دافع جنود إسرائيليون مدانون بتعذيب أسير فلسطيني، والاعتداء عليه جنسيًا في سجن "سدي تيمان" سيئ السمعة، عن جريمتهم، وطالبوا بتقديم الشكر لهم، وفق قولهم.
وقالت القناة 7 الإخبارية الإسرائيلية، اليوم الإثنين، إن الجنود دافعوا عن فعلهم في مؤتمر صحفي عقدوه عند مدخل المحكمة العليا الإسرائيلية بالقدس، أمس الأحد.
جنود إسرائيليون يعتدون على أسير فلسطيني في سدي تيمان
وأظهر مقطع فيديو نشرته القناة الإسرائيلية، الجنود وهم يرتدون أقنعة سوداء في المؤتمر الصحفي، تجنبًا للكشف عن هوياتهم.
وأشارت القناة إلى أن "آ"، وهو الحرف الأول من اسم أحد الجنود المتهمين، قال في المؤتمر: "أقف هنا اليوم لأنني سئمت الصمت (..) بدلًا من العناق تلقينا اتهامات، وبدلًا من الشكر ساد الصمت".
وأضاف: "لم تسمحوا لنا بالرد أو التوضيح".
ومتفاخرًا بفعلته، قال الجندي: "لن نصمت فربما حاولتم تحطيمنا، لكنكم نسيتم أننا قوة من مئة رجل"، على حد تعبيره.
وتعود القضية إلى يوليو/ تموز من العام الماضي، حينما قام جنود إسرائيليون بتعذيب أسير فلسطيني من غزة في معتقل "سدي تيمان"، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة وتمزق بالمستقيم.
وفي وقت سابق اليوم، أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، بأنه تم اعتقال المدعية العامة العسكرية الإسرائيلية السابقة يفعات تومر يروشالمي، على خلفية اتهامها بتسريب فيديو يظهر الاعتداء جنسيًا على أسير فلسطيني.
وكانت يروشالمي قد اختفت عن الأنظار أمس الأحد قبل أن يعثر عليها في وقت لاحق، بعد تسريب فيديو يظهر اعتداء جنود الاحتلال على أسير فلسطيني.
وقالت يروشالمي في رسالة استقالتها، الجمعة: "أذنتُ بنشر مواد لوسائل الإعلام، لدحض الدعاية الكاذبة ضد أجهزة إنفاذ القانون في الجيش"، بحسب إعلام عبري.
"لم نطلب الشفقة، ولم نطلب العفو".. جنود إسرائيليون مدانون باغتصاب أسير فلسطيني في سجن سدي تيمان يطالبون بإلغاء إدانتهم تزامنًا مع اختفاء المدعية العسكرية التي سرّبت فيديو الاغتصاب#أنا_العربي pic.twitter.com/aRRKDrolz8
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 3, 2025
ماذا عن مصير الأسير؟
وادعت صحيفة "هآرتس" العبرية أن إسرائيل أطلقت سراح الأسير في أكتوبر/ تشرين الأول الفائت إلى قطاع غزة، بينما لم يصدر تعقيب فوري من حركة "حماس" أو المؤسسات الفلسطينية المعنية بشؤون الأسرى.
كما قالت "هآرتس": "بعد الحادثة (نشر الفيديو) بوقت قصير، واصلت شخصيات يمينية بارزة التحريض ضد يفعات سروشالمي، بينما اعترضت أصوات في المعارضة على هذه التصريحات".
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الأمن يسرائيل كاتس، قال إن تومر يروشالمي "لن تعود إلى منصبها نظرًا لخطورة الشكوك المحيطة بها".
من جهتها، أوردت قناة "كان" العامة أن المدعية العامة تواجه اتهامات بـ"الاحتيال وخيانة الأمانة وإساءة استخدام المنصب، وإعاقة العدالة، وكشف معلومات من قبل موظف عام".
وأدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نشر الفيديو، واصفًا إياه بأنه "ربما يكون أخطر هجوم علاقات عامة تعرضت له إسرائيل منذ تأسيسها"، وأعلن عن إجراء تحقيق مستقل.
ويقبع في سجون إسرائيل أكثر من 10 آلاف فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، يعانون تعذيبًا وتجويعًا وإهمالًا طبيًا أودى بحياة العديد من المعتقلين، وفقًا لمنظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية.
وتزايدت الاعتداءات بحق المعتقلين الفلسطينيين، بموازاة حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل على قطاع غزة لمدة سنتين منذ 8 أكتوبر 2023، خلفت أكثر من 68 ألف شهيد فلسطيني، وما يزيد عن 170 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء.