قال حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية، اليوم الخميس: إنّ بلاده نفذت هذا الأسبوع أول عملية تحويل مصرفي دولي مباشر عبر نظام "سويفت" للمدفوعات الدولية، منذ 14 عامًا.
وتمثل هذه الخطوة الجديدة إنجازًا مهمًا في مساعي سوريا لإعادة الاندماج في النظام المالي العالمي، بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
أول معاملة تجارية دولية
وقال الحصرية في تصريح لوكالة "رويترز" في دمشق: إن أول معاملة تجارية كانت من بنك سوري إلى بنك إيطالي، مضيفًا أن "الباب مفتوح أمام المزيد".
كما كشف حاكم مصرف سوريا المركزي أن دمشق تتوقع إجراء أول معاملة مع بنك أميركي "في غضون أسابيع"، وذلك بعد يوم من اجتماع رفيع المستوى بين بنوك تجارية سورية وأميركية.
وسيكون استئناف المعاملات بين البنوك السورية والأميركية، إنجازًا رئيسيًا في مساعي مسؤولي سوريا الجدد، لإعادة دمج البلاد في النظام المالي العالمي بعد الحرب التي درات رحاها بين النظام السابق والمعارضة واستمرت 14 عامًا.
وعقد الحصرية، أمس الأربعاء، مؤتمرًا عبر الإنترنت جمع البنوك السورية، وعددًا من البنوك الأميركية والمسؤولين الأميركيين، ومن بينهم مبعوث واشنطن إلى سوريا توماس باراك، بهدف تسريع إعادة ربط النظام المصرفي السوري بالنظام المالي العالمي.
ويأتي ذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال مايو/ أيار، أنه سيتم رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا. وأعقب ذلك صدور أوامر تنفيذية برفع بعض العقوبات رسميًا.
وستشكل إعادة دمج سوريا في النظام المالي العالمي، خطوة كبيرة نحو إتاحة المعاملات المالية الكبيرة اللازمة، لبدء إعادة الإعمار والنشاط الاقتصادي، والمساعدة في كبح الأنشطة الاقتصادية غير الرسمية القائمة على النقد.
ووجه الحصرية دعوة رسمية للبنوك الأميركية، لإعادة العلاقات المصرفية بعد الإطاحة برئيس النظام السابق بشار الأسد، الذي أدى قمعه للاحتجاجات عام 2011 إلى فرض الدول الغربية لواحد من أكثر أنظمة العقوبات صرامة في العالم.
"الهدف الثاني"
وقال الحصرية: "لدينا هدفان واضحان: أن تنشيء البنوك الأميركية مكاتب تمثلها في سوريا واستئناف المعاملات بين البنوك السورية والأميركية. وأعتقد أن الهدف الثاني يمكن أن يحدث في غضون أسابيع".
ومن بين البنوك التي دُعيت إلى مؤتمر، يوم أمس الأربعاء، بنك "جيه.بي مورغان"، وبنك "مورغان ستانلي" و"سيتي بنك"، لكن لم يتضح بعد من شاركوا بالفعل في المؤتمر.
وفي أبريل/ نيسان الفائت، عيّن الرئيس السوري أحمد الشرع، الحصرية حاكمًا جديدًا لمصرف سوريا المركزي، بعد أسابيع من تقديم ميساء صابرين استقالتها من المنصب.
ويرى اقتصاديون أن استقلال المصرف المركزي أمر بالغ الأهمية لتحقيق الاستقرار على صعيد الاقتصاد الكلي والقطاع المالي على المدى الطويل.
ورغم أن البنك المركزي السوري من الناحية النظرية مؤسسة مستقلة، فقد كانت الحكومة هي المحدد الفعلي لسياسة البنك في عهد حكم بشار الأسد.
وأول الشهر الجاري، استؤنف التداول في سوق دمشق للأوراق المالية "البورصة" بعد توقف استمر نحو 6 أشهر، حيث تسارع البلاد الخطوات لتنشيط الاقتصاد عقب سقوط نظام البعث.