"طوفان الأقصى".. قصف إسرائيلي مكثّف على غزة والمقاومة تدك عسقلان
شهد اليوم الرابع من عملية "طوفان الأقصى" غارات إسرائيلية مكثّفة على مناطق مختلفة من قطاع غزة، أدت إلى استشهاد أكثر من 900 فلسطيني بينهم 260 طفلًا، وتسبّبت بدمار هائل، حيث تركّز القتال في مناطق رفح وخانيونس ومخيم جباليا وحي الكرامة وحي الرمال.
في المقابل، كثّفت المقاومة الفلسطينية ضرباتها الصاروخية في مناطق مختلفة من إسرائيل كتل أبيب وهرتسيليا وشديروت وبئر السبع، كان لمدينة عسقلان الحصة الأكبر فيها بعد إمهال سكانها للمغادرة.
وقال مسؤول إسرائيلي إنّ عدد القتلى الإسرائيليين يتجاوز ألف قتيل منذ بدء عملية "طوفان الأقصى".
وأعلن الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 155 جنديًا حتى الآن منذ بدء معركة "طوفان الأقصى.
وانسحبت المواجهات على الجبهة الشمالية وفي هضبة الجولان المحتل، حيث استهدف "حزب الله" اللبناني آلية عسكرية إسرائيلية في أفيفيم، ردّ عليها جيش الاحتلال بقصف مواقع للحزب في جنوب لبنان.
كما أكد جيش الاحتلال رصد إطلاق قذائف هاون من الأراضي السورية سقط بعضها في مناطق مفتوحة في إسرائيل.
ونعت حركة حماس القياديَين زكريا أبو معمر وجواد أبو شمالة اللذين استُشهدا بقصف إسرائيلي على غزة.
وبينما كلّف جيش الاحتلال جنرالين وطاقم عمليات بالتعامل مع ملف الرهائن، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية أنّ ملف الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية "لن يُفتح قبل نهاية المعركة، ولن يكون إلا بثمن تقبله المقاومة".
اتصالات وتحركات للتهدئة
وفي وقت أكد الرئيس الأميركي جو بايدن استعداده لإرسال مزيد من الموارد العسكرية إلى الشرق الأوسط، بعد عملية "طوفان الأقصى"، شدّد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان على أنّ واشنطن لم تحرك حاملة الطائرات "جيرالد آر فورد" لمواجهة "حماس" بل لمنع التصعيد.
بينما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ واشنطن قد ترسل حاملة طائرات أخرى إلى الشرق الأوسط قرب إسرائيل.
إلى ذلك، أجرى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحثا فيه تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية.
وأكد السيسي أنّ بلاده تكثّف اتصالاتها مع جميع الأطراف الفاعلة دوليًا لوقف فوري للعنف وتحقيق تهدئة تحقن دماء المدنيين من الجانبين، ووقف المواجهات العسكرية واستهداف الفلسطينيين.
وأوقفت السلطات المصرية إلى أجل غير مسمّى العمل في معبر رفح البري، بعد قصف إسرائيلي للجانب الفلسطيني منه، وتحذيرات إسرائيلية من استهداف قوافل المساعدات في حال قرّرت القاهرة السماح بدخولها إلى القطاع عبر المعبر.
ونفى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي انخراط طهران في هجوم "طوفان الأقصى"، لكنّه أشاد بهزيمة عسكرية واستخباراتية "لا يمكن جبرها" لإسرائيل.
بدوره، رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تصاعد حدة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مثال حي على فشل سياسة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.
وأجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالًا هاتفيًا بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تناولا فيه الخطوات الممكن اتخاذها في إطار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومحاولات الوساطة التركية وطرق إيصال المساعدات للمناطق المدنية.
كما حذّر زعيم جماعة الحوثي في اليمن عبد الملك الحوثي من أنه في حال تدخّلت الولايات المتحدة في الحرب الدائرة في قطاع غزة بشكل مباشر، فإنّ الحركة سترد بإطلاق طائرات مسيّرة وصواريخ وستتخذ خيارات عسكرية أخرى.
تحذيرات من تداعيات الحصار
وأعلن مسؤول السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنّ الاتحاد يرفض فرض إسرائيل حصارًا مطبقًا على قطاع غزة، ضمن إجراءاتها ردًا على عملية "طوفان الأقصى".
من جهته، أكد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك أنّ حصار غزة يرقى إلى حد "العقاب الجماعي".
من جهته، دعا وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لحماية المدنيين والبنية التحتية في غزة.
كما أعلن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أنّ نحو 200 ألف شخص، أو قرابة عشرة% من السكان، فرّوا من ديارهم في غزة منذ بدء الهجمات، وهم معرضون لنقص مياه الشرب والكهرباء بسبب الحصار.
وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية أن المنظمة سجلت 13 هجومًا على مرافق صحية في غزة منذ بدء التصعيد مطلع الأسبوع، مضيفًا أن الإمدادات الطبية التي كانت مخزنة في القطاع نفدت بالفعل.