أعلنت الشرطة الهندية بعد ظهر اليوم الخميس، أنها عثرت على ناجٍ ثانٍ كان على متن الطائرة المنكوبة في أحمد أباد.
وكانت صحيفة "إنديان إكسبريس" قد نقلت عن الشرطة الهندية أن جميع من كانوا على متن طائرة الخطوط الجوية الهندية التي تحطمت اليوم الخميس في أحمد أباد، وعددهم 242 شخصًا، لقوا حتفهم.
وأفاد مسؤولون، بأن رحلة الخطوط الهندية 171 في طائرة "بوينغ 787-8 دريملاينر" المتوجهة إلى لندن غاتويك تحطّمت مباشرة بعد إقلاعها.
وقالت الشرطة الهندية لرويترز: إنه "تم نقل أكثر من 100 جثة إلى مستشفى في أحمد أباد بعد تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية (إير إنديا) اليوم الخميس في المدينة".
تحطم الطائرة الهندية
وكانت شرطة مدينة أحمد أباد الهندية قد أعلنت، أنه من غير المتوقع أن يكون أي من ركاب طائرة تحطمت بعد وقت قصير من إقلاعها في رحلة إلى لندن وعلى متنها 242 شخصًا قد نجا الخميس، معبرة عن مخاوف إزاء مزيد من الوفيات في موقع التحطم.
وقال مفوض شرطة المدينة جي إس مالك لوكالة فرانس برس: "يبدو أنه لا ناجين في الحادث. وبما أن الطائرة تحطمت في منطقة سكنية تضم عددًا من المكاتب، فقد سقط المزيد من الضحايا". ولم يُدلِ بتفاصيل بشأن الوفيات على الأرض.
وأوضحت شركة الخطوط الهندية أن 169 راكبًا هنديًا كانوا في الطائرة إلى جانب 53 بريطانيًا وسبعة برتغاليين وكندي.
وكانت الطائرة قد وجّهت نداء استغاثة إلى برج المراقبة، بحسب هيئة الطيران المدني الهندية، التي أشارت إلى أنها "تحطّمت مباشرة بعد إقلاعها" خارج المطار.
وتعد أحمد أباد، المدينة الرئيسية في ولاية غوجارات الهندية، بنحو ثمانية ملايين نسمة وتحيط بمطارها مناطق سكنية مكتظة.
ما هي السيناريوهات المحتملة لسقوط الطائرة الهندية؟
يشير خبير الطيران ورئيس جمعية الطيارين الخاصة مازن السماك، إلى وجود عدة سيناريوهات يمكن أن تكون قد تسببت في سقوط الطائرة، ومنها: عطل في المحرك أو في المحركين نتيجة اصطدام طائر أو سرب من الطيور، أو نتيجة عطل كهربائي، أو حريق في المحرك، أو نتيجة عطل هيدروليكي.
وفي حديث للتلفزيون العربي من بيروت، يرجح السماك أن يكون عطلًا ما قد حدث بعد عملية الإقلاع وليس قبلها، على اعتبار أن الطيار قد قام بنداء الاستغاثة بعد الإقلاع بوقت قصير.
ويوضح أن الطيور يمكن أن تعطل محرك وبحالات قليلة جدًا يمكن تعطل المحركين أيضًا، لكنه يشير إلى أن فرصة حدوث ذلك قليلة جدًا.
ويلفت السماك إلى أنه من الممكن رؤية ما إذا كان سرب من الطيور قد مر بجانب المحرك أو دخل بالمحركات أثناء عملية الإقلاع، بالإضافة إلى ملاحظة تصاعد الدخان الأسود.
ويضيف أنه يجب انتظار فحص محتويات الصندوق الأسود، الذي أصبح الآن عبارة عن صندوقين، الأول يسجل المحادثات بين قمرة القيادة وبرج المراقبة، فيما يسجل الصندوق الثاني وضع الطائرة وكيفية عملها.
إجراء تحقيق مناسب
من جهته، يشير الصحافي الهندي سانجاي كومار، إلى أن الطائرة ليست قديمة، وسجل السلامة الخاص بها مميز، وبالتالي فإن الخبراء يقولون إن السبب الوحيد ربما يرتبط بالطيور، ولكن يجب التأكيد على ذلك بعد إجراء تحقيق مناسب.
وفيما يشير في حديث للتلفزيون العربي من نيودلهي، إلى أن الطائرة كانت متوجهة إلى لندن، يقول كومار إنها لم تستطع التحليق في السماء لأكثر من 800 قدم.
من جانبه، يتحدث الصحافي الهندي أديتا راج كول في مداخلة عبر التلفزيون العربي عن أخبار تؤكد أن الوزير السابق لولاية غوجارات فيجي رباني كان على متن الطائرة، وهو مقرب من ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند.
وكانت الهند قد شهدت سلسلة حوادث طيران دموية على مر السنوات بما في ذلك كارثة وقعت عام 1996 عندما اصطدمت طائرتان في الجو فوق نيودلهي، ما أسفر عن مقتل نحو 350 شخصًا.
وفي 2010، تحطّمت طائرة تابعة لشركة "إير إنديا إكسبرس" واندلعت فيها النيران في مطار مانغالور في جنوب غرب الهند، ما أسفر عن مقتل 158 من ركابها وأفراد طاقمها.
وقبل عقود على ذلك، تحطّمت في البحر قبالة أيرلندا طائرة بوينغ 747 تابعة للخطوط الهندية كانت متوجهة من مونتريال إلى لندن في يونيو/ حزيران 1985. وكانت الطائرة تقل 329 شخصًا لم ينج أي منهم.