الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

عزمي بشارة لـ"التلفزيون العربي": تغييرٌ مرتقب في اليمن وثلاث خطوات للإنقاذ في تونس

عزمي بشارة لـ"التلفزيون العربي": تغييرٌ مرتقب في اليمن وثلاث خطوات للإنقاذ في تونس

Changed

يستبعد الدكتور بشارة تغييرات جذرية في السياسة الخارجية الأميركيّة، ويتحدّث عن تصريحات "متناقضة" حول إيران. ويشدّد على أنّ تونس "قصة نجاح فريدة"، داعيًا لإنقاذ نظامها الديمقراطيّ.

أكّد المفكّر عزمي بشارة في حديث خاص لـ"التلفزيون العربي" أنّ اليمن قد يكون المحور الأكبر للتغيير في السياسة الخارجية الأميركيّة في ولاية الرئيس جو بايدن، في ظلّ توجّهٍ واضحٍ لدى الإدارة الجديدة لوقف نزيف الحرب، ليكون ذلك مدخلًا فتح ملفّاتٍ أخرى مع إيران.

ورجّح مدير "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" أن تنخرط إدارة بايدن بشكلٍ أكبر في الملفّ الليبي بعد سنواتٍ من الانكفاء، من باب تفعيل العملية السياسية والدبلوماسيّة، مستبعدًا في المقابل حصول أيّ تغيير جذريّ في السياسات العمليّة على خطّ القضيّة الفلسطينية.

وعلى صعيد الاتفاق النووي مع إيران، لفت الدكتور بشارة إلى تصريحات "متناقضة" للإدارة الجديدة، قد تكون مؤشّرًا على وجود خلافات داخليّة حول مقاربة الملف، يمكن أن تفسَّر من زاويتين مختلفتين: تأجيل الحسم، أو الضغط على إيران والتلويح بالذهاب إلى اتفاق جديد.

وأسف بشارة لاستمرار الصراع الفلسطيني الداخلي في ضوء الحديث عن "مصالحة" جديدة في القاهرة، معتبرًا أنّ الذهاب إلى انتخابات في ظلّ الواقع الحاليّ مجرد "هروب إلى الأمام".

ورأى د. بشارة أنّ المصالحة الخليجيّة تمّت بقرارٍ سعوديّ وصفه بـ"السياديّ"، بعدما استُنفِد الحصار على قطر، وأثبت فشله، لكنّه استبعد وجود "ضمانات" لعدم تكرار مثل هذه الأزمة مستقبلًا.

أما الوضع التونسي فقد خصّه بشارة بحيّز واسع من حديثه، واصفًا تونس بأنّها "قصّة نجاح فريدة في ظلّ محيط غير مساعد". واعتبر أنّ المرحلة الانتقاليّة في هذا البلد انتهت، ولو أنّ نظامها الديمقراطيّ مازال "مهدَّدا" اليوم بشكلٍ أو بآخر.

وتحدّث عن ثلاث خطوات لا بدّ منها لإنقاذ البلاد، ولو تطلّبت تنازلاتٍ متبادلة، قوامها إنشاء المحكمة الدستورية، وتغيير قانون الانتخاب، وتصرّف الرئاسة بمسؤوليّة، معتبرًا أنّ الأزمة الحاليّة عبارة عن مناكفات وخلافات شخصيّة وسياسيّة.

ترمب "غير مؤهَّل"

من الحدث الأميركيّ الآنيّ، انطلق د. بشارة في حديثه، حيث اعتبر أنّ رحيل الرئيس السابق دونالد ترمب كان لا بدّ منه، لأنّ "هذا الشخص لا يمكن أن يستمرّ في ترؤس أقوى دولة في العالم"، مشيرًا إلى أنّ "صفاته الشخصية، إضافةً إلى شعبويّته، لا تؤهّله كي يكون رئيسًا". 

وأشار إلى أنّ "الأهمّ فيما جرى في الولايات المتحدة هو أنّ ترمب خرج من الرئاسة بشكل ديمقراطي، أي بانتخابات حرّة ونزيهة، ولو أنّه لم يعترف بذلك".

