بتغطية إعلامية واسعة بهدف إيصال صوت الاعتراض إلى الخارج، وبرسائل داخلية محددة الاتجاه، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري عزوفه عن خوض الانتخابات، وتعليق مشاركة تيار المستقبل الذي يتزعمه في الحياة السياسية.
وفي كلمة له أمس الإثنين من "بيت الوسط" بحضور قياديين من حزبه، برر الحريري الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات قراره بعدم وجود أي فرصة إيجابية للبلاد "في ظل التدخل الإيراني والانقسام الداخلي والتخبط الدولي".
وبدا الحريري في رسائله السياسية متماهيًا مع مضمون ورقة خليجية قدمها وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر الصباح إلى القادة اللبنانيين، ما أعطى انطباعًا بأن إعلان الحريري تزامنًا مع تسليم مطالب الخليج ليس مصادفة.
وفي هذا الإطار، يوضح الباحث السياسي يوسف دياب لـ"العربي"، أن ما تضمنته المبادرة الخليجية بنقاطها العشر، تتطابق إلى حد كبير مع الأسباب الموجبة التي ساقها الحريري والتي نقلت عن اجتماعاته مع تيار المستقبل.
ويطرح عزوف الحريري عن العمل السياسي والانتخابات أسئلة عن البديل السني الذي يمكن أن يخوضها، في ظل تردد معلومات عن نقاشات بين رؤساء الحكومات السابقين لمقاطعة الانتخابات المقبلة.
رسائل عاطفية
وفي هذا الصدد، أفاد مراسل العربي "محمد شبارو" بأن مناصري تيار المستقبل مستائين من قرار سعد الحريري عزوفه عن الحياة السياسية، ونقل عنهم قولهم إن الحريري أخرج من الحياة السياسية، فيما يقول الشارع إن الأزمة اللبنانية باتت أكبر من لبنان، وبأن هناك حسابات إقليمية تدخل على خط الأزمة.
وأضاف المراسل من بيروت أن هناك غضبًا من قبل الشارع على بعض التيارات اللبنانية، متهمينها بخيانة سعد الحريري وطعنه في الظهر، ومشيرين إلى حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع.
على الصعيد السياسي، فإن أغلب المواقف التي صدرت حتى الساعة حسب مراسل "العربي" عبارة عن مواقف عاطفية تجاه سعد الحريري، ولم يبرز فعليًا سوى تغريدة واحدة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية؛ حذر فيها من صعود موجات التطرف لملء الفراغ الذي سيتركه سعد الحريري.
وأشار شبارو إلى حالة من القلق تسود داخل الأروقة السياسية من المرحلة المقبلة، بأن قرار الحريري يعكس فعليًا دخول لبنان في مرحلة حرجة.