الإثنين 16 حزيران / يونيو 2025

عاطف الطيب.. السينما رثاء حزينًا لأوطان يسرطنها القمع والفساد

عاطف الطيب.. السينما رثاء حزينًا لأوطان يسرطنها القمع والفساد محدث 07 حزيران 2025

شارك القصة

جبر الخواطر آخر أفلام عاطف الطيب (في الصورة مع شريهان)-فيسبوك
جبر الخواطر آخر أفلام عاطف الطيب (في الصورة مع شريهان) - فيسبوك
الخط
لعاطف الطيب ثلاثة أفلام ضمن قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية، هي "سواق الأتوبيس" و"البريء" و"الحب فوق هضبة الهرم".

ربما كان فيلم "البريء" الوحيد في تاريخ السينما المصرية الذي "أجاز" عرضه ثلاثة وزراء في الحكومة المصرية، بعد أن طلبوا حذف نهايته الأصلية وبضعة مشاهد أخرى وحوارات، قدّر مُدّتها بعض مؤرخي السينما المصرية بنحو 15 دقيقة كاملة حُذفت من النسخة المتداولة والمعروفة من الفيلم.

أُنتج "البريء" عام 1986، وهو واحد من أفضل أفلام المخرج عاطف الطيب، أحد رموز ما تسمى الواقعية الجديدة في السينما المصرية.

 فيلم البريء وتبعات سياسة الانفتاح والقمع في سبعينيات القرن الماضي-فيسبوك
فيلم البريء وتبعات سياسة الانفتاح والقمع في سبعينيات القرن الماضي-فيسبوك

يتناول الفيلم حقبة حسّاسة في التاريخ المصري المعاصر، وهي بداية ما سُمي الانفتاح على الغرب التي أعقبت حرب 1973، مقاربًا مفهوم العدو الذي تبدّل، فلم يعد قادمًا من خارج الحدود بل من الداخل، منظورًا إليه من زاوية الخطر على السلطات لا الوطن، فإذا هو المعارض، الرافض بطريقته، وغالبًا ما تكون سلمية، لسياسات الحكومات الداخلية.

ثلاثة وزراء لإجازة "البريء"

قبل عرضه في دور السينما، شكّلت الحكومة المصرية لجنة خاصة لمشاهدة الفيلم وإجازته، تكونت من وزير الدفاع عبد الحليم أبو غزالة ووزير الداخلية أحمد رشدي ووزير الثقافة أحمد عبد المقصود، الذين أوصوا بعرض الفيلم بعد حذف بعض المشاهد منه، وأهمها نهايته التي يطلق فيها بطل الفيلم النار على حرس أحد السجون الصحراوية بينما كانوا يجهّزون أنفسهم لاستقبال دفعة جديدة من السجناء السياسيين.

ولم يعرض الفيلم في نسخته الأولى إلا مرة واحدة فقط، وكان ذلك عام 2005 خلال مهرجان السينما القومي، وبتدخل مباشر من وزير الثقافة فاروق حسني، تكريمًا لبطل الفيلم، أحمد زكي، الذي توفي في العام نفسه.

سبع الليل ومفهوم العدو

يؤدي أحمد زكي (1946-2005) في الفيلم دور أحمد سبع الليل، الفلاح الفقير الساذج الذي يجد نفسه مضطرًا لمفارقة والدته وحقله الصغير في إحدى القرى لينخرط في التجنيد الإجباري في الجيش.

ولأن "بلدنا ما لهاش أعداء" فإن ابن قريته حسين وهدان (ممدوح عبد العليم)، وهو الجامعي الوحيد في القرية، يقنعه بأن انخراطه في صفوف الجيش يساهم في الدفاع عن الوطن.

محمود عبد العزيز في أحد مشاهد "البريء"-فيسبوك
محمود عبد العزيز في أحد مشاهد "البريء"-فيسبوك

ومنذ تلك اللحظة يعاين القروي الساذج انقلاب المفاهيم تمامًا (دون أن يعي ذلك)، حين يجد نفسه مجنّدًا صغيرًا في سجن صحراوي للمعارضين السياسيين، حتى أنه يظن أنه يخدم الوطن ويدافع عنه عندما يطارد سجينًا سياسيًا حاول الفرار، وحين يُلقي القبض عليه ويقوم بخنقه، فليس تحت هذه السماء وعلى هذه الأرض مكان لمن يخون بلاده.

