الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

عشية يوم حاسم في باكستان.. عمران خان: لن أعترف بحكومة المعارضة

عشية يوم حاسم في باكستان.. عمران خان: لن أعترف بحكومة المعارضة

Changed

تقرير لـ"العربي" في نوفمبر الماضي حول الاحتجاجات في الشارع الباكستاني على ارتفاع الأسعار (الصورة: رويترز)
اعتبر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أن خطوة الإطاحة بالحكومة جزء من مؤامرة أجنبية، داعيًا في الوقت نفسه إلى احتجاجات سلمية.

بعدما رفض التنحي وتوعد بمواجهة تصويت البرلمان لسحب الثقة منه ومن حكومته، أكد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، اليوم الجمعة، أنه لن يعترف بحكومة من المعارضة إذا نجحت محاولة الإطاحة به، في أحدث منعطفات أزمة سياسية تعصف بالدولة المسلمة والتي تمتلك أسلحة نووية.

وسيجتمع البرلمان الباكستاني، يوم غد السبت، للتصويت لحجب الثقة عن عمران خان؛ مما قد يؤدي إلى تقصير ولايته، وذلك وفق ما جاء في إشعار رسمي اليوم الجمعة.

وقضت المحكمة العليا في البلاد في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس، بوجوب إجراء تصويت حجب الثقة، الذي من المتوقع على نطاق واسع أن يخسره خان، مما يعني إقالته من منصبه.

وقال مكتب رئيس مجلس النواب في بيان إنه جرت الدعوة لعقد جلسة لمجلس النواب في الساعة العاشرة والنصف صباح غد السبت (05:30 بتوقيت غرينتش). وطلب التصويت المقدم من زعيم المعارضة شهباز شريف هو النقطة الرابعة على جدول الأعمال.

خان لن يعترف بأي حكومة معارضة

بدوره، علّق خان، وهو نجم الكريكيت السابق الذي تولى المنصب في 2018، بأنه أحس بخيبة أمل، لكنه وافق على قرار المحكمة التي قضت بأنه خالف الدستور، عندما عرقل التصويت الذي كان مقررًا يوم الأحد الماضي، وحل البرلمان، ودعا إلى إجراء انتخابات مبكرة.

ولكنه مضى يقول، إنه لن يعترف بأي حكومة معارضة تحل محل حكومته.

وأكد في خطاب في ساعة متأخرة من المساء: "لن أقبل حكومة مستوردة"، مشيرًا إلى أن خطوة الإطاحة جزء من مؤامرة أجنبية، ودعا إلى احتجاجات سلمية يوم الأحد.

وقبل أسبوع، قال خان إنّ لديه "مفاجأة" مخبأة لتحالف المعارضة الواثق بنفسه، والذي يزعم أنّ لديه أصواتًا "أكثر من كافية" للإطاحة برئيس الوزراء.

وقدم تحالف المعارضة بقيادة حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية- جناح نواز، مقترح سحب الثقة ضد خان في 8 مارس/ آذار الماضي، بدعوى أن رئيس الوزراء فقد ثقة أغلب نواب البرلمان.

وتتهم أحزاب المعارضة، خان بالفشل في إنعاش الاقتصاد المتضرر من جائحة فيروس كورونا، وفي الوفاء بوعوده بجعل حكومته أكثر شفافية وخضوعًا للمساءلة.

وهدّدت الأزمة الحالية الاستقرار السياسي والاقتصادي في دولة يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة وخضعت لحكم الجيش نصف تاريخها.

ويتهم خان، الذي عارض التدخل بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان وعزز العلاقات مع روسيا منذ أن أصبح رئيسًا للوزراء، واشنطن بدعم مؤامرة الإطاحة به.

ومنذ أن تولى منصبه، لم يتواصل الرئيس الأميركي جو بايدن مع خان، لكن البيت الأبيض نفى أنه يسعى للإطاحة به. والعلاقات الأميركية الباكستانية متصدعة خاصة بسبب الملف الأفغاني حيث اتهمت واشنطن إسلام آباد بدعم حركة طالبان التي استعادت حكم أفغانستان منتصف أغسطس/ آب الماضي.

ومع ذلك فإنه في حين سعت الحكومة لعقد اتفاقات تنمية بمليارات الدولارات مع الصين المنافس الإستراتيجي للولايات المتحدة بدا الجيش حريصًا على ألا يقوض العلاقات مع واشنطن التي أمدته في السابق بمساعدات عسكرية بمليارات الدولارات.

وإذا خسر خان في التصويت بحجب الثقة، فيمكن للمعارضة أن ترشح رئيس وزراء من وسط صفوفها.

وفي هذا الإطار، أشار شهباز شريف، الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء السابق نواز شريف، بعد حكم المحكمة، إلى أن المعارضة رشحته لتولي السلطة في حال عزل خان.

وإذا أطيح بعمران خان، فمن المرجح أن يقود الحكومة الجديدة شهباز شريف من "حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية"، وهو شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي أطيح به عام 2017 بتهم فساد مزعوم وسجن قبل إطلاق سراحه بكفالة في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 لدواع طبية.

كما لا يستبعد أن يتولى المنصب بيلاوال بوتو زرداري من "حزب الشعب الباكستاني"، وهو نجل رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو والرئيس السابق آصف زرداري.

غموض في المشهد

وأمام حالة الغموض التي تخيم على باكستان، فقد بلغت الروبية أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار أمس الخميس، وانخفضت احتياطيات النقد الأجنبي أيضًا.

ورفع البنك المركزي الباكستاني سعر الفائدة القياسي بمقدار 250 نقطة أساس في نفس اليوم، في أكبر تحرك من نوعه منذ 1996.

وتعثرت السندات الباكستانية المقومة بالدولار مرة أخرى اليوم الجمعة. لكن الأسواق فتحت على ارتفاع اليوم وسط آمال المستثمرين في هدوء حدة الأزمة.

كما ارتفعت البورصة الباكستانية بمقدار 680 نقطة، أي 1.5%، وانتعشت الروبية من أدنى مستوياتها التاريخية.

وقال محمد سهيل من توبلاين لتداول الأوراق المالية ومقرها كراتشي لوكالة "رويترز": إنّ "قرار المحكمة سينهي حالة الغموض السياسي والأزمة الدستورية إلى حد كبير. سيساعد ذلك في استعادة بعض الثقة في الأسواق".

وتقول المعارضة إنها تريد انتخابات مبكرة، لكن بعد أن تلحق هزيمة سياسية بخان وتمرر تشريعًا تقول إنه مهم لضمان أن تكون الانتخابات المقبلة حرة ونزيهة.

وذكرت لجنة الانتخابات الباكستانية، أن أقرب موعد يمكنها فيه إجراء الانتخابات هو أكتوبر/ تشرين الأول القادم.

المصادر:
العربي - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close