ظاهرة نفسية شائعة.. ما هو اضطراب "ميسوكينسيا"؟
اضطراب "ميسوكينسيا" أو "كراهية الحركات" هو ظاهرة نفسية يتم تعريفها من خلال استجابة عاطفية سلبية لرؤية حركات صغيرة ومتكررة يؤديها شخص آخر، مثل رؤية شخص يتململ بيده أو قدمه، بحسب موقع "نايتشر".
ورغم أن البحث العلمي محدود جدًا بشأن هذا الاضطراب، ولم تتم دراسته إلا قليلًا من قبل العلماء حتى السنوات الأخيرة، فقد تمت ملاحظته في سياق حالة ذات صلة، وهي "الميزوفونيا" وهو اضطراب يشعر فيه الناس بالغضب عند سماع أصوات معينة متكررة.
وبحسب موقع" "سينس أليرت"، يقول الباحثون إن الميسوكينسيا مشابه للميزوفونيا إلى حد ما، لكن المحفزات بشكل عام تكون بصرية أكثر، وليست مرتبطة بالصوت.
انزعاج من الحركات المتكررة
وتثير رؤية حركات متكررة الاستجابة العاطفية للأشخاص الذين يعانون من الميسوكينسيا، لكن محفزات هذه الاستجابة تختلف من شخص إلى آخر، بحسب موقع "ويل آند غود".
فمضغ العلكة قد يُشعِر شخصًا ما بالتوتر، لكنّه قد لا يزعج شخصًا آخر بالمستوى نفسه، حتى لو كان يعاني من كراهية الحركات.
وينقل "ويل آند غود" عن هايلي نيلسون أستاذة علم النفس ومؤسسة أكاديمية علم الأعصاب المعرفي والسلوكي أن بعض "الحركات المتكررة قد تؤدي إلى ردود أفعال أقوى بسبب تكرارها أو إيقاعها".
اضطراب ميسوكينسيا يؤثر على 1 من كل 3 أشخاص
ووفقًا لدراسة أعدّها فريق من الباحثين بقيادة المؤلف الأول وعالم النفس سوميت جاسوال ونشرت في عام 2021، فإنّ الحساسية المتزايدة للتململ هي أمر يتعين على عدد كبير من الناس التعامل معه.
وبحسب موقع "سينس أليرت"، أظهرت الدراسة التي اعتبرها العلماء "أول استكشاف علمي متعمق للميسوكينسيا"، أن الأحاسيس المجهدة الناتجة عن رؤية الآخرين يتململون هي ظاهرة نفسية شائعة وتؤثر على ما يصل إلى واحد من كل ثلاثة أشخاص.
فعبر سلسلة من التجارب التي شملت أكثر من 4100 مشارك، قام الباحثون بقياس مدى انتشار ميسوكينسيا لدى مجموعة من طلاب الجامعات والأشخاص من عامة السكان، وتقييم آثارها عليهم، واستكشاف سبب ظهور الأحاسيس.
ووجد الباحثون أن ما يقرب من ثلث المشاركين أبلغوا عن درجة معينة من حساسية سوء الحركة تجاه السلوكيات المتكررة للآخرين التي يواجهونها في حياتهم اليومية.
غضب وقلق وإحباط
ودعمت هذه النتائج الاستنتاج القائل بأن حساسية سوء الحركة ليست ظاهرة تقتصر على المجموعات السريرية، بل هي بمثابة تحدّ اجتماعي أساسي وغير معترف به حتى الآن يتقاسمه الكثير من الناس على نطاق أوسع".
ويشير تود هاندي، عالم النفس بجامعة كولومبيا البريطانية إلى أن من يعانون من اضطراب ميسوكينسيا يتأثرون عاطفيًا بشكل سلبي ويواجهون ردود أفعال مثل الغضب أو القلق أو الإحباط، كما ينخفض استمتاعهم بالمواقف الاجتماعية وبيئات العمل والتعلم.
ولم يجد الباحثون أي دليل قاطع على أن آليات الانتباه البصري الانعكاسية تساهم بشكل كبير في حساسية الميسوكينسيا.