موجات من المسيّرات والصواريخ البالستية استهدفت المدن الإسرائيلية، وطالت مستشفى ومجمعات سكنية ومصفاة نفط.