الجمعة 20 حزيران / يونيو 2025

"عاصمة الثورة" و"مفتاح دمشق".. ما أهمية مدينة حمص في المشهد السوري؟

"عاصمة الثورة" و"مفتاح دمشق".. ما أهمية مدينة حمص في المشهد السوري؟ محدث 10 كانون الأول 2024

شارك القصة

أعلنت الفصائل السورية المعارضة دخول بلدات في ريف حمص الشمالي
أعلنت الفصائل السورية المعارضة دخول بلدات في ريف حمص الشمالي- الأناضول
الخط
تتمتّع حمص بمكانة "حاسمة" في سياق الصراع في سوريا والتوازنات الدولية، بسبب موقعها الجغرافي وقربها من موارد الطاقة ومزاياها اللوجستية.

عقب سيطرتها على مدن حماة وحلب وإدلب، أعلنت الفصائل السورية المعارضة دخول بلدات ومدن تلبيسة والرستن وتير معلة في ريف حمص الشمالي، وذلك في تقدّم ميداني مهم ضمن "عملية ردع العدوان" التي أطلقتها قبل 10 أيام.

وفي محاولة لوقف تقدّم فصائل المعارضة، شنّ الطيران الحربي التابع للنظام السوري ضربات مكثّفة استهدفت جسر الرستن الواصل بين محافظتي حمص وحماة.

ما هي أهمية حمص؟

تتمتّع حمص بمكانة "حاسمة" في سياق الصراع في سوريا والتوازنات الدولية، بسبب موقعها الجغرافي وقربها من موارد الطاقة ومزاياها اللوجستية.

وتُعتبر حمص "مفتاح العاصمة دمشق"، و"قلب البلاد". وتقع في وسط سوريا، بالتالي، فإنّها تتمتع بموقع مركزي من حيث النقل والخدمات اللوجستية، مع نقاط تقاطع تربط بالمدن الرئيسية في البلاد مثل دمشق وحلب واللاذقية.

حمص هي ثالث أكبر مدن سوريا بعد حلب ودمشق، وتُعرف باسم "العاصمة الثقافية"، إذ تحمل آثار العديد من الحضارات مثل روما وبيزنطة والأمويين والعباسيين والعثمانيين.

موقع استراتيجي

تمتدّ حدود محافظة حمص الإدارية من لبنان غربًا إلى العراق شرقًا، كما تشكّل صلة وصل بين شمال البلاد وجنوبها.

بدورها، تقع مدينة حمص على الطريق السريع "أم 5" (M5) على بُعد 150 كيلومترًا من العاصمة دمشق. وهي قريبة من ميناء اللاذقية على البحر الأبيض المتوسط.

وتقع على الطرق التجارية والعسكرية المهمة في محور سوريا الشمالي الجنوبي والشرقي الغربي.

تُعدّ حمص "رئة اقتصادية" لسوريا، وتتمتّع بموقع استراتيجي من حيث موارد الطاقة، إذ تقع إلى غربها وشرقها مصافٍ للنفط وحقول للغاز والعديد من المراكز الصناعية.

كما تلعب دورًا اقتصاديًا هامًا لكل من الاقتصاد المحلي والوطني بأراضيها الزراعية الخصبة ومنشآتها الصناعية.

"عاصمة الثورة"

يُقدّر عدد سكان حمص بحوالي 800 ألف نسمة. وتضمّ غالبية من المسلمين السنّة، وتشكّل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها رئيس النظام بشار الأسد أقلية فيها، إضافة إلى أقلية مسيحية.

ووصل العنف الطائفي في مدينة حمص إلى ذروته خلال "الثورة السورية" عام 2011.

في السنوات الأولى من "الثورة"، لُقّبت حمص بـ"عاصمة الثورة"، إذ أصبحت مركزًا للاحتجاجات المناهضة للنظام السوري، ومسرحًا لاشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومجموعات المعارضة.

حينها، تحوّل حي بابا عمرو والخالدية إلى معقل لـ"الجيش السوري الحر"، والذي كان مكوّنًا من عسكريين منشقّين ومدنيين مسلحين، قبل أن يستعيد جيش النظام السيطرة عليه في مارس/ آذار 2012.

في يونيو/ حزيران 2012، فرضت قوات النظام حصارًا خانقًا حول الأحياء الواقعة في حمص القديمة، حيث اعتمد جيش النظام استراتيجيات قصف مدمّر.

وخلال عامين من الحصار، قُتل حوالي 2200 شخص في المدينة، بينما أكل السكان الذين بقوا في حمص القديمة، والذين كانوا معزولين عن العالم من دون كهرباء أو اتصالات، إلى أكل الأعشاب والنباتات والأطعمة المجفّفة، بينما كانوا محرومين من الغذاء والدواء.

في مايو/ أيار 2014، خرجت المعارضة من المدينة القديمة وسط حمص إلى مناطق أخرى مثل إدلب، بموجب أول اتفاق بين النظام والمعارضة منذ بداية الحرب.

وفي مايو 2017، سيطر النظام السوري على المدينة برمّتها بعد إجلاء آخر عناصر المعارضة الذين كانوا متحصّنين في حي الوعر، في عملية أشرفت عليها روسيا.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي - وكالات
تغطية خاصة