وقرأ بشارة في الخطوات التي أقدم عليها الرئيس الأميركي جو بايدن داخليًا، بعد انتخابه؛ محاولة "لمكافأة من أنجحوه في الانتخابات"، متحدّثًا عن أمر "ثوري" يظهر في التعيينات التي انطلق بها في إدارته. لكنّه حذّر من أنّ هذا الأمر قد يأتي بنتائج معاكسة، إذا لم يعمل الرئيس الجديد بشكل استراتيجيّ لاختراق الفئات الأخرى اقتصاديًا واجتماعيًا حتى يشعروا أنّهم ليسوا خاسرين.

"لعبة حزبيّة"

وعلّق د. بشارة على محاكمة الرئيس السابق دونالد ترمب على خلفيّة ما وصفها بـ"غزوة الكابيتول"، في إشارة إلى اقتحام أنصار الرجل مبنى الكونغرس في السادس من يناير/ كانون الثاني الماضي؛ معتبرا أن الفائدة تتحقق إذا نجحت المحاكمة في منع ترمب من الترشح مرّة أخرى إلى الانتخابات الرئاسية.

إلا أنّ بشارة حذر من أنّه في حال لم تؤدّ هذه المحاكمة إلى إدانة ترمب، ولم تثمر في منعه من الترشّح مجدّدًا كما يرغب؛ فلا فائدة تُرتَجى منها، خصوصًا أنّ "لا أهمية لترمب كشخص من دون الرئاسة". وفي هذه الحالة فإن المحاكمة لن تفرز سوى إحراج للحزب الجمهوري ليبدو مؤيدًا للهجوم على مبنى "الكابيتول"، مع ما ينطوي عليه ذلك من استفزازٍ لجميع المنتمين إلى الحزب والمحسوبين عليه.

ورأى في المحاكمة، بناء على ذلك، "لعبة حزبية" لا تستحقّ كلّ هذه الضجّة، مشدّدًا على أنّ ما هو أهمّ من ذلك يتمثّل في وجوب استعادة الثقة مع جزء كبير من الجمهور الأميركي. واعتبر أنّ مشكلة ترمب ليست في أنه شعبوي فحسب، ولكنها أخطر من ذلك، فهو جزء من المؤسسة، ويمثّل إلى حدّ كبير نزعات قائمة في الحزب الجمهوري، ونفّذ سياسات الحزب بأدوات وأساليب شعبوية.

"المؤسسات انتصرت"

وأكد مدير  "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" أنّ التعامل مع حادثة اقتحام الكونغرس أثبت رسوخ الديمقراطية في الولايات المتحدة، بخلاف ما حاول البعض تصويره، مشيرًا إلى أنّ المؤسسات الأميركيّة هي التي انتصرت في نهاية المطاف.

وإذ وصف ما حصل بأنّه "صافرة إنذار"، مؤكدًا وجود "مخاطر" أضاءت عليها التطورات في الولايات المتحدة، اعتبر أنّ حصول ترمب على 74 مليون صوت في الانتخابات الأخيرة يبقى أخطر  من الهجوم على الكونغرس بحدّ ذاته.

واعتبر د. بشارة أنّ الحزب الجمهوري يواجه الآن أزمة عميقة، ناتجة في جزءٍ منها عن سلوكه خلال الفترة الماضية، ولا سيما تسامحه مع ترمب، خوفًا من القواعد الشعبية لهذا الأخير، ومصير الحزب إذا ما "غضب" عليه الرئيس السابق.

تصريحات "متناقضة" حول إيران

وعلى مستوى السياسة الخارجية الأميركية، مع وصول بايدن إلى البيت الأبيض، رجّح د. بشارة حصول تغييرٍ على خطّ بعض القضايا، ولكنّه لفت إلى التناقض في تصريحات أركان الإدارة الجديدة على مستوى الاتفاق النووي مع إيران.

وتحدّث عن تفسيريْن ممكنيْن لهذا "التناقض"، إذ قد يكون في مكانٍ ما تأجيلاً للحسم حتى يصل المحافظون إلى الحكم، كما قد يكون بمثابة ضغط على إيران، بطريقة "العصا والجزرة"، من خلال التلويح بالذهاب إلى اتفاق جديد تمامًا، سيخوض في دور إيران في المنطقة.

ولم يستبعِد د. بشارة، في الوقت نفسه، أن يكون هذا "التناقض" مؤشّرًا على وجود خلاف حقيقيّ داخل الإدارة الأميركيّة بين المجموعة التي صاغت الاتفاق النووي مع إيران، ومجموعات أخرى من ضمنها فريق وزير الخارجية الجديد أنتوني بلينكن.