لكنّ وعيه لمفهوم أعداء الوطن سرعان ما ينقلب رأسًا على عقب حين يستقبل السجن دفعة جديدة من المعتقلين، ومن بين هؤلاء حسين وهدان، ابن قريته، الجامعي بالغ التهذيب، الذي يُلقى القبض عليه في مظاهرة لطلاب الجامعات الذين كانوا يحتجون على ارتفاع الأسعار في 17 و18 و19 يناير / كانون الثاني عام 1977، وهي مظاهرات وصفت لاحقًا بانتفاضة العيش (الخبز) ووصفها الرئيس الراحل محمد أنور السادات بانتفاضة الحرامية، وكانت واحدة من تداعيات سياسة الانفتاح على الغرب التي انتهجها السادات. 

يرفض أحمد سبع الليل المشاركة في حفل استقبال المعتقلين الجدد بالضرب ما إن يرى ابن قريته، فيُسجن ويعذّب بل ويُترك للأفاعي في محبسه مع ابن قريته الذي يموت جرّاء قرصة أفعى.

وعندما تنتهي عقوبته ويعود إلى برج الحراسة في السجن، تقترب الكاميرا منه فإذا به يحمل نايًا في يد ورشاشًا في الأخرى، بينما تقترب من بوابة السجن حافلة جديدة تضم دفعة أخرى من السجناء السياسيين، فتنطلق صرخة مدوية منه تسدل الستار على المشهد، في نهاية للفيلم تُركت للتأويلات، بينما كانت في النسخة الأصلية للفيلم إطلاق الرصاص على حرّاس السجن.

يعتبر الفيلم واحدًا من ثلاثة على الأقل صنعت أسطورة عاطف الطيب، والآخران هما "سواق الأتوبيس" و"الهروب"، وهي من ضمن 21 فيلمًا أخرجها الطيب خلال مسيرته السينمائية التي امتدت لنحو 15 عامًا، كان فيها إلى جانب محمد خان وخيري بشارة وداود عبد السيد وعلي عيد الخالق، في طليعة صنّاع السينما المصرية لنحو عقدين على الأقل. 

من هو عاطف الطيب؟

ولد عاطف الطيب في سوهاج عام 1947، ودرس الإخراج السينمائي في المعهد العالي للسينما عام 1970، وعمل خلال الدراسة وبعدها مساعدًا في إخراج عدد من الأفلام، من بينها "ثلاثة وجوه للحب" للمخرج مدحت بكير عام 1969، وفيلم "دعوة للحياة" عام 1972.

عاطف الطيب وميرفت أمين خلال تصوير "سواق الأتوبيس"-فيسبوك
عاطف الطيب وميرفت أمين خلال تصوير "سواق الأتوبيس"-فيسبوك

وخلال أدائه الخدمة العسكرية ما بين عامي 1971 و 1973 أخرج فيلماً قصيراً هو "جريدة الصباح" عام 1972 من إنتاج المركز القومي للأفلام التسجيلية والقصيرة، وعمل عام 1973 مساعداً للمخرج شادي عبد السلام في فيلم "جيوش الشمس".

كما تولّى إخراج فيلم قصير بعنوان "المقايضة" عام 1978، وفي العام نفسه عمل مخرجًا مساعدًا مع المخرج يوسف شعبان محمد في فيلم "الرغبة والثمن"، وفي العام التالي، 1979، عمل مساعد مخرج ثان مع يوسف شاهين في فيلم "إسكندرية... ليه؟".

كما عمل مساعد مخرج في عدة أفلام أجنبية صُوّرت في مصر، ومنها "الجاسوس الذي أحبني" و"جريمة على نهر النيل"، و"أبو الهول"، قبل أن يبدأ مغامرته الكبرى بإخراج أول أفلامه "الغيرة القاتلة" عام 1982، و"سوّاق الأتوبيس" الذي كرّسه واحدًا من أهم مخرجي السينما المصرية عبر تاريخها.

"سوّاق الأتوبيس"

وضع فكرة "سوّاق الأتوبيس" المخرج محمد خان وكتب السيناريو له بشير الديك، ويروي قصة سائق حافلة يُدعى حسن يضطر للعمل سائق سيارة أجرة في الليل لتحسين دخله ولتلبية متطلبات زوجته، بينما تزداد أوضاع والده المالية سوءً، فورشة النجارة التي يديرها زوج إحدى بناته تتعرض للإفلاس بسبب فساد الصهر وسوء إدارته.

يخوض حسن حربه على جبهتين: شقيقاته البنات اللواتي يرفضن وأزواجهن المساهمة في الحل، وإنقاذ ورشة النجارة من البيع في المزاد العلني، ومحاولته استعادة زواجه والمحافظة في الوقت نفسه على القيم التي يتبناها.

سواق الاتوبيس وازمة الهوية المصرية في عصر الانفتاح-فيسبوك
سواق الاتوبيس وازمة الهوية المصرية في عصر الانفتاح-فيسبوك

والحال هذه تتحوّل ورشة النجارة إلى قضية شرف وإرث ذي صلة بالهوية في زمن الانفتاح، أي أنها تتجاوز دلالاتها الواقعية إلى الرمزية، فهي معركة وجود وليست مجرد أزمة عابرة.

