الثلاثاء 15 أكتوبر / October 2024

عبر الدردشة فقط.. الذكاء الاصطناعي يتصدى لنظريات المؤامرة

عبر الدردشة فقط.. الذكاء الاصطناعي يتصدى لنظريات المؤامرة

شارك القصة

أظهرت تجربة أن الأشخاص الذين ناقشوا نظريات المؤامرة الخاصة بهم مع الذكاء الاصطناعي تراجع اعتقادهم بأنها صحيحة بنسبة 20%-  غيتي
أظهرت تجربة أن الأشخاص الذين ناقشوا نظريات المؤامرة الخاصة بهم مع الذكاء الاصطناعي تراجع اعتقادهم بأنها صحيحة بنسبة 20%- غيتي
يستطيع الذكاء الاصطناعي إنتاج محادثات تشجع التفكير النقدي، وتوفر حججًا مضادة لنظريات المؤامرة تعتمد على الحقائق.

توصلت دراسة حديثة إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يغير الاعتقاد بنظريات المؤامرة الرائجة، مثل أن الهبوط على سطح القمر لم يحدث قط، أو الادعاء بأن لقاحات كوفيد تحتوي على رقائق دقيقة.

وبحسب صحيفة "الغارديان"، وجد الباحثون مؤخرًا أن الدردشة مع الذكاء الاصطناعي يمكن أن تغيّر مثل هذه المعتقدات.

وتنقل الصحيفة عن الدكتور توماس كوستيلو، المؤلف المشارك للدراسة من الجامعة الأميركية، قوله: "تخبرك الحكمة التقليدية أن الأشخاص الذين يؤمنون بنظريات المؤامرة نادرًا ما يغيرون رأيهم"، مشيرًا إلى أن الدراسة الجديدة تقدم موقفًا مختلفًا.

محادثات تشجّع على التفكير النقدي

وأوضح الباحثون أن تحقيق هذا الأمر يعتمد بشكل حاسم على نظام الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه الاعتماد على مجموعة واسعة من المعلومات من إنتاج محادثات تشجع التفكير النقدي وتوفر حججًا مضادة مخصصة قائمة على الحقائق.

وأضاف كوستيلو: "كان الذكاء الاصطناعي يعرف مسبقًا ما يعتقده الشخص، ولهذا السبب، كان قادرًا على تكييف إقناعه بما يتوافق مع نظام معتقداته الدقيق".

استعان الباحثون بنظام "DebunkBot" في تجربة تأثير الذكاء الاصطناعي على محاربة نظريات المؤامرة- غيتي
استعان الباحثون بنظام "DebunkBot" في تجربة تأثير الذكاء الاصطناعي على محاربة نظريات المؤامرة- غيتي

وفي مجلة "سينس"، شرح كوستيلو وزملاؤه كيف أجروا سلسلة من التجارب شملت 2190 مشاركًا يؤمنون بنظريات المؤامرة. وطُلب من جميع المشاركين وصف نظرية مؤامرة معينة يعتقدون أنها تؤيدها والأدلة التي يعتقدون أنها تدعمها. ثم تم إدخال ذلك في نظام الذكاء الاصطناعي المسمى "DebunkBot".

كما طُلب من المشاركين أن يقيموا على مقياس مكون من 100 نقطة مدى صحة اعتقادهم بنظرية المؤامرة.

ثم أجروا عن عمد محادثة ثلاثية ذهابًا وإيابًا مع نظام الذكاء الاصطناعي حول نظرية المؤامرة الخاصة بهم أو موضوع أخر. وبعد ذلك، قام المشاركون مرة أخرى بتقييم مدى صحة نظرية المؤامرة الخاصة بهم.

تراجع الاعتقاد بصحة نظرية المؤامرة

وبحسب "الغارديان"، كشفت النتائج أن أولئك الذين ناقشوا مواضيع غير متعلقة بالمؤامرة انخفض تصنيفهم "للحقيقة" بشكل طفيف بعد ذلك. أمّا الذين ناقشوا نظرية المؤامرة الخاصة بهم مع الذكاء الاصطناعي أظهروا، في المتوسط، انخفاضًا بنسبة 20% في اعتقادهم بأنها صحيحة.

وبحسب الباحثين، يبدو أن التأثيرات تستمر لمدة شهرين على الأقل، بينما نجح هذا النهج مع جميع أنواع نظريات المؤامرة تقريبًا. ويعتمد حجم التأثير على عوامل تشمل مدى أهمية الاعتقاد بالنسبة للمشاركين وثقتهم في الذكاء الاصطناعي.

وقال كوستيلو: "إن حوالي واحد من كل أربعة أشخاص بدأوا التجربة معتقدًا بنظرية المؤامرة، خرج منها دون هذا الاعتقاد".

الذكاء الاصطناعي لمحاربة المعلومات المضللة

وتساءل البروفيسور ساندر فان دير ليندن من جامعة كامبريدج، والذي لم يشارك في العمل، عما إذا كان الناس سيتعاملون مع مثل هذا الذكاء الاصطناعي طواعية في العالم الحقيقي.

واعتبر أنه من غير الواضح ما إذا كانت ستُسجّل نتائج مماثلة إذا تحدث المشاركون مع إنسان مجهول، متسائلًا عن كيفية إقناع الذكاء الاصطناعي للمؤمنين بنظريات المؤامرة، نظرًا لأن النظام يستخدم استراتيجيات مثل التعاطف والتأكيد.

لكنه أضاف: "بشكل عام، إنها نتيجة جديدة حقًا ومن المحتمل أن تكون مهمة وتوضيحًا جيدًا لكيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لمحاربة المعلومات المضللة".

تابع القراءة
المصادر:
ترجمات
Close