انخراط أكبر في ليبيا

ولفت د. بشارة إلى أنّ الادّعاء بأنّ بايدن مجرد استمرار للرئيس السابق باراك أوباما خطأ سياسي بالدرجة الأولى، فضلاً عن كونه خطأ في مقاربة نفسية الرؤساء والزعماء عمومًا.

وأعرب عن اعتقاده بأنّ الإدارة الأميركية الجديدة ستنخرط بشكل أكبر في الملف الليبي، من جهة دعم العملية السياسية والدبلوماسية، بعدما تُرك هذا الملف في السابق للأوروبيين بالكامل.

وتحدّث بشارة عن "ندم" أميركي على السياسة السابقة إزاء ليبيا، يُستشَف بشكلٍ أو بآخر من خلال مذكرات أوباما، لكنه استبعد أن يعود الأميركيون إلى لعب دور عسكريّ في ليبيا، على الرغم من وجود شعور حقيقيّ في المؤسسة الديمقراطية الأميركية بأنّهم تخلّوا عن ليبيا تمامًا.

اليمن محور التغيير

من جهة ثانية، توقع د. بشارة أن يكون اليمن محور التغيّر الأكبر في السياسة الخارجية الأميركية، وهو ما بدأ بتصريحات بايدن حول وقف الحرب، ووقف تسليح التحالف السعودي الإماراتي.

وتحدّث عن توجّه واضح للتغيير في اليمن، لأنّ الحرب التي وصفها بـ"البائسة"، والتي لم تأتِ بشيء سوى تقسيم اليمن، يجب أن تنتهي، معربًا عن اعتقاده بأنّهم لن يجدوا شيئًا أفضل من نتائج الحوار الوطني الذي توصّلوا إليه كحلّ لليمن.

ورأى أنّ الأميركيين ملتزمون من خلال تصريحاتهم بضرورة توقّف نزيف الجرح اليمني، معتبرًا أنّ ذلك قد يشكّل إلى حدّ ما مَدخلاً نحو فتح ملفات أخرى مع إيران.

لا دولة فلسطينية

فلسطينيًا، استبعد د. بشارة حصول تغيير جذريّ في السياسات العملية للولايات المتحدة، باستثناء الموقف والتوجّه العام، مشيرًا إلى أنّ خطاب بايدن ومن حوله يمثّل استمرارًا لسياسة الحزب الديمقراطيّ، وبالتالي لن يذهبوا إلى دولة فلسطينية الآن، كما لن يبذلوا جهودًا لضغط أكبر في ظلّ وجود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأعرب عن اعتقاده بأنّ الأميركيين سيكونون أكثر نقدية تجاه الاستيطان، لكنّهم لن يعيدوا عجلة سياسة ترامب ونتائجها إلى الوراء. ورأى أنّ "صفقة" ترمب لم تتحقّق من الأصل، وكانت مجرّد كلام، ونُفّذ منها على الأرض ما استطاعت إسرائيل تنفيذه، لكنّها في النهاية مجرّد كلام.

واعتبر بشارة أنّ السلطة الفلسطينية قد حوصرت في حقبة ترمب إلى حدّ بعيد، لكنها الآن "فُرِجت عليها" بمعنى ما؛ كسلطة سياسية وكفاعل دولي، لافتًا إلى أنّ ذلك قد يُشعِر السلطة بالارتياح، ولكنّه لا يدعو للتفاؤل الجدّي.

وعلى خطّ اتفاقات التطبيع التي وقّعتها إسرائيل مع عدد من الدول العربية في حقبة ترمب، رجّح بشارة أن لا تحصل مراجعة لها، على الرغم من أنّ الديمقراطيين يريدون ممارسة بعض الضغط على نتنياهو. وأشار  إلى أن الرئيس بايدن لن يمانع في استمرار مسار التطبيع، لا سيّما في ظلّ وجود لوبي إسرائيلي وصهيوني قوي داخل الإدارة الجديدة.

"هروب إلى الأمام"

وتوقف د. بشارة عند موضوع الحوار الفلسطيني - الفلسطيني الذي شهدته العاصمة المصرية القاهرة، منتقدًا الحديث عن صراع فلسطيني لشعب يعيش تحت الاحتلال وفي مرحلة تحرّر وطنيّ، و"كأننا أمام عملية سلام من نوع آخر". وقال إنّ هذا الصراع ليس له أفق، وهو دليل على أزمة عميقة متعلقة بالمشروع الوطني الفلسطيني، مشيرًا إلى أنّه قد تحصل مصالحة وكذا انتخابات، لكن لا ضمانات لما يمكن أن يعقبها، نظرًا للتجربة السابقة.