ويساعده في خوضها رفاق السلاح في حرب 1973، ما يعني مغادرة المصالح الضيقة وتجاوزها، واعتبار الدفاع عن الشأن العام دفاعًا عن الوجود الفردي نفسه، ما يفسّر مفتتح الفيلم ونهايته، فهو يبدأ بحسن وهو يقود حافلة النقل العام عندما يسرق أحد "النشّالين" إحدى السيدات ويقفز من نافذة الحافلة، فماذا يفعل حسن؟ يوقف الحافلة وهو في حالة من التردد، هل يطارد اللص ويعيد للسيدة ما سُرق منها أم يمضي في حال سبيله، مجرد سائق حافلة؟

ينحاز حسن للحل الأسهل، وهو مواصلة طريقه، أي خلاصه الفردي، ويواصل قيادة الحافلة. لكنه بعد ما مر به ووالده من أزمات مالية وتخلّي أقرب الناس عنهما، يتوصل إلى نتيجة أخرى، فلا خلاص فرديًا إلا إذا كان متصلًا بالشأن العام، بالناس من حوله، بوجودهم وقيمهم، فالدفاع عن هذه الأمور هو ما يحافظ على إنسانيته ووجوده.

لذلك، فإنه عندما يرى "نشّالًا" يسرق سيدة أخرى في نهاية الفيلم يلاحقه حتى يُلقي القبض عليه، ويبرّحه ضربًا وهو يصرخ "يا ولاد الكلب"، ناقلًا اللص من حالته الفردية إلى الجماعية، فإذا هو كل الفاسدين الذين أوصلوا البلاد إلى ما وصلت إليه، وأهدروا إرث أبيه وعرّضوه للخطر.

قصيدة حزينة في رثاء الأوطان

يبدو الفيلم على واقعيته قصيدة حزينة، رثاءً حارقًا للمآلات التي وصلتها مصر بعد حرب عام 1973، ما جعله عابرًا للعقود، فرغم مرور أكثر من أربعين عامًا على إنتاجه فإنه يبدو كأنه يعاين أوضاع مصر وربما بقية دول المنطقة في حالها الراهن.

عاطف الطيب ومسيرة سينمائية حافلة في عمر قصير-فيسبوك
عاطف الطيب ومسيرة سينمائية حافلة في عمر قصير-فيسبوك

اُختير الفيلم عام 1996 ضمن قائمة أفضل فيلم مصري في القرن العشرين، في استفتاء أُجري بمناسبة مئوية السينما المصرية ضمن فعاليات مهرجان القاهرة في دورته العشرين، واحتل المرتبة الثامنة في القائمة التي تصدّرها فيلم "العزيمة" الذي أُنتج عام 1939 للمخرج كمال سليم. 

أفضل 10 أفلام في تاريخ السينما المصرية

1-    العزيمة          1939         المخرج كمال سليم
2-    الأرض            1970         المخرج يوسف شاهين
3-    المومياء         1969         المخرج شادي عبد السلام
4-    باب الحديد     1958         المخرج يوسف شاهين
5-    الحرام            1965         المخرج هنري بركات
6-    شباب امرأة    1956         المخرج صلاح أبو سيف
7-   بداية ونهاية    1960          المخرج صلاح أبو سيف
8- سواق الأتوبيس 1982         المخرج عاطف الطيب
9-    غزل البنات     1949         المخرج أنور وجدي
10-  الفتوة            1957         المخرج صلاح أبو سيف

وكان لافتًا أن فيلم عاطف الطيب الذي يعتبره كثير من النقاد تحفة فنية "الهروب" لم يكن ضمن قائمة المئة فيلم الأفضل في تاريخ السينما المصرية.

الهروب.. "اللص والكلاب" معكوسًا

أُنتج "الهروب" عام 1991، وهو من بطولة أحمد زكي الذي قدّم فيه واحدًا من أهم أدواره، بالإضافة إلى "البريء" وهو من إخراج عاطف الطيب أيضًا.

ويقوم على مفهوم العدالة وسبل إنفاذها، من خلال قصة منتصر (أحمد زكي) الذي يتعرّض لعملية نصب واحتيال تقوده إلى السجن، وعندما يخرج منه يبدأ بالانتقام وتحقيق العدالة بنفسه.

وبالتوازي مع ذلك، يقارب الفيلم فساد الأجهزة الأمنية التي تستغل فرار منتصر وقضيته، للتغطية على صفقات أمنية تجريها مع التيار الديني المتشدد لصرف أنظار الناس عن إخفاقاتها الأمنية الكبيرة.

