اتهم الجيش اللبناني إسرائيل بالمماطلة في سحب قواتها من جنوب لبنان بموجب وقف إطلاق النار، بعد يوم من إعلان إسرائيل أن قواتها ستبقى بعد انتهاء الموعد النهائي لرحيل القوات غدًا الأحد.
وبموجب الاتفاق الذي أبرم بوساطة أميركية، يتوجب على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 60 يومًا، أي بحلول 26 يناير/ كانون الثاني، على أن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان "يونيفيل".
كما يتوجب على حزب الله سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد حوالي 30 كيلومترًا عن الحدود، وأن يقوم بتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.
الجيش اللبناني يتهم إسرائيل بالمماطلة في سحب القوات
وأكد الجيش اللبناني في بيان أن وحداته تواصل "تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب الليطاني بتكليف من مجلس الوزراء، منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل".
وأضاف: "حدث تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من جانب العدو الإسرائيلي، ما يعقّد مهمة انتشار الجيش، مع الإشارة إلى أنّه يحافظ على الجهوزيّة لاستكمال انتشاره فور انسحاب العدو الإسرائيلي".
ودعا الجيش اللبناني المواطنين اللبنانيين إلى الانتظار قبل التوجه إلى منطقة الحدود، بسبب وجود ألغام وذخائر إسرائيلية غير منفجرة.
إسرائيل تعلن عدم انسحابها الكامل من جنوب لبنان
ومع قرب انتهاء مهلة الانسحاب من الجنوب اللبناني، خرجت تصريحات إسرائيلية تتنصل من تلك المهلة التي كانت محددة بـ60 يومًا.
وزعم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، أن صياغة الجزء المتعلق بمهلة الانسحاب المحددة في الاتفاق "يُفهم منها أنها قد تستغرق أكثر من 60 يومًا".
كما زعم أن الدولة اللبنانية "لم تُنفذ اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل"، وبناءً عليه "ستستمر عملية الانسحاب التدريجي (من جنوب لبنان) بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة"، دون تحديد موعد نهائي لإتمامها.
ومساء الخميس، بحث المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" مسألة الانسحاب من جنوب لبنان، دون إصدار بيان بشأن الاجتماع، لكن هيئة البث العبرية الرسمية قالت إنه جرى الاتفاق خلال الاجتماع على أن "تطلب إسرائيل تمديد سريان الاتفاق شهرًا، قبل سحب جميع قواتها من الجنوب اللبناني".
فيما أكد وزير الدفاع اللبناني موريس سليم، الخميس، موقف بلاده الثابت بضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب، خلال مهلة الـ60 يومًا.
بدوره، اعتبر حزب الله الخميس، أن أي تأخير إسرائيلي بالانسحاب من جنوب لبنان سيُعدّ "تجاوزًا فاضحًا" لاتفاق وقف إطلاق النار، وطالب السلطات اللبنانية بالضغط على رعاة الاتفاق (الولايات المتحدة وفرنسا) من أجل تنفيذه بشكل كامل وشامل.
إسرائيل تحذر اللبنانيين من العودة إلى منطقة الحدود
وبعد يوم من إعلان تل أبيب أن قواتها ستبقى بعد انتهاء الموعد النهائي لرحيل القوات غدًا الأحد، حذر الجيش الإسرائيلي اليوم السبت سكان العشرات من القرى اللبنانية قرب الحدود من العودة إليها حتى إشعار آخر.
وبموجب الاتفاق الذي أبرم بوساطة الولايات المتحدة بين لبنان وإسرائيل، يتعين على القوات الإسرائيلية الانسحاب مع إخلاء المناطق الواقعة جنوبي نهر الليطاني من أسلحة حزب الله ومقاتليه وانتشار الجيش اللبناني هناك.
وقال جيش الاحتلال في بيان: "أي شخص يتحرك جنوبي هذا الخط يعرض نفسه للخطر". ويمتد الخط من قرية شبعا على بعد أقل من كيلومترين من الحدود شرقًا إلى قرية المنصوري غربًا على بعد نحو 10 كيلومترات من الحدود.
وأمس الجمعة، أعلن البيت الأبيض أنه يجب تمديد وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان بشكل عاجل.
فرنسا تجري اتصالات لدعم استمرار وقف النار بين لبنان وإسرائيل
وقبل ساعات من انتهاء المهلة المحددة لانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت، نظيره اللبناني جوزيف عون، بإجرائه اتصالات لدعم استمرار وقف النار.
وأعلنت الرئاسة اللبنانية، في بيان، أن الرئيس عون تلقى ظهر السبت، اتصالًا هاتفيًا من ماكرون استعرض خلاله "التطورات في الجنوب".
وفي الاتصال الهاتفي، بحث الرئيسان جهود ضبط التصعيد وإيجاد حلول مناسبة تضمن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والإجراءات الواجب اعتمادها لنزع فتيل التفجير، وفق البيان.
وأوضح الرئيس الفرنسي، وفق البيان، أنه يُجري اتصالات "من أجل الإبقاء على وقف إطلاق النار واستكمال تنفيذ الاتفاق".
من جهته، أكد عون لماكرون "ضرورة إلزام إسرائيل بتطبيق الاتفاق حفاظاً على الاستقرار في الجنوب".
وأكد أيضًا "ضرورة وقف انتهاكات إسرائيل المتتالية، لا سيما تدمير القرى المحاذية للحدود الجنوبية، وجرف الأراضي، الأمر الذي سيعيق عودة الأهالي إلى مناطقهم"، بحسب البيان.