عندما انتشر خبر وفاة المخرج السوري حاتم علي في التاسع والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، كان لسان حال من أوجعهم رحيله المفاجئ يقول إن أحدًا "لا يصوّر دمشق كما يفعل حاتم علي".
حينها كان علي في القاهرة التي عُدت منفاه الاختياري واخترق عالم الدراما فيها، قبل أن يتوقف قلبه بشكل مفاجئ عن 58 عامًا.
من عرفوه استذكروا ما لمسوه في شخصه وطباعه، وما جمعهم من مواقف. وآخرون، معظمهم من المشاهدين، استعادوا ما زوّد به الدراما السورية والعربية تمثيلًا وإخراجًا.
صاحب التغريبة يموت غريبًا عن بلده.. وفاة المخرج السوري #حاتم_علي، تعرفوا على مسيرته 👇#شبابيك pic.twitter.com/XO6uZWiiM9
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 29, 2020
سيرة إبداع
وعبر شريط الذكريات، بانت سيرة المبدع الذي وُلد في يونيو/ حزيران من عام 1962، وتخرّج من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق عام 1986، ثم بدأ مسيرته الفنية خلال عامين فقط كممثل في مسلسل "دائرة النار".
ثم توالت أعماله الدرامية التي جسد فيها شخصيات عديدة قبل أن يدخل عالم الإخراج عام 1994.
وبينما عُدّ مسلسل "الفصول الأربعة" الذي مزج الكوميديا بالدراما الاجتماعية أحد أبرز أعماله، جمعته ثنائية استثنائية مع الشاعر والأديب الفلسطيني الدكتور وليد سيف، فقدما معًا مسلسلًا عن صلاح الدين الأيوبي، وأعمالًا أخرى منها "ربيع قرطبة" و"ملوك الطوائف" و"عمر"، فضلًا عن "التغريبة الفلسطينية".
والأخير يُعد من أبرز الأعمال التي بقيت في الذاكرة التاريخية والفنية، بتناوله القضية الأهم في التاريخ العربي الحديث.
ومن اللافت أن رحيل علي إثر إصابته بأزمة قلبية جاء بالطريقة نفسها التي رحل بها معظم أبطال أعماله الدرامية بعيدًا عن الوطن؛ فهو توفي غريبًا في القاهرة، بعيدًا عن وطنه ومكان نكبته: الجولان المحتل.
وكانت إقامة علي في مصر قد أعقبت اندلاع الثورة السورية عام 2011 وما تبعها من جلاء انحيازات الفنانيين السوريين بمرور الأعوام.
واختار الرجل القاهرة منفى اختياريا، إلى أن قرّرت نقابة الفنانين السوريين التابعة للنظام فصله ومعه عشرات الفنانين الآخرين عام 2015، بزعم "عدم تسديد اشتراكات النقابة".
غير أن التقارير أفادت بأن السبب الفعلي كان عدم تماهيه مع نظام الأسد، وإشراكه العديد من النجوم المعارضين للنظام في أعماله الفنية.
فقد وعرفان
وبمرور العام الأول على رحيل حاتم علي، خصّه محبوه في سوريا والعالم العربي بمساحة "افتراضية"، عبّروا من خلالها عن مزيج من مشاعر الفقد والمحبة والعرفان، وأكدوا على ما تركه غياب الراحل كما حضوره في نفوسهم ووجدانهم.
"إخراج..حاتم علي" عبارة قصيرة بقيمة كبيرة فيها عهد الصديق ووعد الصادق علامة فارقة..بصمة لا تتكرر ضمان الإبداع والقيمة الفنية الحقيقية جملة حلّت بوجداننا وصانعها قد رحل فرس تختال فخورة بعريق اصلها..وتفاخر الدنيا بفارسها الذي ترجّل. رحمك الله أيها المبدع العظيم رحمك الله #حاتم_علي pic.twitter.com/UIPhNoFTkL
— SAFA JO🇯🇴 (@SAFA_RAF_JO) December 29, 2021
الذكرى الأولى لرحيل المخرج الذي وحد العرب حاتم علي ❤️ pic.twitter.com/Llu0iVRJlQ
— شريف مجدي نصار (@NassarShiko) December 29, 2021