الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

عصيان مدني في السودان.. ضحايا القمع يزدادون والحراك الدولي مستمر

عصيان مدني في السودان.. ضحايا القمع يزدادون والحراك الدولي مستمر

Changed

أفادت لجنة أطباء السودان أنّ سبعة متظاهرين قُتِلوا في ما عُرف بمليونية 17 يناير التي دعت إليها لجان المقاومة
أفادت لجنة أطباء السودان أنّ سبعة متظاهرين قُتِلوا فيما عُرف بـ"مليونية 17 يناير" التي دعت إليها لجان المقاومة (الأناضول)
استخدمت قوات الأمن في الخرطوم، مرّة أخرى، الرصاص الحيّ والمدافع الرشاشة لتفريق متظاهرين توجّهوا إلى القصر الجمهوري، ما أدى إلى سقوط ضحايا.

أعلنت كيانات سودانية الدخول في عصيان مدني، الثلاثاء، احتجاجًا على سقوط قتلى مدنيين نتيجة "قمع" القوات العسكرية للمتظاهرين، يوم الإثنين.

ودعت لجان المقاومة في بيان، "كل الثوار والثائرات" إلى أن "يغلقوا الخرطوم إغلاقًا شاملًا ونصب المتاريس في كل مكان". كما دعت المهنيين والموظفين والعمال إلى "التنسيق الجيد مع لجان المقاومة تحضيرًا للإضراب العام وتنفيذ للعصيان المدني يومي 18 و19 يناير/كانون الثاني الجاري".

من جهتها أعلنت الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم الدخول في عصيان مدني لمدة يومين اعتبارا من غدًا الثلاثاء.

ووجهت شبكة الصحافيين السودانيين "نداءً عاجلًا إلى كل المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان دوليًا واقليميًا، لحملة تضامن دولية لوقف جرائم قوات السلطة ضد الإنسان السوداني"، على حدّ وصفها.

من ناحيتها أعلنت صحيفة "الجريدة" المستقلة توقفها عن الصدور لمدة يومين. وقالت: "في ظل هذه الأجواء الكارثية التي تعيشها البلاد (..) وتضامنًا مع روح الثورة السلمية ورفض القمع وانتهاك الحق في الحياة، تعلن أسرة الجريدة توقفها عن الصدور ورقيًا لمدة يومين".

والإثنين، كانت قوى إعلان الحرية والتغيير بالسودان، قد دعت إلى العصيان المدني الشامل لمدة يومين اعتبارًا من الثلاثاء، ردا على قتل متظاهرين بالخرطوم.

رصاص حي ومدافع رشاشة للقمع

وفي وقت سابق، أفادت لجنة أطباء السودان أنّ سبعة متظاهرين قُتِلوا في ما عُرف بـ"مليونية 17 يناير" التي دعت إليها لجان المقاومة.

واستخدمت قوات الأمن في الخرطوم، مرّة أخرى، الرصاص الحيّ والمدافع الرشاشة لتفريق متظاهرين توجّهوا إلى القصر الجمهوري.

وقد وجهت لجنة الأطباء في السودان نداء حذّرت فيه من استخدام القوات الأمنية الرصاص الحيّ والمدافع الرشاشة في مواجهة المتظاهرين العزل.

يأتي ذلك بينما يرأس رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان اجتماعًا طارئًا لمجلس الأمن والدفاع في البلاد.

حراك دولي متواصل في السودان

وسط ذلك، يتواصل الحراك الدولي في السودان، حيث أعلنت الخارجية الأميركية إرسال وفد برئاسة المبعوث الأميركي الخاص بالقرن الإفريقي.

وستكون إحدى محطات جولة الوفد الأميركي، العاصمة السعودية الرياض، حيث سيلتقي الوفد مجموعة أصدقاء السودان قبل التوجه إلى الخرطوم للقاء قادة عسكريين وناشطين وشخصيات سياسية.

وتبقى رسالة واشنطن، كما أكّدت، الالتزام بالسلام والحرية والعدالة لشعب السودان، بعد رسالة أخرى كانت بالوضوح نفسه حملها قبل أيام، المبعوث الأممي لدعم المرحلة الانتقالية أكد فيها على أهمية الحوار بين الطرفين المدني والعسكري.

وقد استجابت له قوى الحرية والتغيير-مجموعة المجلس المركزي، بقبول الاقتراح الأممي، لكنّها شدّدت على إنهاء ما وصفته بالانقلاب وصياغة دستور جديد.

أمور "عبثية" تحصل في السودان

لكنّ الأستاذ في معهد الأمن القومي اللواء عبد الهادي عبد الباسط يرى أنّ ما يحدث في السودان هو "أشياء عبثية"، على حدّ وصفه.

ويقول في حديث إلى "العربي"، من الخرطوم: "الحديث عن مظاهرات مليونية غير صحيح، بدليل أن احتجاجات الأمس لم تتجاوز الألف".

ويعتبر أنّ "العنف يحدث من الذين يُخرِجون الشباب ويحرّضونهم للتعدّي على قوات الأمن بالعنف اللفظي والحجارة وغيرها"، مشيرًا إلى أنّ "قيادات الأحزاب التي تدعو لهذه المظاهرات وتحجب قادتها عنها هي التي تدفع هؤلاء الشباب إلى القتل".

ويضيف: "أصبحت مظاهرات معزولة لا يتجاوب معها الشعب السوداني"، منتقدًا "ما يسّمى بلجنة الأطباء"، وفق يقوله، والتي هي "لجنة هلامية لا مقر لها ولا قيادة لها"، وفق قوله.

ومع أنّ عبد الباسط لا ينكر وقوع ضحايا، إلا أنّه يتحدث عن "معلومات مؤكدة عن وجود طرف ثالث يقتل المتظاهرين"، على حدّ تعبيره. ويضيف: "يجب أن يذهب الاتهام إلى من يدفعون بهؤلاء الشباب وهم يحملون السكاكين لدرجة أنهم قتلوا عميدًا في الشرطة مع سائقه"، مردفًا: "كيف تقولون إنّ هذه مظاهرات سلمية؟".

وشهدت العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى، الإثنين، مظاهرات للمطالبة بـ"الحكم المدني الكامل" في البلاد.

ومنذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يفور السودان باحتجاجات، ردًا على إجراءات "استثنائية" اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعتبره قوى سياسية "انقلابًا عسكريًا" كامل المواصفات.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close