ورأى أنّ الانتخابات بحدّ ذاتها هي "نوع من الهروب إلى الأمام"، معتبرًا أنّ عمق القضية يبقى في المشروع الوطنيّ الفلسطينيّ. ونبّه بشارة إلى أنّ الشعوب في العالم لا تتضامن مع ضحايا، ولكن مع ضحايا تقاوم وتُلهِم غيرها، وهو ما لا يعكس الواقع الفلسطيني الحاليّ.

وخلُص مدير "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" إلى وجوب إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير وإعادة بنائها مع إدخال الشتات والجيل الشاب الفلسطيني الذي يريد أن يُسهِم في النضال الفلسطيني، وهو يُعَدّ بالملايين في كل أنحاء العالم.

قرار سعوديّ "سياديّ"

وتطرًق د. بشارة في حديثه لـ"التلفزيون العربي" إلى ملفّ المصالحة الخليجية، معتبراً أنّ القرار في النهاية كان قرارًا سعوديًا، وجاء بعدما استُنفِد الحصار على قطر وانتهى وفشل في تحقيق نتائج ملموسة، ومشيرًا إلى أنّ الجميع صار مقتنعا أنّ هذا فقط شرخ عربي ولا فائدة منه.

ورأى أنّ القرار السعودي انطلق من أنّ مرحلة بايدن مختلفة عن مرحلة ترمب، لذلك أراد السعوديون أن يبادروا بعيدا عن الضغط الأميركي، وإنما بقرار سياديّ، في محاولة لترتيب الوضع قدر الإمكان.

وأشار إلى أنّ المفاوضات سبقت المصالحة بأشهر، وقد استنتج الجميع أنّ الخلاف كان "عقيمًا"، معتبرًا أنّ مجلس التعاون الخليجي كان المتضرّر الأكبر من الأزمة.

وفيما رأى أنّ الخلافات "تُحل بالحوار فقط"، شدّد على أن مجلس التعاون لا يتوفر على ضمانات وآليات لمنع تكرار مثل هذه الأزمات مستقبلًا.

"قصّة نجاح فريدة"

وتحدث د. بشارة عن الأزمة الحاليّة في تونس، ووصفها بـ"قصّة نجاح فريدة في محيط لا يساعد على ذلك". واعتبر أنّ أهمّ ما حصل في تونس بعد الثورة، تمثّل بتداول السلطة. ورأى أنّ المرحلة الانتقالية في تونس، بمعنى بناء المؤسسات ووضع الدستور وترسيخ الحقوق والحريات وتداول السلطة، قد انتهت، معتبرًا أنّ الدستور التونسيّ هو أفضل دستور عربي، ومن أفضل الدساتير في العالم، من حيث الصياغات، لكنّه لم يُطبَّق بالكامل حتى الآن. 

في المقابل، نبّه بشارة إلى المخاطر التي تهدد النظام الديمقراطي حاليًا، وهي مخاطر جديدة لا ترتبط مباشرةً بالمرحلة الانتقالية. وتحدّث عن أزمة حقيقية تشهدها تونس اليوم، شخّصها على أنّها ناجمة عن عدم تطبيق الدستور، وعدم سنّ قانون انتخابي، موضحًا أنّ القانون الحالي صُنِع للمجلس الوطني وليس للبرلمان، أي أنّه صُنِع لمرحلة بناء الدستور.

وشدّد على أنّ الدعوة إلى إسقاط النظام الديمقراطي في تونس هي نوع من الشعبوية والثورة المضادة، معتبرًا في الوقت نفسه أنّ الشعبوية "شرّ لا بدّ منه في الديمقراطيّات، لكن يجب محاصرته".

ثلاث خطوات للحلّ في تونس

وتحدّث د. بشارة عن "استضعاف" للبرلمان التونسيّ اليوم من كلّ الجهات، مستغربًا الاعتصامات التي تجري في البرلمان لتقويض الحياة الديمقراطيّة، فـ"البرلمان مكان للحوار وليس للاعتصام" . ولفت إلى أنّ هيئة كاملة نشأت في تونس لحماية مبادئ الثورة، ووضعت قواعد لخوض الانتخابات، مستهجنًا أن يكون بين الموجودين في البرلمان من "يبجّل الاستبداد"، ويدعو لترسيخه وإعادته.

