الإثنين 25 مارس / مارس 2024

"عشرات القتلى" في كازاخستان.. واشنطن تطالب بـ"ضبط النفس"

"عشرات القتلى" في كازاخستان.. واشنطن تطالب بـ"ضبط النفس"

Changed

لقي 8 من عناصر القوى الأمنية حتفهم في كازاخستان بعد تظاهرات هزت البلاد (غيتي)
لقي 8 من عناصر القوى الأمنية حتفهم في كازاخستان بعد تظاهرات هزت البلاد (غيتي)
أظهرت صور نشرت على وسائل الإعلام وشبكات التواصل متاجر نُهبت وبعض المباني الإدارية تهاجم وتشعل حرائق فيها في ألماتي، فيما تسمع طلقات من أسلحة آلية.

قتل "عشرات" المتظاهرين بيد الشرطة ليل الأربعاء الخميس بينما كانوا يحاولون الاستيلاء على مبان إدارية في كازاخستان، كما أعلنت شرطة البلاد التي تواجه أعمال شغب في حالة من الفوضى.

ونقلت وكالات الأنباء إنترفاكس-كازاخستان وتاس ونوفوستي عن المتحدث باسم قوة الشرطة سالتانات أزيربك قوله: إن "القوى المتطرفة حاولت الليلة الماضية اقتحام مبان إدارية وقسم شرطة مدينة ألماتي بالإضافة إلى الإدارات المحلية ومراكز الشرطة".  وأضاف أنّه "تم القضاء على عشرات المهاجمين ويجري التعرف على هوياتهم".

وتابع المتحدث أن عملية "لمكافحة الإرهاب" تجري في أحد أحياء ألماتي العاصمة الاقتصادية لهذا البلد الواقع في آسيا الوسطى، والتي شهدت أعنف أعمال الشغب.

وأظهرت صور نشرت على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي متاجر نُهبت وبعض المباني الإدارية تهاجم وتشعل حرائق فيها في ألماتي، فيما تسمع طلقات من أسلحة آلية.

واشنطن تندّد بـ"الادّعاءات المجنونة"

في غضون ذلك، دعت الولايات المتّحدة أمس الأربعاء، السلطات في كازاخستان إلى "ضبط النفس"، معربة عن أملها في أن تجري "بطريقة سلمية" التظاهرات في البلاد التي أعلنت حالة الطوارئ على كامل أراضيها.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إنّه يجب أن يتمكّن المحتجّون من "التعبير عن أنفسهم سلميًا"، مناشدة السلطات "ضبط النفس".

كما ندّدت ساكي بـ"الادّعاءات المجنونة من جانب روسيا" بشأن المسؤولية المفترضة للولايات المتحدة في أعمال الشغب التي تهزّ كازاخستان، مؤكّدة أنّ هذه المزاعم "غير صحيحة على الإطلاق" وتفضح "إستراتيجية التضليل الروسية".

وليل الثلاثاء-الأربعاء، امتدّت حركة الاحتجاج التي بدأت الأحد بعد زيادة في أسعار الغاز الطبيعي المسال في مدينة جاناوزن بغرب البلاد، إلى ألماتي العاصمة الاقتصادية وكبرى مدن البلاد.

وأدت أعمال الشغب إلى مقتل ثمانية عناصر من قوات الأمن والجيش، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية عن وزارة الداخلية، كما أعلنت الوزارة توقيف أكثر من 200 متظاهر.

بدوره، ندّد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس بأعمال الشغب التي شهدتها الدولة الواقعة في آسيا الوسطى، منتقدًا في الوقت عينه قطع الإنترنت من قبل الحكومة.

وقال برايس في بيان: "نطالب جميع الكازاخستانيين باحترام المؤسسات الدستورية وحقوق الإنسان وحرية الإعلام والدفاع عنها، بما في ذلك من خلال إعادة خدمة الإنترنت"، مضيفًا: "نحضّ جميع الأطراف على إيجاد حلّ سلميّ لحالة الطوارئ".

من جانبها، طالبت الأمم المتحدة جميع الأطراف في كازاخستان بـ"ضبط النفس والامتناع عن العنف وتعزيز الحوار".

ولفت المتحدّث باسم الأمم المتّحدة ستيفان دوجاريك إلى أن المنظمة الدولية تتابع "بقلق" تطورات الأحداث في كازاخستان.

ووصف الرئيس قاسم جومارت توكاييف المتظاهرين بالعصابات الإرهابية المدربة في الخارج، طالبًا من منظمة الأمن الجماعي المدعومة من روسيا المساعدة لهزيمة التهديد الإرهابي، على حد وصفه.

وكان توكاييف قد أعلن عودة أسعار الغاز إلى حدها الأدنى، وأمر بإصلاحات اجتماعية في البلاد.

"نظام حديدي"

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بيروت، نبيل سرور، أن كازاخستان تشهد "انتفاضة شعبية" تعم نحو 8 مناطق بسبب ارتفاع أسعار الغاز 3 أضعاف.

وقال سرور في تصريحات إلى "العربي" من بيروت: إن الجمهورية السوفياتية السابقة تتمتع بـ"نظام حديدي" تحكم فيه السلطة السياسية قبضتها الأمنية، مشيرًا إلى أنّ وصف الرئيس للمتظاهرين بـ"العصابات" جاء بعد سيطرتهم على بعض المباني الحكومية ومطار البلاد، وهو ما شكّل "صدمة" للنظام.

وأضاف أنه ربما توافرت بعض المعلومات للرئيس عن وجود تنظيمات أو عصابات تسعى إلى إثارة الشغب في البلاد.

وأشار إلى أن الأمور قد تتجه إلى التصعيد في الساعات القادمة، لا سيما أنّ المتظاهرين وعلى ما يبدو، ينظمون صفوفهم ويدعون إلى العصيان المدني.

وتساءل سرور في السياق نفسه، عن إمكانية انقسام الجيش لاحقًا رغم عدم وجود مؤشرات لذلك في الوقت الحالي، لكن السؤال يطرح نفسه خاصة بعد انسحابه مع الموظفين من المطار لصالح المتظاهرين، مضيفًا: "ربما تصدر في الساعات القادمة أوامر واضحة من قبل الرئيس ومجلس الأمن القومي للجيش بالتحرك والإمساك بالساحات الميدانية".

وأكّد أن الرئيس قد يستعين بالفعل بقوات خارجية للإمساك بزمام الأمور، إذا ما فشل الجيش في مهمته.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close