بمناسبة الذكرى الأربعين لحصوله على جائزة نوبل للآداب، تُقام احتفالات تكريمية للكاتب الكولومبي الشهير غابرييل غارسيا ماركيز.
إحداها تنطلق اليوم الخميس في منزل جنوبي العاصمة المكسيكية، حيث عاش وزوجته مرسيدس بارشا منذ الثمانينيات وحتى وفاته عام 2014، وتعرِض لرسائل اكتشفتها حفيدته عن طريق الصدفة.
صندوق بلاستكي غامض
وكانت إميليا غارسيا إليزوندو، حفيدة الكاتب الشهير، قد وقعت على المحتوى الثمين أثناء مراجعتها أرشيفات الصور التي تركها جدها، صاحب رواية "الحب في زمن الكوليرا".
بحسب وكالة "أسوشيتد برس"، تنبهت الشابة إلى صندوق بلاستيكي "غامض" كُتب على ملصقه "أحفاد".
وبعدما ترددت في فتح الصندوق غلبها فضولها، فوجدت في داخله 150 رسالة غير منشورة تلقّاها غابرييل من شخصيات معروفة من بينها الشاعر التشيلي بابلو نيرودا، والرئيس الكوبي فيدل كاسترو، والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون والممثل والمخرج الأميركي روبرت ديفدورد.
وتحدثت إميليا، وهي مديرة مؤسسة غارسيا ماركيز، للوكالة عن صدمتها لدى عثورها على الصندوق في خزانة بالطابق الثاني من بيت جديها.
ولفتت إلى أن هذا الاكتشاف كان بمثابة مفاجأة للعائلة، التي لطالما اعتقدت أن جميع خطابات ومراسلات غابرييل الشخصية كانت في مركز "هاري رانسوم" بجامعة تكساس في أوستن الأميركية، الذي يمتلك أكبر مجموعة من وثائق الكاتب.
ومن بين الرسائل الأربعين التي سيتم عرضها، ستظهر خمسة من كاسترو، وواحدة من نيرودا، وسبعة من كلينتون، وفق "أسوشييتد برس".
في إحدى رسائل الرئيس الأميركي الأسبق، ويعود تاريخها إلى 28 ديسمبر/ كانون الأول 1999، كتب كلينتون لماركيز يخبره عن حفل لموسيقى الفالينتو الكولومبية أُقيم في البيت الأبيض.
وتفيد الوكالة أن كلينتون روى في الرسالة عن المشاعر التي انتابته وزوجته هيلاري، واصفًا تلك الموسيقى بأنها "كنز".
وتوجه إلى الكاتب الكولومبي بالقول إنها تشكل تباينًا ملحوظًا ورائعًا عن الصور السلبية التي غالبًا ما ترتبط ببلده الجميل.
إلى ذلك، كشفت رسالة كتبها كاسترو بخط يده لغابرييل غارسيا ماركيز، وتعود إلى تاريخ 10 ديسمبر 2007، ما أفاده به بشأن خضوعه لنظام تمارين صارم.
وقال الزعيم الكوبي إن عليه ألا يفشل في الامتثال لذاك النظام، إذا ما كان ينوي الاستمرار في كونه مفيدًا للثورة.
واشتهر ماركيز الذي وُلد في كولومبيا عام 1927، بلقب "غابو" في دول أميركا اللاتينية. والرجل دافع عن كوبا، وعاش في المكسيك، ولطالما كان فخورًا بكونه أولًا وقبل كل شيء أميركيًا لاتينيًا.
قضى طفولته المبكرة بعيدًا عن والدين سعيًا وراء لقمة العيش فغرق في الاستماع لجده الكولونيل المتقاعد الذي منحه وعيًا سياسيًا منذ صغره، ولجدته التي امتازت بسرد الحكايات الشعبية والروايات الخرافية.
في بداية حياته، عمل مراسلًا صحفيًا، قبل أن ينتقل إلى عالم الرواية الذي أحبه. وجمع في نهجه الأدبي عالمًا يتشابك فيه الخيال والأسطورة بالحياة اليومية.
حصد عام 1982 جائزة نوبل للآداب عن روايته "مئة عام من العزلة"، التي تُرجمت إلى 35 لغة وبيعت منها أكثر من 30 مليون نسخة.
ولم ينكر غارسيا ميوله اليسارية، بل جاهر بمعارضته لهيمنة الولايات المتحدة، وكان مدافعًا شرسًا عن سياسات صديقه فيدل كاسترو. وبعدما مُنع لسنوات من دخول واشنطن رفع كلينتون هذا الحظر.