الثلاثاء 25 آذار / مارس 2025
Close

عالقون في مخيمات بين رحيل وبقاء.. الدمار في ريف حلب يصعب عودة النازحين

عالقون في مخيمات بين رحيل وبقاء.. الدمار في ريف حلب يصعب عودة النازحين

شارك القصة

بعد سقوط نظام الأسد لم تكن العودة إلى الديار خيارًا ممكنًا لكثيرين - أرشيف غيتي
بعد سقوط نظام الأسد لم تكن العودة إلى الديار خيارًا ممكنًا لكثيرين - أرشيف غيتي
الخط
الحياة لدى كثير من النازحين السوريين في المخيمات، ما زالت مؤجلة، وبينما تنتظر هذه المدن المدمرة من يعيد إليها الحياة، يظل أهلها عالقين بين الرحيل والبقاء.

تبدو عودة بعض النازحين السوريين إلى قراهم أكثر صعوبة مما كانوا يتصورون، بعد أن وجدوا منازلهم مدمرة ومزارعهم خالية من أشجارها.

وقال النازح من مدينة تل رفعت شمال حلب عامر عليطو، إن الحياة في المنزل المنكوب أشد مرارة من الخيمة. 

وكان عامر يتحرق شوقًا كلما ذُكر اسم مدينته، وبداخله حنين يغلي على داره وأملاكه التي تركها مرغمًا، وعاش تسع سنوات في خيمة.

وقال إنه لم يستطع العودة بعد سقوط النظام، لافتًا إلى أن الحياة في المنزل المنكوب أشد مرارة من الخيمة. 

وأضاف عامر: "عدت إلى الخيمة من جديد بعد مشاهدة منزلي المدمر والمدينة، حيث لا يمكن العيش فيها بسبب الدمار وعدم وجود مقومات للحياة".

ولم يكن دمار البيوت والأحياء وحده ما أوجع أبا محمد، بل كانت أشجار الزيتون المقتلعة هي الفاجعة الأكبر.

ويقول إن المنازل قد يعاد بناؤها في عام أو عامين، أما تلك الأشجار، فقد سلبت منها سنواتها الطويلة، ولن تعود لتبسط ظلالها وتطرح ثمارها إلا بعد عقود.

قطع آلاف أشجار الزيتون

من جهته، يقول عبد السميع حدبة، مزارع وصاحب بستان أشجار زيتون: "منزلي الذي تدمر يمكن إعادة بنائه، لكن هذه الأشجار التي تم قطعها خسارة كبيرة وتحتاج إلى وقت طويل لتنمو وتثمر. وبدون دعم من الدولة أو المنظمات لا يمكن زراعة بديل عنها".

بدوره، يشير المجلس المحلي في مدينة تل رفعت إلى أن المدينة باتت منكوبة، وأن أكثر من عشرة آلاف شجرة زيتون قطعت في ريف المدينة.

ويتحدث المهندس حسام عليطو، مدير المكتب الزراعي في مدينة تل رفعت شمال حلب، عن "كارثة كبيرة في المدينة المنكوبة وريفها، الذي لم يسلم من اقتطاع أشجار الزيتون التي هي قوت الأهالي ومصدر رزقهم".

ويردف: "هناك أكثر من 10 آلاف شجرة قطعت في ريف تل رفعت".

هكذا، وبعد سقوط النظام، لم تكن العودة إلى الديار خيارًا ممكنًا لكثيرين، فالمنازل المدمرة لم تعد تصلح للسكن، وأشجار الزيتون التي قاومت الزمن سقطت ضحية الحرب.

كما لم يعد هناك فرق بين بيت مهدم وخيمة ممزقة، فالخذلان واحد، والمعاناة ظلت مستمرة.

وعليه، فإن الحياة لدى كثير من النازحين السوريين في المخيمات، ما زالت مؤجلة. وبينما تنتظر هذه المدن المدمرة من يعيد إليها الحياة، يظل أهلها عالقين بين الرحيل والبقاء.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي
تغطية خاصة