احمد زكي وهالة صدقي في "الهروب"-فيسبوك
احمد زكي وهالة صدقي في "الهروب"-فيسبوك

ورغم الفارق الزمني بين "الهروب" (1991) وفيلم "اللص والكلاب" (1962) وهو من إخراج كمال الشيخ ومأخوذ عن رواية بالاسم نفسه لنجيب محفوظ، إلا أن انشغالهما بمفهوم العدالة يبدو مركزيًا وعلى نحو معكوس لا متطابق.

في "اللص والكلاب"، يخرج سعيد مهران من السجن، وفكرة الانتقام ممن سلبه زوجته وابنته وماله تستحوذ عليه، لكنه يفشل في كل محاولاته: يحاول سرقة بيت رؤوف علوان (الصحافي والاشتراكي السابق) فيفشل. يذهب إلى بيته حيث يقطن عليش سدرة الذي خانه واقترن بزوجته بعد سجنه، ويطلق النار على من يفترض أنه غريمه سدرة، فيكتشف أنه قتل مستأجرًا جديدًا للبيت.

بعد ذلك، يذهب إلى بيت رؤوف علوان ليقتله، وعندما تتوقف سيارة علوان داخل الفيلا، يطلق سعيد مهران النار على من يترجل منها، لكنه يكتشف في اليوم التالي أنه قتل الخادم وليس غريمه الاشتراكي.

ويحدث العكس تمامًا في فيلم "الهروب"، حيث ينجح منتصر (أحمد زكي) بالانتقام من كل من خدعه أو دفعه إلى السجن. 

شادية وشكري سرحان في "اللص والكلاب"-فيسبوك
شادية وشكري سرحان في "اللص والكلاب"-فيسبوك

ويعود ذلك ربما إلى زمن أحداث فيلم "الهروب"، وهو تسعينيات القرن الماضي، حيث بدأت الدولة المصرية في الشيخوخة المبكرة في حقبة الرئيس الراحل حسني مبارك، واستشرى الفساد فيها، ما جعل من فكرة قيامها بتحقيق العدالة متعذّرًا، وألجأ الأفراد للقيام بذلك، بينما كان فشل سعيد مهران في "اللص والكلاب" مفهومًا في حينه، لأن الدولة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانت قوية وقائمة على مفهوم العدالة الاجتماعية، وكان دورها مركزيًا في المجتمع.

ويُضاف إلى ذلك إلى أن بطل الرواية الأصلي "الواقعي"، والفيلم لاحقًا، الذي كتب قصته نجيب محفوظ، لم ينجح فعلاً في قتل الأشخاص المستهدفين، ما وافق ورؤية محفوظ بأن العدالة شأن المؤسسات لا الأفراد.

مشاكل في القلب ومع الرقابة

ورغم أن "الهروب" لم يكن على قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية إلا أن للطيب ثلاثة أفلام ضمن القائمة، هي "سواق الأتوبيس" و"البريء" و"الحب فوق هضبة الهرم"، كما أن فيلم "سواق الأتوبيس" حلّ في المرتبة الـ33 في قائمة أفضل فيلم عربي منذ إنشاء السينما في المنطقة، التي أعلنها مهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2013.

وحل فيلم "البريء" في المرتبة ال40 على القائمة نفسها التي كانت بناء على استفتاء شمل 500 شخصية من صنّاع السينما في المنطقة العربية.

من رسومات رسام الكاريكاتور الفلسطيني ناجي العلي-موقع الفنان على فيسبوك
من رسومات رسام الكاريكاتور الفلسطيني ناجي العلي-موقع الفنان على فيسبوك

وللطيب أفلام أخرى لا تقل أهمية عن تلك التي أُدرجت في القائمتين، منها "الزمّار" عام 1985 الذي مُنع من العرض، و"قلب الليل" وكتيبة الإعدام"، و"الدنيا على جناح يمامة"، و"دماء على الإسفلت"، وضد الحكومة" و"إنذار بالطاعة" و"كشف المستور" و"ليلة ساخنة" و"جبر الخواطر" الذي عُرض بعد وفاته.

توفي الطيب عام 1995 جرّاء مشاكل في القلب، ولم تكن تلك معاناته الوحيدة في الحياة، فقد كابد الكثير في مسيرته السينمائية، واُتهم بالخيانة عندما أخرج فيلم "ناجي العلي" عام 1992، ويروي قصة رسام الكاريكاتور الفلسطيني الشهير ناجي العلي الذي اُغتيل في لندن عام 1987.

ويروي بطل الفيلم نور الشريف في مقابلة معه أن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات طلب من الرئيس حسني مبارك منع عرض الفيلم في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي في حينه، لكن مبارك سمح بعرض الفيلم لأنه لا يتضمن أي إساءة لمصر.  

تابع القراءة

المصادر

خاص موقع التلفزيون العربي