وعن الحلّ لإنقاذ التجربة التونسية، شدّد د. بشارة على أنّ القوى السياسية الحالية يجب أن تتّفق بأسرع وقت - ولو تطلّب الأمر تنازلاتٍ سريعة- على إنشاء المحكمة الدستورية، وعلى تغيير قانون الانتخاب، وأنّ تتصرف الرئاسة بمسؤولية حيال الأزمة.

وأعرب عن اعتقاده بأنّ الخلافات الآن هي بالدرجة الأولى خلافات سياسية وشخصية، وهو ما يفسّر التمسّك بالشكليّات، على غرار أداء الوزراء الجُدُد لليمين، وتحويل ذلك إلى أزمة دستورية وسياسية كبرى. ورأى أنّ الأهمّ من كلّ ذلك هو شعور الجمهور التونسيّ بـ"الاغتراب والغضب"، مشدّدًا على أنّ ما يهمّ الناس هو حلّ قضاياهم الاجتماعية والاقتصادية.

الديكتاتوريّة في مأزق

وفي سياقٍ متصل، شدّد مدير "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" على أنّه "لا عودة لما قبل 2011"، مشيرًا إلى "شعور عام بأنّ السلطوية والديكتاتورية في مأزق"، انبثق عن الثورة الفكرية الثقافية التي حصلت في العام 2011 في العديد من العواصم في المنطقة العربية.

وأكد د. بشارة أنّ الشعوب العربية لم تعد تقبل بالسلطوية والديكتاتورية التي كانت سائدة في السابق، وأن هناك مرحلة جديدة تعيشها المنطقة العربية، قوامها أنّ قضية الكرامة الإنسانية - وهي أصل حقوق الإنسان- أصبحت موضوعًا جوهريًا لدى الناس. 

وفي استشرافٍ للمرحلة المقبلة وتحدّياتها، أعرب د. بشارة عن قلقه على الوضع التونسيّ في ضوء الأزمة الحاليّة. وتحدّث، من جهة ثانية، عن "تعويل" على مواصلة مسيرة الإصلاح في الجزائر ليصبح أعمق ممّا هو عليه الآن، لافتًا إلى أنّه (الإصلاح) لا يزال فوقيّا، وهناك اغتراب بينه وبين الشارع، رغم أنّه واعد.

بالمقابل؛ رأى أنّ المشكلة الأساسيّة تبقى في المشرق العربيّ، مع وجود حراك بمنتهى الأهمية في العراق يُواجَه بوحشيّة كاملة وبتدخل الدول الخارجيّة، وأهمها إيران من حيث الوجود على الأرض، إضافة إلى الولايات المتحدة، وهو ما يعقّد الأزمة. وانتقد الفئات الطائفية المسلحة التي تقمع بعنف وقسوة وترفض أيّ معارضة.

وفي المحصّلة، خلصَ د. بشارة إلى أنّ المرحلة المقبلة ستكون صعبة، لكنّه لم يستبعِد حصول "مفاجآت" كما حصل في السابق في بعض المجتمعات العربية، ولا سيما في السودان، حيث قام هناك حراك منظّم، لكنّ المشكلة كانت في الطموحات السياسيّة للجيش وغيره من الفئات المسلّحة.

حلقة تفاعليّة

ويطلّ مدير "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" الدكتور عزمي بشارة في حلقة تفاعليّة خاصّة مباشرة على "التلفزيون العربي"، الثلاثاء المقبل في 16 شباط/ فبراير الساعة الثامنة بتوقيت القدس، السادسة بتوقيت غرينتش.

وتناقش الحلقة انعكاسات المتغيرات الاقليمية والدولية على سوريا وليبيا واليمن، بعد عقد على ثورات الشعوب العربية، ودور الانتخابات الفلسطينية المرتقبة في إنهاء الانقسام الفلسطيني، وما المتوقع من الانتخابات الإسرائيلية.

ويستقبل "التلفزيون العربي" أسئلة المشاهدين عبر منصّاته على مواقع التواصل الاجتماعي أو البريد الالكتروني: info@alaraby.tv.

المصادر:
التلفزيون العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close