الخميس 28 مارس / مارس 2024

"عار على الديمقراطية"... أيّ تداعيات لحادثة اقتحام الكابيتول؟

"عار على الديمقراطية"... أيّ تداعيات لحادثة اقتحام الكابيتول؟

Changed

خبراء ومحللون يتحدثون لـ"التلفزيون العربي" عن تداعيات واقعة اقتحام مبنى الكابيتول، ويقولون إنّ ترمب بات أكثر عزلة، لكن "لا خطوط حمراء" أمامه في الأسبوعين المتبقيين من ولايته

سيذكر التاريخ الأميركي طويلاً ما حدث ليلة السابع من يناير في الولايات المتحدة، فما حصل من أعمال شغب تزامناً مع جلسة الكونغرس المخصّصة للمصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية، والتي لطالما كانت شكليّة بروتوكوليّة، لا يبدو مسبوقاً.

وفيما تتواصل المواقف المندّدة حول العالم بما جرى، يرى مراقبون أنّ مشهد الفوضى العارمة في محيط الكونغرس وأرجائه، بعد نجاح أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب في اقتحامه، يمثّل "عارًا على الديمقراطية الأميركيّة".

ومع أنّ ترمب تراجع بعد حادثة الاقتحام، متعهّداً بـ "انتقال سلس ومنتظم" للسلطة، يتساءل المراقبون عمّا يمكن أن يحمله الأسبوعان الأخيران من ولايته، وما يمكنه أن يفعله بحسب القانون الأميركي، علماً أنّ الدعوات لـ "تنحيته" تتواصل، وفق مبدأ أنّه لم يعد صالحاً للبقاء.

أكثر عزلة من السابق

برأي الباحث السياسي والاستراتيجي المتخصص في الشؤون الحزبية آريك هام، فإنّ الرئيس دونالد ترمب بات الآن أكثر عزلة ممّا كان عليه في السابق، وتحديداً قبل أسبوعين، خصوصاً أنّ الكثير من حلفائه وداعميه والمحسوبين عليه يتخلون عنه.

لكنّ هام يشكّك، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، بإمكانية الذهاب إلى حدّ عزل الرئيس، مرجّحًا أن لا يحصل ذلك، ومعربًا عن اعتقاده بأنّ الرئيس ترمب "سيبقى في المكتب البيضاوي حتى يتم تنصيب جو بايدن في 20 يناير/كانون الثاني الجاري".

وفيما يصف هام أفعال ترمب بـ "غير المقبولة"، يشدّد على أنّ المسؤولية لا تقع على عاتقه وحده، فالفشل الأمني الكبير الذي فضحته حادثة اقتحام مبنى الكابيتول ينبغي أن تولى الأولوية في الاهتمام أيضاً.

لا خطوط حمراء

من جهته، يعتبر الدبلوماسي السابق في وزارة الخارجية الأميركية مفيد الديك أنّ ما حصل كان تحريضاً واضحاً من الرجل الذي يفترض به أن يحمي القانون الأميركي ويحمي أمن الأميركيين ومصالحهم القومية.

ويقول الديك، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إنّ ترمب كان يدرك تماماً ما يفعله ويعرف تماماً ما كان يقوم به هؤلاء "الرعاع الغوغاء"، لكنه استهان بسلطة القانون وارتأى استعمال العنف لكي يفوز بولاية ثانية رفضها له الأميركيون.

وإذ يرى أن ذلك يأتي استكمالاً لما بدأه ترمب منذ اليوم الأول، لجهة محاولة القضاء على كل المؤسسات الديمقراطية في المجتمع الأميركي، يشدّد على أنّ كل شيء يبقى متوقعًا في الأسبوعين المقبلين، إذ "لا حدود ولا خطوط حمراء" أمامه، وهو لن يتورع عن القيام بأي عمل داخل الولايات المتحدة أو خارجها.

افتراض غير ممكن

في المقابل، يعتبر الباحث السياسي كوري مليز أنّ المسؤولية لا يجب أن تلقى على عاتق ترمب وحده، مشيراً إلى أنّه لا يعتقد أنّ خيار الرئيس أو قراره كان التحريض على العنف.

ويوضح مليز، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ الرئيس كان يجمع مؤيديه بسلام ومن دون أي مشاكل، ولا يمكن افتراض بأنّه كان يعلم مسبقًا أنّهم سيقتحمون مبنى الكابيتول.

ويشير إلى أنّه لا يوجد أي رئيس أو أي سياسي في عقله السليم يمكن أن يرتكب هذا الأمر ويحرض على العنف، مشدّداً على أنّ حقّ الناس في النهاية أن يعبّروا عن رأيهم بحرية بأنّ الانتخابات قد زُوّرت.

المصادر:
التلفزيون العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close